اللواء صليبا زار سوريا والتقى كبار المسؤولين وثناء على دور «أمن الدولة»
جويل بويونس-الديار
طيف باسيل حضر فهل يتم اللقاء مع الأسد قريبا ؟
سوريا وعدت ابراهيم… ونصر الله توسط لبري لدى الأسد
من «مطلوب راسه» الى «مطلوب التقرب منه» دوليا، هكذا تحول الرئيس السوري بشار الاسد على مر السنوات ال ١١ بعدما حاولت دول الغرب وعلى راسها الولايات المتحدة تجنيد كل طاقاتها وقواها لمواجهة الاسد ومحاولة عبثا الاطاحة به، فأتت الانتخابات الرئاسية لتعيد تكريس بشار الاسد الزعيم السوري الاوحد على سوريا.
انقلبت المعادلات الاقليمية وتبدل المشهد كليا من سوريا الى افغانستان وتحول معه العداء الدولي لسوريا الذي اطاح بمقعدها في جامعة الدول العربية الى ودّ يطلبه لا بل يستغيثه كثر.
من منا لا يتذكر يوم طالب رئيس التيار الوطني الحر من على المنابر الدولية بعودة سوريا الى الحضن العربي كيف قامت الدنيا ولم تقعد ضد تصريحاته، لتمر بعدها السنوات وتتبدل معها المواقف المنددة بالمطالبة بعودة سوريا الى جامعة الدول العربية ولعل ابلغ دليل تصريح وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان يوم العاشر من اذار 2021 حين اعلن ان «سوريا تستحق ان تعود لحضنها العربي وان المملكة تدعم اي جهود لحل سياسي للازمة.»
تصريح راس الدبلوماسية السعودية اتى بعد الاخبار التي بدات تتحدث عن تقارب سوري سعودي وسعودي ايراني والذي قطع بحسب المعنيين شوطا متقدما.
كل هذه التطورات جعلت من سوريا قبلة التحركات باتجاهها منها المعلن ومنها غير المعلن رسميا ، وكرست محورا رابحا في المنطقة بات من الصعب تخطيه في اية معادلة مقبلة ولاسيما «معادلة رئاسة الجمهورية المقبلة»، هو محور الممانعة والذي يشكل حزب الله اساسا له في لبنان.
هذا الواقع المتبدل اقليميا دفع بسياسيين كثر كانوا يكنون اقوى العداءات لسوريا لاعادة قراءة الوقائع بتان فتحول الخطاب السياسي في لبنان ولاسيما على لسان محور ما كان يعرف ب ١٤ اذار من «سوريا الاسد المجرم» الى «نحن مع كل ما يؤمن مصلحة لبنان « فانكفات كل الاصوات التي وصفت سابقا الاسد بالسفاح المجرم وحلت مكانها «وسطية المواقف» الممهدة لاي انفتاح سياسي واعادة تطبيع بين لبنان وسوريا لما يخدم مصلحة البلدين ولعل الخطوة الاميركية بكسر قانون قيصر عبر الاعلان عن استعداد الولايات المتحدة لمساعدة لبنان على استجرار الطاقة من الاردن عبر سوريا عن طريق الغاز المصري تبقى وحدها الكفيلة باهمية البوابة السورية للبنان…
هذه البوابة التي يطمح كثر من بعض قيادات ١٤ اذار سابقا ، ولو ضمننا، بترميم علاقاتهم مع بشار الاسد، لطالما بقيت مفتوحة امام زائريها ولعل اسم مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم هو الاكثر ترددا على الاراضي السورية من حيث الزيارات المكوكية لابراهيم والتي لم تكن يوما مستغربة لكن ما لا يعرفه البعض ان هذه البوابة كانت ولا تزال دائمة الابواب المفتوحة امام مدير عام امن الدولة اللواء طوني صليبا اذ تكشف معلومات خاصة بالديار بان صليبا الذي كان تلقى دعوة في العام ٢٠١٨ لزيارة سوريا ، ولم يلبها في حينه عاد وتوجه الى سوريا منذ حوالى الشهرين حيث كانت له لقاءات هامة !
كل التفاصيل ترويها مصادر خاصة مطلعة على الجو السوري اللبناني للديار فتكشف بان صليبا الذي كان تلقى دعوة في العام ٢٠١٨ للتوجه الى دمشق بادر بوقتها لزيارة رئيس الجمهورية ميشال عون ومفاتحته بالدعوة ورغبته بتلبيتها فاكد له عون انه لا يمانع ابدا لا بل يرحب لكنه نصحه باخذ راي رئيس الحكومة وقتها سعد الحريري «لحتى ما نعمل مشكل مع الحريري»، فحمل اللواء صليبا الدعوة وحط بعد بعبدا في بيت الوسط حيث التقى بالرئيس الحريري مفاتحا اياه برغبته بتلبية الدعوة الى سوريا الا ان الحريري لم يحبذ الفكرة ما دفع باللواء صليبا للتريث فعاد الى بعبدا مبلغا جواب الحريري لعون الذي ما كان امام رئيس الجمهورية الا حلها على طريقته فبادر يومها للاتصال باحد المسؤولين السوريين البارزين مبلغا اياه انه سيصعب تلبية دعوة صليبا للزيارة لكنه اكد في الوقت نفسه ما مفاده « بموضوع التنسيق الامني ولاسيما على الحدود فنحنا وياكن ماشيين بكل تعاون».
انتهت مفاعيل الدعوة التي لم تلب يومها في عام ٢٠١٨ عند هذا الحد، لكنها لم تكن الدعوة الاخيرة اذ عاد اللواء صليبا وتلقى منذ اشهر دعوة مماثلة فلباها وتوجه الى سوريا منذ حوالى الشهرين.
وفيما كانت زيارات اللواء ابراهيم الى سوريا تقتصر على لقاءات مع علي المملوك تخطت زيارات اللواء صليبا الاجتماعات مع مسؤولين امنيين الى لقاء خاص مع مسؤول رفيع فتحت على طاولته ملفات عدة الامنية منها والسياسية!
معلومات الديار تكشف بان اللواء صليبا شدد امام كل من التقاه في سوريا على وجوب التعاون والتنسيق الامني بين البلدين ولاسيما عبر الحدود لما فيه مصلحة البلدين فلاقى انفتاحا وتعاونا سوريا كبيرا وثناء،على دور مديرية امن الدولة.
الا ان معلومات الديار تؤكد ان اجتماعات صليبا لم تقتصر على الامن اللبناني السوري انما تخطته للسياسة بظل لقاءات هامة بقيت بعيدة عن الاضواء وعلم ان صليبا قد يلتقي بوقت لاحق الرئيس بشار الاسد.
طيف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل حضر في لقاء صليبا الاسد، وعلم ان السوريين يكنون لباسيل مودة واحترام كبير ويثنون على مواقفه الاخيرة.
ولكن ماذا عن حليفهم سليمان فرنجية؟ نسال المصادر فترد: ليسوا راضين كثيرا عن رئيس تيار المردة علما انهم يكنون له احتراما كبيرا لكنهم يعتبرون انه اخذ طرفا وانحاز الى جانب سعد الحريري.
وتضيف المصادر : ثلاثة شخصيات يستحيل ان ترمم العلاقة بينها وبين سوريا هي كل من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي حاول امين عام حزب الله السيد نصر الله ان يتوسط له (لبري) شخصيا لدى الاسد، ودائما بحسب المصادر.
وهنا تشير المصادر الى ان الاسد يفضل اللواء ابراهيم رئيسا لمجلس النواب وهو كان قد قرر دعمه بالانتخابات المقبلة وكان ابراهيم قد وعد بذلك وتحيلك المصادر الى مقابلة اللواء ابراهيم الاخيرة والتي اعلن فيها ان رئاسة مجلس النواب ليست حكرا على احد وما تبعها من استنفار على خط عين التينة مديرية الامن العام، هذا الامر تفسره المصادر بان اللواء ابراهيم كان وعد من سوريا بدعمه بالانتخابات المقبلة وكذلك حزب الله الا ان امرا ما حصل بين امل وحزب الله فبدل المعادلات واعاد تمسك حزب الله ببري لولاية جديدة.
بالعودة الى ما دار بلقاءات اللواء صليبا مع المسؤولين السوريين، علمت الديار من مصادر موثوقة ان زيارة يجرى العمل على تحضيرها لجبران باسيل الى سوريا ولو ان موعدها لم يحدد بعد لكن العمل جار تحضيرا لها ولاسيما ان التواصل بين صليبا وباسيل لم ينقطع اثناء زيارة مدير عام امن الدولة الى سوريا.
فهل اقتربت زيارة رئيس التيار الى سوريا بعدما كان اعلنها صراحة منذ عام يوم فتحت عليه ابواب جهنم عندما قال في ذكرى ١٣ تشرين ٢٠١٩ : انا طالع ع سوريا لرد النازحين …لن نخسر الرئة السورية بسبب جنون الحقد او جنون الرهانات الخاطئة والعبثية فنختنق وننتهي ككيان»…قالها يومها باسيل وما «طلع « على سوريا لان رياح تشرين الثائرة سبقته وقلبت الطاولة على الجميع فهل حان موعد لقاء باسيل الاسد؟ على ابواب انتخابات نيابية ورئاسية بعدها؟
لعل الاسابيع او الاشهر المقبلة وحدها كفيلة بالاجابة على السؤال!