الكاتب: أسعد العزّوني
تظن بعض القوى السودانية مخطئة ،بأنها نجحت في إسقاط الرئيس السابق عمر البشير،لأسباب لا مجال لذكرها،ولذلك نراهم اليوم يتباكون على ما يطلقون عليه زورا وبهتانا “ثورة ديسمبر”،ويتهمون العسكر المأجورين أصلا بأنهم يحرفون مسار تلك الثورة المتخيلة،التي لا يجرؤون على تسميتها بالمؤامرة التطبيعية،التي أنجزت حكما تطبيعيا مشوها يجمع بين أبناء البنك الدولي الروتشيلديين، وبين ضباط خونة من عسكر السودان الذين باعوا أنفسهم للبترودولار،وهاتان الفئتان هما حلفاء مستدمرة الخزر في فلسطين.
عندما زار رئيس وزراء مستدمرة الخزر السابق النتن ياهو برفقة زوجته “المبذرة” سارة سلطنة عمان ،ولقائهما بالراحل قابوس في خطوة تطبيعية علنية هي الأولى من نوعها بين السلطنة والمستدمرة،عاد النتن ياهو وأعلن أن محطته التطبيعية التالية ستكون الخرطوم،وكان واثقا من نفسه،ضمن الخطة المتفق عليها بينه وبين صهاينة العرب الذين يريدون جر الجميع للتطبيع ،ليكون تطبيعهم مبررا.
بعد ذلك إستدعي البشير إلى الرياض على عجل،وطلب منه بعد أخذ المقسوم العودة إلى الخرطوم لإستقبال “العريس” النتن ياهو،لكن البشير رفض تلك الإملاءات،وأصر على موقفه رغم الضغوط التي مورست عليه والتهديدات التي صدرت عن مضيفيه،ولكنه لم ينحن لهم ،وغادر الرياض متوجها إلى دمشق وإلتقى الرئيس بشار الأسد،ليوجه صفعة قوية ومؤلمة لدعاة التطبيع ،وما أن عاد إلى الخرطوم حتى أشعل المطبعون التهويديون الشارع السوداني ،ونزل المغرر بهم إلى الشوارع يطالبون بإزاحة البشير.
أدركنا أن عملية الحسم في السودان لن تطول ،لأن البترو دولار تدفق إلى ضعاف النفوس،وإجتمعت القوى المعادية للأمة من أمريكا إلى مستدمرة الخزر إلى المطبعين التهويديين الجدد،على هدف واحد وهو إسقاط البشير الذي تجرّأ وقال لا لهم،وهو الذي يتلقى المقسوم منهم وأسهم معهم في العدوان على اليمن، ولم يشفع أويغفر له ذلك ،لأن قوله لا للتطبيع مع الصهاينة كان ضربة غير متوقعة بالنسبة لهم ،لذلك حسم الأمر في السودان وأزيح البشير عن المشهد ،وبات السودان تحت حكم العسكر المتآمرين وأبناء البنك الدولي المشبوهين.
بالأمس تحرك العسكر لإبعاد أبناء البنك الدولي عن الحكم وفض الشراكة،وكشّروا عن أنيابهم المسمومة ،وإعتقلوا رئيس الوزراء إبن البنك الدولي حمدوك،وقيل أنه فارق الحياة كمدا ،وما يزال الحراك السوداني مستمرا لعودة أبناء البنك الدولي ،وإبعاد العسكر عن الحكم ،ويبدو جليا ان بصمة ما جرى في تونس مؤخرا ،هي ذاتها التي نراها في السودان اليوم.