الحدث

اتصال عون بجعجع : لا تورّط الشارع المسيحي

جويل بو يونس-الديار

اتصال عون بجعجع : لا تورّط الشارع المسيحي واذا العسكري شلح بدلتو مش يعني بطّل يعرف يقوّص!
الانتخابات لن تحصل في 27 اذار…وحزب الله سيكون حيث يحتاجه “التيار”!

«ما قبل « حوادث الطيونة» شيء وما بعدها شيء اخر «.

بهذه العبارة يلخص مصدر متابع لمجريات المسار السياسي الذي بدأت تنحى باتجاهه الامور في ظل مطالبة واصرار ثنائي امل حزب الله على تنحية المحقق العدلي في جريمة انفجار الرابع من اب ، المشهد على الساحة اللبنانية فما كادت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي تهلل لاولى اجتماعاتها وتعييناتها حتى اصابتها «نكسة» المشاركة الشيعية المعلقة على حبال اتخاذ القرار المناسب بشأن مصير البيطار والمطلوب ان يلبي هذا القرار ما يريده الثنائي الشيعي : اقالة البيطار ولا بحث قبل تحقيق هذا المطلب في اي امر اخر.

هذا القرار دفع باتجاه تحريك الشارع فاندلاع مواجهات اختلط فيها حابل القوات بنابل امل وحزب الله. فكانت النتيجة عودة بالذاكرة الى ابشع صور سوداء لحرب اهلية لا تزال مطبوعة في ذاكرة اللبنانيين بأفظع مشاهدها، ولو لم يتم ضبط الامر سريعا لكانت البلاد انزلقت يوم الخميس الاسود الى فتنة داخلية.

صحيح ان المسألة سياسية بامتياز، لكن اي عاقل لا يطرح اسئلة تطال ابعد مما حصل في الطيونة واولها : هل ما حصل انتهت فعلا تداعياته؟ او انه مقدمة لتطيير الانتخابات النيابية المقبلة التي كان ضرب لها البعض موعدا في 27 اذار لاجرائها؟ واذا حصلت هذه الانتخابات كيف ستنعكس على الشارع المسيحي؟ واين سيكون حزب الله الحليف الوحيد المتبقي للتيار؟ قبل الدخول بالسؤال الثاني، تكشف اوساط متابعة لما حصل في الطيونة عبر الديار عن فحوى الاتصال الذي اجراه رئيس الجمهورية ميشال عون برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع طالبا منه التهدئة يوم اندلاع اشتباكات الطيونة.

في تفاصيل الاتصال، بحسب الاوساط، بادر عون الى سؤال جعجع بالقول :» كيفك؟ ليرد جعجع منيح فيكمل عون ليدخل مباشرة في صلب الموضوع متوجها لرئيس حزب القوات بالقول : سمير ضبّ زعرانك عن الطريق وما تورط الشارع المسيحي فيرد جعجع سريعا : «هاودي مدنيين ما خصني فيون «، قبل ان يقاطعه عون قائلا: «اذا العسكري شلح بدلتو مش يعني بطّل يعرف يقوّص» ليختم المكالمة بالقول : «ضب زعرانك وبنحكي بعدين» وانتهت المكالمة هنا ودائما بحسب رواية الاوساط.

هذا الكلام العالي النبرة لرئيس الجمهورية اتى بحسب ما تشرح الاوساط بعدما استغرب الرئيس عون كيف تحصل «تظاهرة طويلة عريضة « بزاروب ضيق بدل ان تكون على طرقات واسعة.

على اي حال وبانتظار جلاء حقيقة ما حصل في الطيونة والذي وصفه ثنائي امل حزب الله بمجزرة القوات، فهل ان مجزرة الطيونة ستؤدي الى تأجيل انتخابات 2022 النيابية ؟ عن هذا الموضوع سئل رئيس الجمهورية امام بعض من التقاهم فأتى جوابه بان الانتخابات ستحصل لكن المفاجأة تمثلت بان عون اشار الى ان الانتخابات ستحصل في موعدها الاساسي في 8 ايار لا في 27 اذار كما يريد لها البعض.

وعن مدى قوة التيار على استعادة ما كان قد حصّله في السنوات الماضية من مقاعد في الانتخابات المقبلة وسط حديث متزايد عن تراجع شعبية التيار لدى قواعده الشعبية، اشار رئيس الجمهورية، بحسب معلومات خاصة للديار، الى ان المعركة قوية وستكون اقسى في الاسابيع المقبلة لكن «انا واثق» هذه المرة ايضا بانه كما نجح التيار في العام 2005 في رفع العدد واكمل هذا المسار في عامي2009 و2018، فهو لن يبدل هذا المسار في عام 2022 ، مبديا في هذا الاطار ثقته الكاملة برئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.

وفي هذا الاطار لا بد من السؤال البديهي الذي يفترض ان يوجّه لحزب الله : اين سيقف الحزب في الاستحقاق النيابي المقبل، هل سيمنح اصواته للحليف البرتقالي الذي قبل رئيسه جبران باسيل تجرّع كأس العقوبات فغلّب مصلحة البلاد وتفاهم مار مخايل على مصلحته الشخصية؟ علما ان كل المعطيات تشير الى ان العلاقة بين حزب الله والتيار باسوأ احوالها راهنا على خلفية التحقيقات في انفجار الرابع من اب لكن مهما قيل ، فالتفاهم مستمر . صحيح انه اهتز، لكنه لم يقع كما تؤكد مصادر الطرفين.

على هذا السؤال ترد مصادر مطلعة على جو حزب الله بالقول : الحزب وفيّ لحلفائه، صحيح ان هناك تباينات بملفات عديدة، لكن الاتجاه سيكون مبدئيا لدعم باسيل في الانتخابات النيابية المقبلة، علما ان الحزب لم يتخذ قراره النهائي الحاسم بعد بشأن تحالفاته المقبلة، وهو يركز حاليا على حوادث الطيونة وقضية طارق البيطار.

وتكشف المصادر المطلعة على جو حزب الله عبر الديار ان التوجه هو لان يستفسر الحزب من باسيل عن المناطق التي يحتاج فيها لاصواته كي يضمن حاصلا يخوّله الفوز بمقعد اضافي، وهو سيدرس ما سيحصل عليه من اجوبة لبناء على الشيء مقتضاه.

وتكمل المصادر بالقول : «سنكون الى جانب باسيل في المناطق التي يحتاجنا فيها فلا نريد لرئيس التيار الا وان يخرج قويا من انتخابات 2022!

وهنا تكشف المصادر الموثوق بها ان باسيل لم يفاتح السيد نصر الله ولا اي مسؤول في الحزب بشكل مباشر باي كلام حول امكان دعمه بالانتخابات الرئاسية المقبلة وتقول : صدقا لم يفتح يوما معنا موضوع انتخابات الرئاسة»، ولوا انها ترفض الحديث عمن سيدعم الحزب في الانتخابات الرئاسية المقبلة!

اما عن امكان ان تطير الانتخابات ويتم التمديد لمجلس النواب الحالي وسط معلومات حصلت عليها الديار تفيد بان المجتمع الدولي بات يقترب من قناعة مفادها ان برلمان 2022 لن يغير في المشهد النيابي كثيرا ولن تتمكن «قوى التغيير» المعروفة بالمجتمع المدني والتي حرصت على دعمها وحثها على توحيد الصفوف، من احداث خرق كبير ، وبالتالي بات بعض السفراء الاجانب يعبرون عن ذلك صراحة في بعض مجالسهم مستندين الى دراسات طلبوا من شركات دولية اعدادها حول المشهد النيابي اللبناني في انتخابات 2022، واثبتت ان التغيير صعب، الا ان المصادر المطلعة على جو حزب الله تجزم ان الانتخابات ستحصل بنسبة 99 في المئة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى