المشكلة الاساسية بكل ما حصل ويحصل هو ان فريقنا السياسي اعتبر الازمة والانهيار في لبنان بسبب الحصار الامريكي ! بينما الواقع هو ان امريكا تحتل لبنان ولا تحاصره ، وهنا يمكن الخلل بأي مقاربة او توصيف او طرح للحلول والمواجهة ..
عندما تقرر الولايات المتحدة فرض حصار مباشر وعلني او غير معلن على اَي بلد ، فهذا يعني حكماً انها فقدت نفوذها وحضورها واي تأثير لها على هذا البلد وعدم قدرتها على التأثير بسياسته الداخلية والخارجية،
وهذا ينطبق على دول عدة منها العراق سابقاًوليبيا وإيران وكوبا وكوريا الشمالية وسوريا وفنزويلا ودول اخرى طبق عليها هذا الحصار ..
اما في لبنان فهناك اشتباه قد يكون وقع فيه الحزب وحلفائه منذ ١٧ تشرين ٢٠١٩ على اقل تقدير وصولا الى المرحلة الراهنة بوصف الانهيار المالي والاقتصادي وانسداد افق الحلول للخروج او وقف هذا الانهيار سببه الحصار الامريكي الغير معلن على لبنان الذي يعاونه فيه دول عديدة ابرزها السعودية ودول الخليج..
بينما التوصيف الواقعي لهذا الامر هو ان امريكا تحتل لبنان عبر سيطرتها الكاملة والمحكمة على كل مفاصل القرار بالدولة اللبنانية من القرار السياسي السيادي الى الاقتصاد وألمال والطاقة والنفط والامن والقضاء والإعلام وحتى الجمعيات المدنية المسماة بالمجتمع المدني..
هذا الاحتلال يصدر الأوامر والقرارات بكل شيء يرى فيه مصلحة له ،، حتى انه كان يدير يومياً عملية توزيع المحروقات ونسبتها على المحطات والمناطق قبل رفع الدعم نهائياً ، هذا الاحتلال هو من اذن لمصرف لبنان بدعم بعض السلع وهو من أخذ القرار برفعه ..
هذا الاحتلال هو من يحدد وجهة اتجاه لبنان اقتصاديا وهو من يمنع التوجه شرقاً ومن يحدد سقوف التفاوض والأرقام والقروض مع البنك الدولي ..
هنا الفرق الكبير بين الحصار والاحتلال ؟ وهنا اختلاف المواجهة بين الحصار والاحتلال .. بهدوء وبكل وضوح يا سماحة السيد امريكا تحتل دولتنا وقرارنا ولا تحاصرنا لان الاحتلال ليس بحاجة لفرض حصار على دولة يمسك كل مفاصلها ولا توجد اَي جهة بهذه الدولة تملك الحد الادنى من التوازن مع هذا الاحتلال ..
واذا كان لا بد من مواجهة فإن مقاومة الاحتلال تختلف كثيراً عن مقاومة الحصار ..
عباس المعلم – كاتب سياسي