الحدث

كلمة “هامّة” لـ جنبلاط … قراءة أم شرارة؟!

“ليبانون ديبايت” – غنوة غازي

وسط ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية تكاد تكون الأصعب في تاريخ لبنان الحديث، وللمرة الأولى بعد ثورة 17 تشرين 2019 وما فرضته من تحدّيات أمام الأحزاب السياسية في لبنان، تنعقد اليوم الدورة الثامنة والأربعون للمؤتمر العام للحزب التقدمي الإشتراكي لمناقشة الوثيقة السياسية التي جزّأها الحزب إلى عدة أوراق: ورقة سياسية – اقتصادية – اجتماعية، عناوين للعمل التشريعي، وعناوين عمل لمختلف القطاعات التربوية والصحية والنقابية والنسوية والشبابية والبيئية وغيرها، بالإضافة إلى ملحق خاص بالعمل الوزاري والنيابي للحزب خلال العقود الثلاث الأخيرة. كما يكتسب هذا المؤتمر أهمية اضافية في دورته الحالية، في ظل توسيع قاعدة المشاركة فيه لتشمل المؤسسات الرافدة للحزب ومختلف الهيئات والقطاعات الحزبية، حيث يتوقّع أن يصل الحضور إلى 3000 حزبياً وحزبية.

كما يكتسي انعقاد المؤتمر في المدينة الكشفية في عين زحلتا طابعاً خاصاً لما لهذا الموقع من حميمية في وجدان الفئات الشبابية التي اعتادت أن تنظّم مخيماتها الكشفية والحزبية في تلك البقعة الخضراء الآمنة من منطقة الشوف. وعلى ضوء مواقف رئيس الحزب وليد جنبلاط المتكرّرة حول ضرورة إجراء قراءة نقدية دقيقة سواء داخل الحزب أم على المستوى الوطني العام، وبعد حديثه بعيْد ثورة تشرين 2019 عن ضرورة إطلاق شرارة التغيير داخل المؤسسات الحزبية بهدف مواكبة طموحات الفئات الشبابية وتلبية حاجات المواطنين وتأمين حقوقهم، يتوقَّع أن يلقي جنبلاط اليوم كلمة سياسية مهمّة يلقي فيها الضوء على عناوين المرحلة على أكثر من صعيد، ويحدد فيها توجّهات الحزب للمرحلة المقبلة. كما يتوقَّع أن يحضُر جنبلاط كامل المؤتمر مستمعاً لمداخلات المحازبات والمحازبين كما كان يفعل في كل الدورات السابقة.

وعَلم “ليبانون ديبايت”، أنّ الوثيقة السياسية التي يتناقش فيها “التقدمي” داخلياً اليوم تتضمن – إلى جانب القراءة النقدية الدقيقة للمرحلة الأخيرة كما درجت العادة في الدورات السابقة للمؤتمر – عناوين جديدة ومحدّدة قد تشكل في حال تم التوافق على إقرارها، خارطة طريق نحو تعزيز مشاركة الفئات المهمّشة في صياغة ويأتي هذا المؤتمر بعد سلسلة مؤتمرات أو لقاءات فرعية عقدتها قيادة الحزب على مستوى كافة المناطق اللبنانية، حيث تمت مناقشة الوثيقة السياسية، ومن المتوقع أن يشهد المؤتمر اليوم مناقشة الصيغة النهائية للوثيقة بعد إجراء إضافات وتعديلات بناء لنتيجة المناقشات المناطقية.

يبقى الجديد المُلفت في المؤتمر أنه لن يُختتَم بانتخابات مجلس قيادة جديد للحزب كما كان يحصل في كل مؤتمراته السابقة منذ تأسيسه.

في هذا السياق قال النائب الإشتراكي د. بلال عبدالله لـ “الديبايت”، أنه “بسبب الملف السياسي والاقتصادي والاجتماعي المتشعّب والكبير تمت تجزئة الشّقيْن السياسي والانتخابي، بحيث ننهي اليوم الشق السياسي ومتفرعاته الاقتصادية والإجتماعية التي على أساسه سوف تجتمع أوسع قاعدة للحزب ومنظماته الجماهيرية لتوسيع قاعدة المناقشة الديمقراطية في صياغة توجهات الحزب للمرحلة المقبلة، وذلك تحسساً لخطورة المرحلة الحالية على جميع الأصعدة، على أن يتحمل الحزب مسؤوليته التاريخية أكان على الصعيد السياسي أو على الصعيد الإقتصادي والإجتماعي مروراً بالملفات التربوية والصحية وغيرها. وأعلن أن “هذه الوثيقة السياسية التي سوف تنبثق عن المؤتمر اليوم، سوف تكون القاعدة والبرنامج الذي على أساسه ستكون الخطوة الثانية ألا وهي الخطوة التنظيمية التي سيتم فيها تطوير وتحديث الأطر الحزبية وآليات العمل الحزبي وتوسيع قاعدة المشاركة الديمقراطية والتجديد في مراكز القيادة الحزبية على كافة المستويات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى