ماذا جرى في اجتماع طهران بخصوص أفغانستان؟

اجتماع طهران لدول جوار افغانستان

استضافت الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ أيام في العاصمة طهران، اجتماعاً على صعيد وزراء خارجية الدول المجاورة لأفغانستان، حضره وزراء الدول الخمس: طاجيكستان وأوزبكستان وباكستان وتركمانستان وإيران، فيما شارك وزراء روسيا والصين عبر تقنية الفيديو كونفرانس.

ويعد هذا الاجتماع هو الثاني من نوعه على صعيد وزراء خارجية هذه الدول، بعد محادثات جرت سابقاً في العاصمة الباكستانية إسلام أباد خلال شهر أيلول الماضي.

وفي كلا الاجتماعين، لم يحضر أي وفد يمثل حركة طالبان الأفغانية، التي تولت الحكم في البلاد منذ ما بعد الانسحاب الأمريكي، بسبب عدم الاعتراف الرسمي بحكومتها بعد من قبل أي دولة في العالم.

ويعود سبب انعقاد هذه الاجتماعات، الى أن التطورات في أفغانستان منذ ما بعد الانسحاب، باتت تشكل أهم قضايا الدبلوماسية الإقليمية، لما لها تأثير كبير على الأوضاع في المنطقة برمتها (آسيا الوسطى، وغرب وجنوب آسيا)، خاصة على الصعد الأمنية والاقتصادية.

أهداف اجتماع طهران

_ بحث المشاكل والتحديات الكبرى التي تواجه أفغانستان داخلياً وخارجياً.

_ محاولة اتباع سياسات موحدة بين هذه الدول، لمواجهة هذه التحديات والمشاكل، وضمان استقرار أفغانستان الذي سينعكس يدوره على المنطقة.

_ مواجهة خطر نشوء فرع لتنظيم داعش الوهابي الإرهابي في البلد (ولاية خراسان)، وقيامه بتنفيذ عمليات إرهابية ضد المساجد مؤخراً، والتركيز على محاولة خلق فتنة شيعية سنية واقتتال ما بينهما.

_ مواجهة جهود الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى لخلق مركز عدم استقرار وإرهاب في المنطقة، لتحدي منافسيها الصين وروسيا وإيران.

_ منع استئثار حركة طالبان بالسلطة عبر عدم سماحها بمشاركة القبائل الأخرى في الحكم (الأوزبك والطاجيك والهزارة وغيرهم)، وبالتالي العودة الى نزاع داخلي قد يتطور الى حرب أهلية كما حصل في تسعينيات القرن الماضي.

نتائج الاجتماع

وفي نهاية الاجتماع، أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في كلمة له، عن تجدد دعم بلاده لتشكيل حكومة أفغانية شاملة لكل الأطراف، مؤكدا على أن ضمان استقرار الأمن الداخلي وعلى الحدود مع الدول المجاورة هو من مسؤولية الحكومة المؤقتة في كابل. وأضاف عبد اللهيان بأن جزءا كبيرا مما تعيشه أفغانستان اليوم، هو بسبب التدخلات الأجنبية. كاشفاً أن المشاركين في الاجتماع توافقوا على حضور ممثل عن حركة طالبان في الاجتماعات المقبلة، في حال مشاركة ممثلي كل القوميات الأفغانية الأخرى.

لكن من أهم ما تقرر عقب هذه الاجتماع، قرار الدول إرسال مساعدات إنسانية في سياق الوضع الاقتصادي الأفغاني المتدهور. وما تم بحثه من جهة أخرى، في تنفيذ مشاريع تنموية طويلة الأمد هناك، لما سيكون لمثل هكذا مشاريع على صعيد الطاقة والنقل والاتصالات والبنية التحتية الدولية وغيرها، التي يمكن للبلدان المجاورة القيام بتنفيذها من أثر مهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لأفغانستان والمساعدة في تحقيق الاستقرار.


الكاتب: الخنادق

Exit mobile version