وزير دفاع صنعاء: الحرب انتهت عسكرياً محمد ناصر العاطفي: الحرب انتهت عسكرياً ولا خيار أمام العدوان سوى الاعتراف
التصنيع العسكري مستمرّ ومفاجآت برية وبحرية ستبصر النور قريباً
لا يتردّد وزير الدفاع في حكومة صنعاء، وقائد القوة الصاروخية السابق، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، في الجزم بأن «العدوان الكوني على اليمن قد انهزم فعلاً»، وأنه لم يَعُد أمام مطلقيه «غير شجاعة الاعتراف بالهزيمة». وإذ يلفت، في حوار مع «الأخبار»، إلى أن مدينة مأرب «أصبحت شبة مطوّقة وفق وضعية الكماشة»، فهو يؤكد أن «استعادتها مسألة وقت». كذلك، يجزم العاطفي أن كلّ المناطق المحتلة ستعود إلى السيادة اليمنية، محذراً التحالف السعودي – الإماراتي من مرحلة «الوجع الكبير» التي لم تبدأ بعد، وملوّحاً بمفاجآت جديدة، لا سيما في مجال الدفاع الجوي والبحري، ستبصر النور قريباً.
بعد ستّ سنوات ونيّف من العدوان المتواصل على اليمن، كيف تُوصّفون ما آلت إليه الأمور ميدانياً؟ وهل هناك سقف محدّد لمعركة النفَس الطويل التي تخوضونها؟
لقد تمكّن أبطال الجيش و«اللجان الشعبية» ومعهم كلّ الأحرار والشرفاء من كلّ مناطق اليمن، من تحقيق انتصارات كبرى ضدّ العدوان ومرتزقته على امتداد المسرح العملياتي للجمهورية اليمنية، وفي عمق أراضي العدو، وتحقّق الكثير من الإنجازات على الأرض خلال سنوات العدوان. إنها سنوات وليست أسابيع أو أشهراً كما كان يخطّط لها العدو الذي سقط في وهم الاستسهال في تحديد خطة زمنية للعدوان ضدّ شعب حرّ وأبي… وها هو اليوم، وللعام السابع على التوالي، يتجرّع آلام الهزائم والانكسارات المتوالية. أمّا سقف معركة النفس الطويل، فنحن نخوض مواجهة تاريخية مصيرية، بل ووجودية في مواجهة استراتيجية عدائية اختارت أدواتها في المنطقة وفي الداخل لتنفيذ أجندتها الاحتلالية التمزيقية، والسعي نحو إعادة رسم خرائط نفوذ صهيونية – أميركية – بريطانية – فرنسية للمنطقة برمّتها، بدءاً من اليمن. ولذلك، ومن أجل إفشال أهداف العدوان، وضع السيّد القائد عبد الملك الحوثي الخيارات الاستراتيجية لشعبنا وقوّاته المسلحة والتي تضمّنت فرض كامل السيادة الوطنية الحرّة المستقلّة على اليمن، وهذا يعني طرد كلّ دخيل وغازٍ ومحتلّ ومرتهن، ولا تفريط بسنتيمتر واحد من أرضنا.
بناءً عليه، هل تعتقدون أن الحرب انتهت عملياً لصالحكم؟
بالمفهوم العسكري الاستراتيجي، وبكلّ مضامين فنون القتال المعاصر، نعلن اليوم للعالم أجمع أن العدوان الكوني على اليمن قد انهزم فعلاً، ولم يعُد أمامه غير شجاعة الاعتراف بالهزيمة النكراء، وعواصم العدوان توصّلت إلى قناعة بأن هزيمتها محقّقة، وأن مكابرتها أصبحت عبثية، حتى أن قيادات خليجية نصحت قيادة العدوان بأن تتخلّى عن كبريائها قبل أن تفقد توازنها وتهدر ما تبقّى لها من موارد.
كيف تنظرون إلى المخاوف الأميركية والسعودية من سقوط مدينة مأرب بيد قوات صنعاء؟
هم يخافون من فقدان مصالحهم النفطية والغازية في مأرب، وهذه هي الحقيقة الساطعة التي لم تَعُد خافية على أحد. لكن نحن على أرضنا، وفي إطار مسؤوليتنا الوطنية والسيادية، ومأرب وكلّ منطقة يمنية محتلّة سوف تعود إلى السيادة اليمنية، وهذه مسألة مفروغ منها وغير قابلة للنقاش أو خاضعة للمخاوف الأميركية والسعودية.
إلى أين وصل التفاعل القبلي مع المبادرة التي قدّمتها حركة «أنصار الله» لتجنيب مدينة مأرب القتال؟ وإلى ماذا تعيدون الصمت الدولي حيالها؟
هذه المبادرة إنسانية بالدرجة الأولى، واستجاب لها الكثير من المشايخ والوجاهات الاجتماعية في مأرب، وحظيت بتأييد شعبي واسع لأنها تخدم المصلحة العامة لأبناء مأرب ولكلّ أبناء اليمن، والمبادرة في مضامينها عبّرت عن مشروعية وطنية حقيقية ورؤية استراتيجية لقيادتنا الثورية والسياسية نابعة من إرادة حرّة ومستقلّة، لذلك كان لها صدى وطني واسع. أمّا المرتهنون لإرادة المحتلّين والغزاة، فكيف لهم أن يحسموا في أمر لا يمتلكونه؟ وماذا ننتظر منهم غير الخذلان والتواري والصمت المريب؟ أمّا الصمت الدولي فهو تحصيل حاصل للقرار الصهيوني الأميركي البريطاني الذي استطاع بأمواله ونفوذه أن يحوّل الأمم المتحدة إلى أداة لخدمة مصالحه.
هل لديكم خطّة لتجنيب مخيمات النازحين في محيط مدينة مأرب تبعات الحرب؟
نحن أشدّ حرصاً منهم على حياة النازحين، بشهادة النازحين أنفسهم، على رغم أن العدوان وأدواته قاموا بنشر قواتهم في أوساطهم كدروع بشرية، ويستثمرون في معاناة النازحين وظروفهم ويستخدمونها كورقة ضغط وحرب ناعمة متعمّدة ضدّ الجيش و«اللجان الشعبية». نحن منضبطون جدّاً وملتزمون بنصوص القانون الدولي الإنساني، سواءً في ما يتعلّق بالمدنيين أو النازحين، كما أننا ملتزمون بقواعد الاشتباك مع عدوان غاشم فاجر. لذلك، عندما تأتي لتقارن بين الجوانب الإنسانية والأخلاقية للجيش و«اللجان الشعبية» وبين إنسانية الطرف الآخر وأخلاقيته، فلا مجال للمقارنة لأننا في الجيش و«اللجان» انطلقنا من عقيدة إيمانية راسخة في مسلكنا القيادي وعملياتنا العسكرية الدفاعية والهجومية، وهذا المبدأ لا يوجد لدى قوى العدوان وأدواتها أبداً.
هل تتوقّعون، على ضوء التطوّرات الأخيرة المتسارعة على جبهة مأرب، تخلّي التحالف السعودي – الإماراتي عن حلفائه هناك؟
هم يتخلّون عنهم الآن، ويقتلونهم بنيران صديقة، ويغتالونهم في الشوارع، ويذيقونهم أشدّ أنواع التعذيب في سجون سرّية داخل مناطق الاحتلال وفي سجون استخباراتهم داخل السعودية والإمارات وفي أماكن أخرى، وهم لا يزالون بحاجتهم، فكيف سيكون حالهم بعد أن يستغنوا عنهم وبعد تحرير اليمن؟ إنهم سيكونون أكثر بؤساً ممّا مارسته أميركا ضدّ عملائها في أفغانستان، والتاريخ يؤكد أن كلّ من يرتبط بالمحتلّ الأجنبي تكون خاتمته مخزية ومؤلمة. ونحن نجد في الواقع أن المرتزقة في مأرب وفي المحافظات الجنوبية المحتلة والساحل الغربي ومناطق سيطرة الاحتلال في تعز يعيشون أسوأ حياة، وفي أدنى سلّم التعامل الإنساني، ويكفي أن ضابطاً صغيراً في تحالف العدوان، سعودي الجنسية أو إماراتياً، يهين كبار قيادات المرتزقة ويتعامل معهم بسخرية وعنجهية مخزية لا يحتملها إلّا من رضخ وباع كرامته وهانت عليه نفسه.
ما مدى الاختراق الاستخباراتي الذي حقّقتموه في أوساط قوات الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، وميليشيات «الإصلاح» في مأرب؟ وكيف استفدتم منه في الدفْع قُدُماً بعملية استعادة كامل مأرب؟
نحن أصبحنا نمتلك قدرات استخباراتية متطوّرة وقادرة على توفير المعلومات الحقيقية عن العدو، في مختلف جبهات المواجهة في الداخل وفي عمق قواته. كما أن هناك نسبة كبيرة من منتسبي الألوية العسكرية والقبائل التابعين لقوى العدوان غير مقتنعين بالحرب العدوانية على اليمن، ومدركون أن من يقودهم يعمل لخدمة أجندة صهيوأميركية ومطبّع مع العدو الإسرائيلي، وبالتالي فإنه ورغم امتلاك العدوان قدرات كبيرة عسكرية وتكنولوجية واستخباراتية، إلا أن قيادتنا الحكيمة استطاعت إدارة المواجهة بحنكة واقتدار وكفاءة عالية، حيث تمكّنا رغم كثافة غارات العدوان من اتّباع أعلى درجات التمويه العسكري لتفادي الضربات الجوية، وإفشال مهامّ الاستطلاع المعادي، وأنساق قوّاتنا الدفاعية والهجومية قوية وصلبة وغير قابلة للاختراق العسكري أو الاستخباراتي. وللعلم، فإن معظم مديريات محافظة مأرب قد تمّ تأمينها، ووصلت قواتنا إلى محيط مدينة مأرب التي أصبحت شبه مطوّقة وفق وضعية الكماشة، واستعادتها هي مسألة وقت، وستسمعون في القريب العاجل بإذن الله أخباراً تسرّ شعبنا وكلّ أحرار الأمة، ونصيحتي لأولئك الذين ما زالوا في صفوف العدوان أن يسارعوا في العودة إلى جادّة الصواب وأن يلتحقوا بصفوف الأبطال الذين يسطرون فصلاً جديداً في سفر تاريخ اليمن المعاصر.
ما هو تقييمكم لآثار قرار العفو العام لناحية المستفيدين منه من ضبّاط وجنود خلال السنوات الماضية؟ وما هي رسالتكم إلى الذين لم يتجاوبوا بعد مع القرار؟
قرار العفو العام لا يزال ساري المفعول أمام المخدوعين والمغرّر بهم، وهذا القرار أصدرته القيادة الثورية والسياسية من موقع قوة، وهي مستمرّة في العمل به. حتى الآن، استفادت منه أعداد كبيرة من المغرّر بهم، وما زال الباب مفتوحاً أمام من تبقّى منهم، وهناك الكثير من الضباط والصف والجنود يريدون العودة إلى الصفّ الوطني، ولكن تُمارَس عليهم ضغوط ومراقبة شديدة تحول دون عودتهم، ونحن مقدّرون ذلك.
كيف تقيّمون الأوضاع على الساحل الغربي؟ وهل أضحى «اتفاق استكهولم» بشأن الحديدة ورقة ضغط مؤجّلة بعدما تعثّر استكمال تنفيذ بنوده؟
ما يجري في الساحل الغربي من احتلال وتصعيد وخروقات مستمرّة يأتي في سياق التآمر العدواني الصهيوأميركي الإماراتي السعودي البريطاني ومن يدور في فلكهم، لكن لم يستطيعوا بكلّ قوتهم وأساطيلهم وبوارجهم تحقيق هدفهم الاحتلالي للحديدة، وهو الأمر الذي أفشل مخطّطهم الهادف إلى السيطرة الكاملة على منطقة جنوب البحر الأحمر، مع أنّنا بقينا نحترم تعهّداتنا في اتفاق استكهولم، إلا أن العدوان ومرتزقته في الساحل الغربي استمرّوا في خروقاتهم وتصعيدهم الذي يزداد يوماً بعد يوم بغية إطباق الحصار الكامل على موانئنا، ومنع سفن المشتقّات النفطية من دخول ميناء الحديدة أكبر دليل على ممارساتهم العدوانية ضدّ شعبنا. ولذلك، فإن صمت لجنة الرقابة على تنفيذ اتفاق السويد، التابعة للأمم المتحدة، على التصعيد المستمر للعدوان وأذنابه في الساحل الغربي، يُعدّ سلوكاً غير إيجابي وأمراً مرفوضاً ومستهجناً.
ما أهمية المؤشّرات الكاشفة التي حملتها معركة البيضاء لناحية التنسيق بين التحالف السعودي – الإماراتي وداعميه والتنظيمات الجهادية في اليمن؟
المعارك الأخيرة في محافظة البيضاء كشفت مدى تورّط أميركا وأدواتها في استخدام عناصر «القاعدة» و«داعش» الذين تمّ جلبهم من خارج اليمن جوّاً وبحراً لسفك دماء اليمنيين، وقد اختاروا محافظة البيضاء لأنها محافظة استراتيجية، والسيطرة عليها تمكّن العدوان وأدواته الاسترزاقية من استهداف ثماني محافظات، أربع منها جنوب الوطن تحت الاحتلال وأربع في شماله ومنها محافظة ذمار المتاخمة للعاصمة صنعاء، وكانت تحركاتهم مرصودة على رغم انتقال الثقل العسكري لقواتنا إلى جبهات المواجهة في محافظة مأرب، وتّم استدراج العناصر الإرهابية وإخراجها من مخابئها لتتمكّن قواتنا من القضاء عليها. التنسيق بين الإرهابيين والمرتزقة وبين قوى العدوان واضح منذ أوّل أيام العدوان، وما ظهر في البيضاء إلّا القليل، فهم موجودون في مأرب وشبوة ولحج وحضرموت وعدن وغيرها من المحافظات والمناطق الواقعة تحت الاحتلال، وتؤكد المعلومات الاستخباراتية بأنه يتمّ جلب «داعش» و«القاعدة» من سوريا ومناطق أخرى وحتى من سجن «غوانتنامو» ومن معسكرات تابعة للعدو الصهيوني، حيث تجري عملية تدريبهم قتالياً وإرسالهم إلى شمال سوريا والعراق وإلى المحافظات اليمنية المحتلة لاستخدامهم في العمليات القتالية وتنفيذ الاغتيالات وتعذيب المعتقلين في السجون السرّية التابعة لتحالف العدوان. وقواتنا المسلحة ستبقى بالمرصاد لكلّ تحرّكاتهم على مستوى المسرح العملياتي للجمهورية، لتُسقط أوراق العدوان واحدة بعد أخرى.
كيف توصّفون الوجود البريطاني في محافظة المهرة؟ وهل تعتقدون أن بريطانيا تحاول العودة إلى المحافظات الجنوبية اليمنية بعد 58 عاماً من طردها منها؟ ولأيّ أهداف؟
نحن ندرك جيداً الأبعاد الحقيقية للأطماع الأجنبية في الأرض اليمنية وفي ممرّاتها الملاحية الاستراتيجية، ونعي تماماً كلّ التحرّكات المشبوهة لقوى النفوذ الدولية الأميركية والبريطانية والفرنسية. وما تشهده محافظة المهرة نتاج واضح لتلك المطامع التي كشفت عن نفسها، والأطماع البريطانية معروفة تاريخياً، بل وتكشّفت ذات الأساليب القديمة الجديدة للدولة الاستعمارية. فبالأمس، اتّخذت لندن واقعة سفينة «داريا دولت» مبرّراً لاحتلال عدن، واليوم تتّخذ ذريعة مهاجمة السفينة الصهيونية بطائرة مسيّرة في أعالي البحار في المحيط الهندي وبأن الهجوم تمّ من أراضٍ يمنية لتتواجد عسكرياً في المهرة، وهذا عذر أقبح من ذنب. الوجود العسكري البريطاني في المهرة هو احتلال واستعمار مكشوف، ولا مبرّر له ولا مشروعية، وكلّ القوانين والأعراف الدولية تجيز التعامل معه كقوة استعمارية اخترقت السيادة الوطنية، وهذا يفرض ويحتّم أن تسارع كلّ القوى الوطنية إلى مواجهته. يجب على لندن وعلى كلّ محتل لأرضنا أن يتأكد أن الشعب اليمني لن يقف مكتوف الأيدي، وسيعرف كيف يكون ردّه مؤلماً ومزلزلاً. ولدى الذاكرة البريطانية خبرات بما لاقته من مقارعة شعبية لوجودها في السنوات الماضية إبان الكفاح المسلح لثورة 14 أكتوبر المجيدة. واليوم، لن نتردّد لحظة في إنعاش ذاكرة الإمبراطورية العجوز، ونؤكد لها أنّنا لسنا فريسة سهلة، ولن تكون اليمن مستعمرة بريطانية أو أميركية.
هل تعتبرون أن الإمارات والسعودية تسهّلان بسط النفوذ الإسرائيلي على عدد من الجزر اليمنية كسقطرى وميون؟
نحن مطّلعون على الكثير من المعلومات الخطيرة، ونتابع عن كثب مختلف المواقف والتطورات في هذا الشأن. وكما قلنا سابقاً، إن كلّ شبر من أرضنا اليمنية سواءً جزراً أو موانئ أو محافظات، لن يهدأ لنا بال إلّا باستعادته، وسيدرك الصهاينة والمتصهينون في المستقبل المنظور صدق ما نعدهم به، وصدق موقفنا الثابت والمبدئي الذي لا يمكن التفريط به أو التراجع عنه. ونؤكد اليوم أننا نمتك اليد الطولى التي بإمكانها أن تصل إلى كلّ غازٍ أجنبي في الجزر اليمنية كافة وتستأصله من جزرنا، وهذا وعد منا نحن أبطال الجيش و«اللجان الشعبية».
هل ثمّة مخاطر فعلية محيطة بالملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب؟ وهل تعتقدون أن ثمّة محاولات لتدويل هذه المنطقة تحت ذريعة حمايتها؟
نحن مَن سيؤمّن الملاحة البحرية في نطاق مسؤوليتنا، وهناك تهويل من قِبَل تحالف العدوان بهذا الخصوص نتيجة الضغوط التي يمارسها عليهم الكيان الصهيوني. والبحر الأحمر وباب المندب مجرى ملاحي دولي غاية في الأهمية الجيوسياسية، وقيادتنا الثورية والسياسية تعي تماماً مسؤولياتها تجاه هذا المجرى الملاحي المهم. وما يَصدر من تصريحات رسمية عبر المتحدث الرسمي للقوات المسلّحة حول الملاحة البحرية في باب المندب والبحر الأحمر ذاك ما نقرّ به ونعلنه، أما أيّ أعمال أخرى فهي من فعل الكيد والتضليل لتحالف العدوان، وتأتي في إطار الابتزاز الذي تمارسه الرياض وأبوظبي في محاولة بائسة لتدويل البحر الأحمر وباب المندب ولاستخدامه كفزاعة للدول والبلدان التي تستخدم البحر الأحمر كمجرى ملاحي.
سُجّلت، في السنوات الأخيرة، تطوّرات مهمّة في الصناعات العسكرية التابعة لقوات صنعاء، هل سنشهد خلال الفترة المقبلة مفاجآت جديدة في هذا المجال، وتحديداً في الميدانَين البحري والجوّي؟
نعم، بكلّ تأكيد. لدينا الكثير من المفاجآت وكلّ شيء سيتمّ إعلانه في وقته وأوانه. التصنيع العسكري مستمرّ في التحديث والتطوير والابتكار وسوف يتواصل بإذن الله، والكفاءات الشابّة لا تكلّ ولا تملّ من جهود المثابرة والتطوير تقنياً، وكلّ يوم يمرّ هناك جديد، ونَعِد شعبنا وقيادتنا الثورية والسياسية بأن يسمعوا الجديد والمهمّ والمؤثر في ما يخصّ التصنيع العسكري. هناك جهود عظيمة تُبذَل في جانب الدفاعات الجوية، ولعلّكم لاحظتم دخول منظومات دفاع جوي استطاعت أن تنتزع التسيّد الجوي من العدوان. أمّا على المستوى البحري، فشواطئنا محاصَرة والعديد من موانئنا الواقعة في المحافظات الجنوبية والشرقية محتلّة، وهذه تحدّيات كبيرة، ولكن ربّما غاب عن أعدائنا قوّة إرادتنا وإصرارنا على اختراق المستحيلات. ولدينا ما يثير اهتمام العدوان ويرعبه من تطوير صناعة بحرية ستكون مفاجئة له في قادم الأيام، ولدينا كفاءات قادرة على الاضطلاع بهذه الصناعات البحرية.
هل تتّجهون، إذاً، نحو فرض معادلة جديدة في ظلّ استمرار العدوان على اليمن؟
إن تمادت دول العدوان في عدوانها وتوحّشها وفي حصارها الظالم، فلتكن على موعد مع الوجع الكبير، وأن يصل إليها البأس اليماني إلى عمق المناطق الحساسة، حينها لن ينفع الندم ولا يمكن لأحد أن يتنبّأ بالنتائج المؤلمة، فليس أمامنا غير الردع الاستراتيجي.
في ظلّ اقتراب الجيش و«اللجان الشعبية» من حقول النفط في شبوة ومأرب، هل تخشون استهداف هذه المواقع من قِبَل «التحالف»؟
النفط اليمني ومنشآته في جميع أنحاء البلاد ثروة سيادية ومُلك للشعب اليمني، وقوات الجيش و«اللجان» معنيّة بحماية أراضي الجمهورية برَاً وبحراً وجواً واستعادة ثرواتها، ولدينا أسلحة استراتيجية رادعة كفيلة بردع أيّ عدوان مباشر أو غير مباشر قد يستهدف منشأة صافر النفطية أو أيّ منشآت يمنية أخرى، فالردّ سيكون في عمق دول العدوان وكافة منشآته النفطية تحت رحمة القوة الصاروخية والطيران المسيّر. وحتى الآن، لم ندشّن مرحلة «الوجع الكبير»، والتي أعلنها القائد العام للقوات المسلحة المشير مهدي المشاط، وهي مرحلة ستفقد العدو توازنه وستكون مؤلمة بشكل كبير، فالعدو في حال استمراره في غيّه وطغيانه وعدوانه سيجبرنا على الانتقال إلى هذه المرحلة.
وزير الدفاع في حكومة صنعاء