الكاتب : محمد علي إبراهيم – موقع الناشر
أيها الفاشلون أضيفوا فوق ذكريات فشلكم ذكرى فشل جديدة وابكوا على أطلال الإطارات المشتعلة كل عام في مثل هذه الأيام.
عادة من يتذكر فشله يسعى إلى تصحيح ما أخطأ فيه كي لا يعود إلى مثله مرة ثانية، أما الاستثناء اللبناني فهو أن هؤلاء الفشلة يتذكرون فشلهم وخزيهم ليعودوا إليه مرة ثانية بدعاوى مختلفة ولبوس جديد.
مطالعة قصيره في ذكرى ١٧ تشرين وإنجازاتها
١- كان المسار الطبيعي أن المصارف التي سرقت أموال الناس ستنهار تلقائيًا مع الوقت لولا الفوضى التي عمت الشوارع والدخان الذي غطى عمليات تهريب أموال الفاسدين إلى الخارج.
٢- كان المسار الطبيعي للقوى الفاسدة أنها ستنهار مع فقدان التمويل الخارجي، وانهيار القطاع المصرفي الذي تمتلكه، وبالتالي لن تجد تمويلًا لحركتها.
٣- إن التحول الطبيعي الذي كان سيجري هو أن قوى الفساد لن تجد من يحميها مع الانهيار الاقتصادي الطبيعي الذي كان سيجري.
٤- جمعية المصارف التي هي بالمناسبة تابعة لقوى الفساد مولت معظم التحركات على الطرقات وعلى مدى سنتين زودتهم بالوقت اللازم لإتمام عمليات نقل وتهريب الأموال.
٥- إن قوى الفساد اعتمدت على التحركات الشعبية لتثبيت ما اهتز من سطوتها واستجلبت بقوة الدعم الخارجي لتوجيه هذه التحركات نحو المكان الخاطىء.
٦- مع إحداث الفوضى على الساحة اللبنانية حاولت هذه القوى مع السفارة الأميركية تمرير موضوع الحدود البحرية وبيع جزء كبير من ثروتنا للعدو الاسرائيلي.
٧ – كل ما تم إنجازه من تحركات ١٧ تشرين أن القوى الفاسدة استطاعت أن تستخدم الشارع والإعلام لتحميلهم مسؤولية الانهيار الاقتصادي، وبالتالي استطاعوا الهروب من تحمل المسؤولية. وهذا السلوك بدأ مع استقالة حكومة الحريري.
٨ – بفضل هذا الحراك الفوضوي تم استجلاب نسبة أعلى من التدخل الخارجي العلني، وإهانة الدولة اللبنانية بشكل أكبر مع زيارة الرئيس الفرنسي وما تبعها.
٩ – الانقسام الذي أحدثته في الشارع والفوضى أعطيا التدخل الخارجي مدخلًا أكبر في تصفية الحساب مع حزب الله، وإلى الآن يسير موضوع التحقيق إلى المجهول، وإلى لا نتيجة.
١٠- الإعلام المدفوع الثمن القائم على تكتل ثلاث قنوات لبنانية وجهت الشارع منذ انطلاق الحراك الفوضوي إلى ما يخدم أعداء لبنان، وتحت عنوان محاربة الفساد شنوا حربًا على المقاومة.
في الخلاصة إن تحالف قوى الفساد المتمثلة بطبقة كبيرة من السياسيين في لبنان المرتهنين للولايات المتحدة والمدعومين منها مع جمعية المصارف، والتكتل الإعلامي الثلاثي شنوا منذ ١٧ تشرين حرب إلهاء وفوضى وتدمير في محاولة منهم لإسقاط قوة لبنان المقاومة خدمة للمشروع الأميركي في المنطقة، وبفضل مقاومتنا الحكيمة ووعي الجمهور المقاوم الذي يمثل الشريحة الأكبر في لبنان والعابر لكافة الأطياف اللبنانية استطاع بصبره وبصيرته تخطي أكبر حرب شنت عليه بمفاصلها المختلفة والتي لا تزال مستمرة وخاصة الاقتصادية منها. ومع الهجوم النفطي المعاكس الذي شنته المقاومة على المشروع الأمريكي، والذي حشرها وحشر أدواتها في زاوية ضيقة استطاعت المقاومة أن تفقدهم أعصابهم لدرجة أنهم أطلقوا النار على المتظاهرين أمام كاميرات الإعلام، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على الفشل المطبق الذي وصلوا إليه، وإن الارتدادات السياسية ستكون عليهم بدءًا من الانتخابات.
إن الذين دفعوا للفوضى في الشوارع منذ ١٧ تشرين كانوا أوراق الفاسدين، تغطوا بهم ليقدموا لسادتهم الأميركيين صورة أنهم سيهدمون السقف اللبناني على رؤوس الجميع لينالوا من هدفهم المنشود ألا وهو تدمير مقاومته، وبفضل اندفاعتهم الغبية سقطوا وحدهم وذهبت قدرتهم الاقتصادية مع الريح وفشل سلاحهم الإعلامي في معركته، وبفضل عدم إنتاجيتهم في الشارع انفضّ عنهم الناس وتبين ذلك في ذكرى تفجير مرفأ بيروت.
إن مجموعة الفشلة الذين تحركوا في الشارع والإعلام كان الأشرف لهم أن يكونوا فاسدين على أن يكونوا أدوات الفساد، وإن الذين خلعوا لباس الحرب الأهلية ولبسوا زي الثوره كانوا أفشل، وإن الذين ساروا كهمج رعاع مع هؤلاء كانوا أفشلهم. وعلى كل المغرر بهم أن يدركوا أن بناء الأوطان هو بعيد جدًّا عن هذه الطبقات والفئات التي يسيرها الأميركي ويستغلها لهدف آخر مختلف نهائيًّا عن محاربة الفساد. وإن محاربة الفساد تأتي في الدرجة الأولى في أن نعي أن هناك قيادات وطنية حقيقية لها إنجازات واضحة، خالية من الادعاء، وبعيدة عن إنشاد المواويل والأغاني، وبعيدة عن الخيال والتمني.