– لا نقاش لدى فريقي الثنائي حركة أمل وحزب الله حول انّ انعقاد الحكومة ضروري، وانّ حمايتها والحفاظ عليها أكثر من ضروري، وقد أمضى طرفا الثنائي وقتاً وبذلا جهداً كي تبصر هذه الحكومة النور، وليس خافياً انّ مطلب تشكيل حكومة كان بالنسبة للثنائي أولوية، والحفاظ عليها لا يزال كذلك، خصوصاً انّ الأزمات تتصاعد والأوضاع لا تحتمل، وألف قضية تدقّ أبواب اللبنانيين تقول بالحاجة لاستئناف النشاط الحكومي أمس بدل الغد.
– من حق فريقي الثنائي أن يأملا ملاقاة المشاركين الآخرين في الحكومة، خصوصاً فريقي رئيس الجمهورية والحكومة، اللذين أخذا وقتيهما طلباً لرؤية تصوّر كلّ منهما للحكومة تبصر النور، أن يظهرا الحرص المزدوج على إنقاذ التحقيق من كارثة ستلحق بالحقيقة والعدالة، وبالبلد، أولاً، وأن يظهرا حرصاً موازياً لحرص الثنائي على استئناف الحكومة لنشاطها.
– الاتصالات الجارية على المستويين، لإنقاذ التحقيق والبلد، وإنقاذ الحكومة، تتقدّم، لكن المطلوب مزيد من تسريع المساعي وإظهار الاهتمام بصرخة شريك رئيسي لم يتوان يوماً عن أخذ تطلعات الشركاء وحساسياتهم، ونقلها الى مستوى الهمّ الوطني، وهذا يعرفه بالوقائع كلّ من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وان يستدعي الأمر الترفع عن بعض التفاصيل ليس بالكثير.
– ثمة حدّ أدنى لا يستطيع الرئيسان تجاهله ان وضعا قضية تنحية القاضي بيطار في عهدة المرجعيات القضائية، وهو تظهير الالتزام الكامل من الحكومة بالإجماع على رفض انتهاك الدستور والسماح باجتياح صلاحيات المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء لحساب المحقق العدلي، وتجاهل الصلاحيات القانونية الإلزامية لنيل الإذن قبل أيّ ملاحقة بحق الموظفين الكبار، واحترام عدم منحها، مقابل الاحتفاظ بخصوصية محاكمة القضاة والتستر على اتهام ايّ منهم، مقابل التشهير بالآخرين، بما ينشئ ازدواجية معايير فاضحة ويكشف نوايا مبيتة.