بكلام مقتضب ورأي دبلوماسي هادىء أجاب الاعلامي السابق جورج قرداحي على سؤال طرح عليه بحوار تلفزيوني عن حرب اليمن ” حرب عبثية ” تسببت بخسائر للطرفين ويجب ان تتوقف ..
هذا الرد سجلته مباشرة اجهزة الامن الخليجية المختلفة وعلى راسها السعودية ، التي لم يصدر عنها حينها اَي ردة فعل او استنكار او حتى انتقاد من إعلامها على القرداحي !
رغم ان هذه الحلقة بثت بتوقيت كان فيه اسم قرداحي شبه محسوم بتوليه حقيبة وزارية ، الا ان ذلك لم يبدل بالصمت السعودي والخليجي بشكل عام وان من خلال إشارة بالكواليس للمعنيين بتشكيل الحكومة تسجل اعتراضا سعودياً على توزير قرداحي لانه اساء لهم ولدول الخليج حسب وصفهم .
فما الذي تغير اليوم حتى استنفر النظام السعودي ودول الخليج وحشدوا كل ما توفر من وسائل الضغط الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي ضد قرداحي والحكومة اللبنانية ؟!
، حيث بلغ هذا الحشد اعلى مستويات القرار بانظمة الخليج وصولاً الى كافة قطاعات الحكومة والإعلام والفن ولم يكن ينقص سوى اجتماع طارىء لمجلس التعاون الخليجي للتباحث بامكانية توجيه ضربة عسكرية للبنان..
الذي تغير اليوم هو ان السعودية وحلفاءها من دول الخليج اتخذوا قرارا بالرد على طلبات فرنسا وبعض الدول المتكررة لهم بمساعدة لبنان وفتح الأبواب امام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لإعادة العلاقة الخليجية مع لبنان،ومن اجل ايضاً إبراز غضبها من ميقاتي والإعلان الرسمي عن مقاطعته لان الرياض تعتبره وصل لرئاسة الحكومة بتسوية فرنسية ايرانية كتلك التي أوصلت عون الى الرئاسة عام ٢٠١٦ ..
الرد السعودي لم يجد متاح أمامه حالياً سوى افتعال ازمة ومقاطعة للحكومة اللبنانية من خلال راي لإعلامي لبناني سابق اصبح وزيراً الان بعد ان استنفدت السعودية كل ذرائع مقاطعة لبنان وهي وجود الحزب بالحكومة وتهديده امن المملكة ومسلسل تهريب الكابتغون للرياض الذي اصبح ممل حتى لدى المواطن الخليجي ..
اما الجانب الاخر من الجنون السعودي على قرداحي فهو متعلق بمصطلح ” العبثية ” التي باتت الرياض تعيشه بشكل كبير بعبثية قدرتها على منع الحوثيين من تحرير مأرب الذي بات قريباً ومحسوماً..
عباس المعلم / كاتب سياسي