يدخل أسرى حركة الجهاد الاسلامي – 250 أسيراً – يومهم الخامس على التوالي من معركة “الامعاء الخاوية” لانتزاع الحد الادنى من الحياة الانسانية في السجن ولإجبار مصلحة سجون الاحتلال على التراجع عن الاجراءات الانتقامية والتنكيلة التي شدّدتها في محاولة فاشلة لاستعادة شيء من “هيبتها” التي اخترقها أسرى عملية نفق الحرية، فيما ستكون الخطوات التصعيدية بإنضمام أسرى الفصائل الاخرى للإضراب المفتوح عن الطعام.
ما هو الاضراب عن الطعام؟
يعتبر الاضراب عن الطعام واحد من أشكال وأساليب المقاومة ضد الاجراءات التعسفية والخارجة عن كل القوانين والاخلاقيات التي يمارسها السجانون الاسرائيليون، كما أنها تشكل سلاح رادعاً للاحتلال عن الاستفراد بالأسرى، والسبيل الوحيد لإعلاء صوتهم للرأي العام الداخلي والدولي من داخل السجن ولفت النظر لحالتهم ومعاناتهم.
ويعتمد نجاح هذه الخطوة على ثلاث عوامل أساسية:
_ إرادة الأسير المضرب وصموده حتى تحقيق مطالبه دون أي نوع من التراجع، اذ بحسب ما يروي بعض الاسرى الفلسطينيون الذين كان لهم تجربة مع “الأمعاء الخاوية”، ان بعد 15 يوماً تبدأ مرحلة عرض المكملات الغذائية والفيتامينات وهو ما يجب أن يرفضه الأسير، بالاضافة الى الامتناع عن أي فحص طبي كي يبقى الاحتلال في حالة ارتباك.
_ حملات التضامن الشعبية، وهي تساهم في إبقاء معنويات المضرب مرتفعة
_ الحشد الإعلامي، واليوم مع توفر منصات مواقع التواصل الاجتماعي صار يرافق الاضراب حملات إعلامية تتمتد الى خارج فلسطين المحتلّة وتشكّل إحراجاً وضغطاً فعالاً على الاحتلال.
خطورة الاضراب عن الطعام
يعلم الاسرى خطورة هذه الخطوة وأنها قد تكون الاخيرة وقد تؤدي الى فقدان حياتهم في أي لحظة لكن الأهم هو الهدف:تسجيل انتصار على الاحتلال.
وعند الأيام الاولى للإضراب عن الطعام تختفي آلام الجوع، وبعد أسبوع يبدأ الجسم بفقدان الكتلات العضلية والدهنية، وانخفاض مستويات الاملاح المعدنية.
وبعد أسبوعين يواجه الأسير المضرب صعوبة بالوقوف بسبب الدوخة الشديدة وانخفاض معدل ضربات القلب، وعند الاسبوع الثالث يدخل الخطر على حياته مرحلة جديّة مع ضعف الادراك وفقدان البصر وعدم القدرة على الحركة. وحين يستمر الاضراب للشهر يفقد الاسير أكثر من 18% من وزن جسمه، ويرتفع إحتمال مرافقة المضاعفات الصحية لمدى حياة الأسير، فقد يصبح حتى ابتلاع الماء أمراً صعباً، ويصبح التنفس مجهداً وتتراجع وظائف أعضاء الجسد الى حد الفشل بما فيها القلب والأوعية الدموية.
والفترة الأشد خطورة هي إستمرار الاضراب للشهرين وأكثر حيث تبدأ الكلى والاعضاء الأساسية بالانهيار، وقد يشهد الاسير نزيفاً ناتجاً عن تشقق الجلد ويخسر الكثير من الأوعية الدموية الناقلة للأوكسجين في الجسد.
والافت الأهم في معركة إضراب أسرى الجهاد الاسلامي اليوم، ان الاسبوع المقبل، سيصعّد أكثر من 100 أسير المعركة نحو الاضراب عن الماء أيضاً مما سيعرّض حياتهم لمزد من المخاطر الحقيقية، اذاً يضع الأسرى الاحتلال أمام خيارين إما الخضوع لمطالبهم أو الخضوع لصواريخ المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة حيث أكدّت الفصائل مجتمعة ان المساس بالأسرى وحياتهم يفتح الأبواب أمام معركة عسكرية جديدة ستكلّف الاحتلال الكثير.
الكاتب: الخنادق