ليمور: ما هي سياسة جيش الاحتلال عندما تكون غزة مرة أخرى على حافة الانفجار- عربي21
ورأى يوآف ليمور، في مقال له بصحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، أنه “لا حاجة لحساسية ما أو تجربة استثنائية كي نفهم بأن غزة على حافة الانفجار”.
وأضاف: “هذا ينبع من سلسلة مواضيع وقضايا تجتمع رويدا رويدا معا وكفيلة بأن تخرج الأمور عن السيطرة قريبا جدا، والموضوع المركزي، كما هو دوما، الوضع الداخلي في القطاع (المحاصر إسرائيليا منذ 15 عاما)، فبعد 5 أشهر من العدوان الأخير، غزة عالقة ومحبطة”.
وأوضح أن “مسألة المنحة القطرية حلت جزئيا فقط (موظفو غزة ينتظرون الرواتب)، والمحادثات للتسوية في القاهرة تجري ببطء تحت التحفظ الاسرائيلي الذي يشترط كل تقدم بالحل أولا لقضية الأسرى”.
وقال: “ينبغي أن نأخذ بضمانة محدودة مزدوجة ومضاعفة، الشائعات التي انتشرت في منتصف الأسبوع، عن اختراق في الاتصالات لصفقة تبادل، فهذه حرب نفسية من جانب حماس وربما مصر، تستهدف ممارسة الضغط على الحكومة الإسرائيلية من قبل عائلات الجنود الأسرى لدى حماس”.
الاتصالات العالقة
ولفت ليمور أن “مراجعة مع عدة جهات، أظهرت أنه لم يسجل أي تقدم حقيقي في الاتصالات، حركة حماس تصر على قائمة مفتخرة من المحررين، كثير منهم سجناء كبار، الأمر الذي ترفضه إسرائيل بشدة، والتقدير أن تل أبيب لن توافق إلا على تحرير محرري صفقة شاليط ممن أعيد اعتقالهم وليس أكثر من ذلك، ومن هنا، فإن غياب معطيات جديدة في المعادلة، يجعل احتمال التقدم في الصفقة طفيفا حتى صفر”.
ونبه إلى أنه “ينضم إلى الاتصالات العالقة في القاهرة، قضايا أخرى مثل؛ القدس، وكما هو الحال دوما تجتذب اهتماما يتجاوز حدودها الجغرافية، كما أن الوضع الأمني في الضفة يبقى متفجرا مع مواجهات شبه يومية تتواصل منذ عملية سجن “جلبوع”، ويضاف إلى هذا، الموضوع المتفجر الدائم وهو الأسرى، فهناك إجماع كبير في الشارع الفلسطيني بشأن قضيهم، والموضوع يعود إلى العناوين الرئيسية على خلفية التردي في الظروف الاعتقالية لبعض من الأسر وتهديد الكثيرين منهم بالشروع في إضراب عن الطعام”.
وبين الخبير، أن “كل واحد من هذه الأمور، هي مادة دائمة في يدي حماس عند بحثها عن أسباب من أجل الإبقاء على الصراع، أما انضمامها في وقت واحد فهو خطير ويحتاج لتصرف حساس، ولا سيما حينما تأتي الأمور على خلفية الوضع في غزة، الذي يعتبر أخطر مما كان في الماضي من كل النواحي”.
واعتبر أن أحد إنجازات حماس في المعركة الأخيرة، أنها تمكنت من “ربط عدة جبهات (الضفة والقدس وغزة والداخل المحتل)، إضافة إلى الإحساس في أوساط الفئات الجماهيرية الواسعة، بأن يدها كانت العليا”.
وأشار إلى أن السؤال اليوم: “ما هي سياسة الجيش عندما تكون غزة مرة أخرى على حافة الانفجار؟”.
حماس تدير المواجهة
وقال ليمور: “مواجهة أخرى في غزة توجد على جدول الأعمال، ومطلوب الاستيضاح؛ ما الذي ستفعله إسرائيل كي تمنعها أو تديرها، وعند الحاجة تحسمها؟”، مؤكدا أن “من يدير الأمور هي حماس، إن أرادت تطلق الأعمال (مظاهرات، بالونات، نار صاروخية محدودة) لرجالها وللمنظمات الأخرى التي تعمل في القطاع، وإن أرادت توقفها، أما إسرائيل فلا تبادر، بل ترد وأحيانا بضغط مبالغ فيه، ودليل على ذلك كان يوم الثلاثاء، بإغلاق الطرق في الغلاف مما شهد أكثر من أي شيء آخر على الفزع، وكذا في خروج رئيس الأركان من الاحتفال بذكرى رابين، بعد أن صافرة إنذار في غلاف غزة (تبين لاحقا أنه إنذار كاذب)”، مضيفا: “ما حدث، كان أمرا محرجا أمام الكاميرات”.
ونبه ليمور إلى أنه “في حال كانت إسرائيل معنية بأن تفعل كل شيء كي تحل قضايا غزة بالحوار، عليها أن تضغط على الدواسة في القاهرة، وأن تكون مستعدة لأن تدفع جزءا من الأثمان، أما إذا كانت تقدر بأن هذا عديم الاحتمال، وأن المواجهة في غزة محتمة، فعليها أن تدير المواجهة لا أن تدار من قبلها، لأن هذا موضوع استراتيجي يفرض مباحثات جدية واتخاذ قرارات موزونة ومرتبة”.
وحذر من أن “تبدو إسرائيل كمن تهرب من المواجهة، لأن الأمر سينقلب عليها ليس فقط في غزة بل وفي الجبهات الأخرى؛ وعلى رأسها الجبهة الداخلية (المدن العربية)”، مضيفا: “بكلمات أخرى، على إسرائيل أن تفكر إذا كان ينبغي لها أن تبادر لخطوة في غزة، أن تبدأ بقوة، بمفاجأة وبعدها التشديد، وللخطوة الأولى يوجد عنوان؛ هو قائد حماس بغزة يحيى السنوار، و كان ينبغي لهذا أن يحصل منذ زمن بعيد، لكن الآن – بعد أن فقد التوازن تماما – يخيل أنه حان الوقت (تصفية السنوار)”.
وزعم أن “من دفع إلى ذلك بلا انقطاع كان رئيس “الشاباك” السابق نداف أرغمان، لأنه يعتقد أنه طالما بقي السنوار، يوجد صفر احتمال للتسوية والتهدئة، كما أن السنوار أصبح مشكلة بحد ذاتها تخرج عن منصبه الرسمي، وهي مسألة مثيرة للاهتمام، الجواب عليها لن يعطى إلا إذا اختفى عن الساحة”.
وقدر الخبير العسكري، أن “الأمر بتصفية السنوار، إذا ما صدر، سيكون في وردية رئيس “الشاباك” الجديد، رونين بار، فهو يتبنى ذات نهج أرغمان”، معتبرا أن “الوقت حان لإجراء نقاش حقيقي حوله، والاستيضاح ما الذي تريده إسرائيل من نفسها في غزة، وكيف تعتزم الوصول إلى هناك”.