} رنا العفيف-البناء
سلسلة انفجارات في قاعدة التنف التابعة للاحتلال الأميركي على الحدود السورية العراقية حيث صرح مسؤولون أميركيون انه يعتقد أنّ الهجوم كان بطائرة من دون طيار وكان قد نقل عن وكالة «رويترز» عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ القاعدة الأميركية في منطقة التنف استهدفت بعدة صواريخ وأنّ الانفجارات دوّت في القاعدة. كما صرّحت القيادة الأميركية الوسطى أيضاً أنها تحتفظ بحقّ الردّ على الهجوم في الزمان والمكان المناسبين، علماً أنها لم توجّه أيّ اتهام لأيّ جهة حتى اللحظة، فإذن على من تتوعّد بالردّ؟
تمثل قاعدة التنف العسكرية التابعة للاحتلال الأميركي الحجر الأساس الاستراتيجي الأميركي للحد من النفوذ الإيراني في المنطقة وهي من أكثر المواقع أهمية في سورية، وقد تمّ استهدافها بشكل مباشر عسكرياً بالرغم من أنها تحظى بدعم أميركي واهتمام إقليمي ودولي بعد أن وسع الاحتلال الأميركي نفوذه في المنطقة كنقطة تدريب عسكري بإشراف ضباط أميركيين وبريطانيين.
كيف ستتعاطى واشنطن وحليفتها «إسرائيل» في المنطقة بعدما تلقت الضربة القاسمة خاصة إذا كان لها بصمة في تفجير الأمس في دمشق، والذي راح ضحيتها أربعة عشر شهيداً، وسابقاتها من الاعتداءات السافرة المتكرّرة على سورية دون إدانات دولية من أحد مخترقة المعايير السياسية الأخلاقية والأدبية في الفن الدبلوماسي الاستراتيجي والدولي.
إنّ رعاة التنظيمات الارهابية وداعميها في سورية تلقت رسائل مباشرة عبر زعزعة أمن سورية من خلال التفجير الإرهابي الذي حصل بالأمس كنوع من الدعم المعنوي ولاستيقاظ الخلايا النائمة من جديد، وجاء ذلك بعد أحداث الطيونة بكمين غادر وعبوات ناسفة طالت العاصمة دمشق لتكون معركة الكرّ والفرّ بشقيها السياسي والعسكري لمنع تقدم الجيش السوري في مهامه العسكري في الشمال السوري أولاً وثانياً لعرقلة جهود حزب الله تجاه حلفائه. ومن المؤكد تحاول «إسرائيل» ورعاتها بدعم أميركي توصيل رسالة سياسية وقد تكون عسكرية أيضاً لسورية وحلفائها مفادها التالي.
التموضع الأميركي الذي ستفرضه «إسرائيل» لتعزيز القوات الأميركية في المنطقة سيكون نوعاً من الردّ التي تتوعّد به بعد أن تلقت الضربة القاسمة وهي المرة الأولى التي يتمّ فيها استهداف القاعدة، وعلى ما يبدو سنشهد جبهة مفتوحة متبادلة وغير مباشرة لربما في الأيام المقبلة، حيث «إسرائيل» قلقة رغم توعّدها بالردّ إلا أنها ستماطل كنوع من سيناريو سياسي لجذب المزيد من المكاسب في الملف النووي مع طهران.
وقد نرى تجاذبات في تغيير المشهد السياسي في المنطقة وقد يرتفع توتر التصعيد لكلّ من طهران وحزب الله وسورية، حيث تدخل طهران مرحلة الحسم السياسي بالشأن النووي، وسورية ستحاول دائماً أن تكون في الهرم الإقليمي ونقطة ارتكاز محط المشهد السياسي الآتي لما فيه من خطوات سباقة بتحقيق الأهداف التي تسعى من خلالها زجّ الأمن والاستقرار لتعيد توازن السلم الأمني السياسي بطريقة دبلوماسية بعيداً عن التشويش الصهيوني.