حرية الأسرى والتصاريح
بقلم جمال خليل ابو احمد
جميلة تلك البيانات واحيانا متعه في قراءتها وغصه في تكرارها. آلاف بل مئات الآلاف من التصاريح والبيانات والمناشدات تحتوي كل الاشكال من الشجب والاستنكار الى التنديد والوعيد وبعضها التهديد ودوما بدون تنفيد.والانتظار سيد الموقف.
لا شك هناك اهمية ان تصل الحقيقه لكل الناس ومهم عرض واظهار والاقناع بروايتنا الحقيقيه المحقه وفضح ودحض روايتهم المزوره ولكن التكرار والاجترار وان يكون الهدف ( لاصحاب التصاريح / انا اصرح اذاً انا موجود) فيصبح الامر ممجوجا ويفقد الجمهور الرغبه بالمتابعه وحتى بالاطلاع على مضمون تلك البيانات والاستنكارات وكما قيل خطوه عمليه واحده خير من دزينة برامج.
جميل الوفاء وليشعر المعتقل والاسير او الرازح تحت الاحتلال او المحاصر القلق بان اهله واخوانه ورفاقه معه ويتذكرونه وينادون بقضيته.
فلا الاعتصام ازاح غمه ولا البيان حرر اسير ولا التصريح فك حصار. معركة الامعاء الخاويه حسنت وعدلت على قوانين السجان الظالمه الجائره، وأسر جندي محتل حرر بعض معتقلي الحريه الصاع بالصاع يصنع المعادله.
في عالم متوحش لا تنفع معه النداءات ولا المناشدات وقوانين الغابه اكثر لياقة وانسنه من تفرد الادارات الامريكيه واستمرار سيطرتها على العالم ودعمها الدائم لربيبة الاستعمار القاعده العسكريه المتقدمه المسماة اسرائيل والتي زيفوا وزينوا للعالم بانها الدولة الوحيده الديمقراطيه في الشرق وهي في الحقيقه دولة عصابات فوق القانون وحمايتها واجب على الاستعماريين الغربيين .
وقرارات الشرعيه الدوليه تبقى اسيرة الادراج واستعمال حق القوه هو السائد وتصمد قوة الحق ولكنها تحتاج وحدة الاداة والاراده والاداره. والانتقال من نمطية الاستنكار والشجب والاعتصام الى خطوات عمليه على الارض بذات الادوات التي تجعل المحتل يهتز ففي حالتنا .مع اهمية التمسك بالقرارات الشرعيه والقانونيه والحقوقيه انما عندما يكون احتلال بدون كلفه فكل حبر العالم وبياناته لن يهز له شعره ولكن اذا تم البدء وبشكل مدروس اقتلاع الشعر حينها فقط محتمل ان يعيد الاحتلال حساباته ونصل لمعادله القوه .
منذ القرار ١٨١ والقرار ١٩٤ وصولا الى قرار٢٣٣٤
اي حوالي ١٠٠٠ قرار اممي يتعلق بالصراع (العربي الفلسطيني) -الصهيوني
ومرورا بكل الاتفاقيات والمعاهدات والتفاهمات لا يفهم هذا المحتل سوى لغة المواجهه وبكل اشكالها ،ويقيننا ان ما اطلق عليه اسم اتفاقية ابراهام لن تكون الا مداخل للسيطره الاقتصاديه والماليه والامنيه لدولة الاحتلال وزورا يطلق عليها ( تطبيع) فلا حروب ولا معارك ولا حدود بين من طبعوا ودولة الاحتلال .يتفقه البعض بان قرار (اقامة علاقه) هو قرار سيادي للدوله ومحتمل ان نقبل هذا التفسير ولكن ما بين ان تكون (علاقه) او (اغتصاب) فرق كبير ،وننصح بعدم القبول بتزوير التاريخ والرضوخ للامر الواقع ولن تتحول هذه الوقائع في المستقبل الى حقائق.بالتجارب المعاشه وبالدروس المفترض مستفاده وبمسار الاحداث تثبت بشكل جلي ان هذا الاحتلال يتجه الى المزيد من العدوان والاحلال والاستيطان والسيطره بشكل مباشر على الارض الفلسطينيه والعربيه ويتجه الى المزيد من مد السيطره الاقتصاديه والامنيه والى مزيد من نشر روايته الكاذبه وتزوير التاريخ والسيطره على الجغرافيه.
رغم التعاطي الايجابي مع الشرعية الدوليه والقرارات الامميه واستمرار الامساك بغصن الزيتون بيد وبتجاهل واضح تيبس ذاك الغصن ولن يعود الى الاخضرار الا بنمط جديد بالتعامل مع قوى الاحتلال الغاشمه . وليتصدر مشروع المقاومه سلم الاولويات ولتكن مرحليا المقاومة الشعبيه الشامله وصولا الى العصيان الوطني الكامل وكل اشكال المقاومه السلمية والمسلحه وليكن المجد للنضال فلا خلاص من الاحتلال بالاعتصامات والبيانات . ٠٠جمال خليل ابو احمد عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني