زينب زعيتر
هل إقتربنا من المناعة المجتمعية التي تقي شر كورونا، أم أنّ إنطلاقة وزارة الصحة بإعطاء الجرعة التعزيزية الثالثة من اللقاح، توازي أكثر فكرة اللحاق بتوصيات منظمة الصحة العالمية مقارنة بحاجتنا الفعلية اليها في لبنان، مع التفاوت بنسب الاقبال على اللقاح وبقاء كُثر في خانة المترددين الذين لم يتلقوا بعد الجرعة الاولى. أياّ تكن تلك المقاربات أو الأسئلة المشروعة، إستعدوا للجرعة الثالثة.
ضمن إنطلاقة وزارة الصحة في حملة “تعرّف، تسجل، تطعم، لا ينفع الندم”، والتي تستمر لغاية نهاية العام المنصرم، تجول فرق الوزارة من خلال شبكة الرعاية الصحية بالشراكة مع البلديات والقطاع الأهلي، في القرى النائية للوصول الى أكبر عدد ممكن من المواطنين لحثهم على تلقي لقاح كورونا. لربما حاجة المجتمع الى المناعة اليوم أكثر من أي وقت مضى، وخصوصاً اننا أمام موسم الشتاء وعودة الأولاد الى المدارس، وخطورة المتحورات الجديدة من الفيروس، وهو ما يترجم التخوف من المستقبل المجهول طالما اننا لا نزال في دائرة الخطر، حتى اننا لم نخرج منها قط حتى مع تراجع اعداد الإصابات. واليوم، تسير وزارة الصحة بخط متوازٍ مع توصيات منظمة الصحة العالمية، وسيدخل لبنان فعلياً مرحلة الجرعة الثالثة من لقاح كورونا، وهو ما تؤكده الدكتورة رندة حمادي رئيسة دائرة الرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة، مشيرة الى انه خلال هذا الأسبوع سيدأ من هم بعمر الـ75 عاماً وما فوق بتلقي رسائل عبر هواتفهم لموعد الجرعة الثالثة التعزيزية.
تؤكد حمادي لـ”لبنان 24” أنّ اللقاح بالجرعة الثالثة سيكون “فايزر” حتى لو تلقى الشخص بالجرعتين الأولى والثانية لقاح “أسترازنيكا” على سبيل المثال، ويأتي ذلك “بهدف حماية المواطن من المتحورات المقبلة، فنحن لا نعلم ما ينتظرنا، ونسير بتوجيه من منظمة الصحة العالمية، وطبعا هناك لجنة علمية وطنية تأخذ القرار الأمثل للبنانيين بما يختص بمسار الجائحة”.
شروط التلقيح
تقول حمادي: “ستصل الرسائل لتلقي الجرعة بداية لمن هم 75 عاماً وما فوق، لنصل تدريجياً الى اعمار الستين، بشرط أن يكون تلقى أي مواطن منهم الجرعتين. وسيأخذ الفرد الجرعة الثالثة حتى وإنّ اُصيب بكورونا بعد التلقيح، ولكن بناءً على حسابات معينة من توقيت الإصابة حتى الشفاء، حيث تجري متابعة كل ملف بشكل فردي”.
وبالتالي فإنّ لبنان بهذه الطريقة يطبق معايير منظمة الصحة العالمية، فهل يمكن الحديث عن إقترابنا من المناعة المجتمعية أم أنّه من المبكر الحديث عنها؟
المناعة المجتمعية
تقول حمادي: “كلا . هذا سؤال مشروع، وهو ما يحفز المواطنين على التطعيم. ولكن حقيقة لا زلنا في مرحلة مبكرة للوصول الى المناعة المجتمعية.يمكن القول اننا في لبنان محميون، فلا يوجد على سبيل المثال نقل عام يزيد من نسبة الإصابات المرعبة، وكذلك كنا من أوائل البلدان التي سارعت للدخول في سباق اللقاحات، وايضاً هناك وعي لدى العدد الأكبر من اللبنانيين. كل هذا يجعلنا بأمان الى نسبة محددة، ولكن لو وصلنا الى المناعة، نقول للمواطنين بأنّه على كل فرد التصرف من منطلق الوعي والمسؤولية، كل فرد يتابع باجراءات الوقاية من موقعه، لكي تكون عائلته محصنة من الفيروس”.
لا يمكن إذا الاستخفاف بالمستقبل بما يختص بمسار كورونا، مع وجود المتحورات، وشاهدنا ما حصل في دول عدة. واليوم، تستكمل وزارة الصحة حملة ” تعرّف، تسجل، تطعم، لا ينفع الندم”، ووجهتها التالية بعد عكار والضنية ستكون في بعلبك الهرمل، كما تؤكد حمادي.
وتتابع حمادي: “تفاجأنا كثيراً برغبة المواطنين في القرى التي قصدناها لأخذ اللقاح، هنا يمكن التحدث عن تقصير من قبلنا، حيث هناك مناطق كبيرة قد لا يوجد فيها سوى مركز تطعيم واحد. ومن خلال الحملة أردنا الوصول الى كل شخص في منزله، من خلال الشبكة الوطنية للرعاية الصحية بالتعاون مع البلديات والقطاع الأهلي”.
كابوس كورونا لم ينتهِ بعد، والمسؤولية الفردية والوطنية تكبر يومياً طالما اننا لا نزال نسجل يومياً إصابات ووفيات، في بلد لم يعد يحتمل الخسائر، فحافظوا على صحتكم “إذا مش كرمالن، كرمال يلي بتحبوهن”.
المصدر: خاص “لبنان 24”