الطائرات المسيّرة تغيّر المعادلة مع الاحتلال الأميركي في سوريا
مجلة تحليلات العصر الدولية
بعد نفاذ “الصبر الاستراتيجي” التي اتسمت به المرحلة الماضية على الساحة السورية، وتنفيذاً لما وعدت به غرفة عمليات حلفاء سوريا قبل أيام، استُهدفت قاعدة التنف الأميركية الواقعة على مثلت الحدود السورية-العراقية-الأردنية في ضربة أفادت معلومات لموقع الخنادق بأنها لن تكون الأخيرة إذا لم تتلقف القيادة الأميركية الوسطى هذه الرسالة.
لكن اللافت في هذا الاستهداف هو الاعتماد على الطائرات المسيرة حيث نُفذت بـ5 طائرات مسيّرة ذكية وعالية الدقة محملة بالصواريخ، وقامت بقصف القاعدة بشكل مباشر بعد أن كانت تستخدم للرصد وجمع المعلومات الاستخباراتية.
هذه العملية أعادت إلى الواجهة الحديث عن حجم قدرات محور المقاومة وحلفاء سوريا في مجال الطائرات المسيّرة التي أثبتت طيلة الفترة الماضية وخلال عدد من الحروب التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط انه باستطاعتها تغيير قواعد الاشتباك بل وصنع معادلات جديدة، ونذكر هنا استهداف الجيش اليمني واللجان الشعبية لشركة أرامكو في العمق السعودي بالطائرات المسيرة حيث تسببت بخسائر ضخمة أوقفت الشركة عن العمل لفترة وأثرت على انتاج النفط العالمي بما يقارب 6%.
كما تجدر الإشارة إلى ان حركات وقوى وجيوش محور المقاومة تتبع استراتيجية المشاركة في الخبرات التقنية والتكنولوجية العسكرية وغيرها، ما يعني أن أي سلاح موجود عند أحد هذه الجهات من المتوقع أن يكون قد وصل إلى البقية، نظراً لتطابق الرؤى والأهداف.
الطائرات المسيّرة الإيرانية
عام 2018 وقعت الولايات المتحدة وكيان الاحتلال اتفاقاً بشأن التعاون الثنائي لمواجهة وردع التهديدات المتزايدة التي تسببها الطائرات المسيّرة الإيرانية، وقد قسم قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي هذا “التهديد” إلى قسمين: “الطائرات صغيرة الحجم والتي تعمل على لصق القنابل اليدوية على متنها أو تحميلها للقذائف وصواريخ الهاون، والثانية هي الطائرات الأكبر حجماً وهي ما تعتبر أكثر إثارةً للقلق”.
تمتلك إيران منظومة واسعة من الطائرات المسيّرة وبقدرات مثيرة للاهتمام، الأمر الذي أشارت إليه صحيفة هآرتس في مقال لها إلى ان “الإيرانيين قادرون على انتاج عدد ضخم من الصواريخ الجوالة والطائرات من دون طيار… لقد أظهروا قدرة مبهرة حين سيطروا على طائرة من دون طيار أميركية رغم أنها متطورة، وأوقعوها على أرضهم، وصنعوا أخرى أكثر تطوراً منها”.