ٍَالرئيسية
المردة: وحدها العقلانيّة «تحمي الشرقيّة»
الأخبار- رضا صوايا
أعادت أحداث الطيونة الدمويّة الحياة للكثير من العصبيات الكامنة في النفوس والشعارات التي لم تقو عقود بعد الحرب الأهليّة على محوها. الخوف من الآخر حاضر دائماً، والمتاريس النفسية قائمة وتنتظر اللحظة المناسبة لنقلها إلى الميدان. الجميع يتكل على من يحميه، ومؤمن أن الدولة هي الحلقة الأضعف التي تحتاج إلى من يحميها أساساً من الانهيار الكامل
«قطفت» القوات اللبنانية المشهد على سوداويته، ولو أنها لم تتبنّ رسمياً ما حصل. في وجدان الكثير من المسيحيين، من مؤيديها وخصومها، أنها «الأقدر على الدفاع عن الشرقية حين تحز المحزوزية»، و«البدلة الزيتيّة جاهزة ولا ينقصها إلا الكوي إذا دعت الحاجة». لذلك، أثارت تغريدة رئيس تيار المردة سليمان فرنجيّة، عبر «تويتر»، عن تقديره «للوعي وحس المسؤولية لدى حزب الله وحركة أمل» حفيظة كثيرين، وتفتح جدلاً بيزنطياً لطالما كان حاضراً حول «من هو المسيحي أكثر من غيره».
يؤكد النائب طوني فرنجيّة لـ«الأخبار» أن «مواقفنا تنبع من قناعاتنا والمدرسة التي نشأنا على تعاليمها، ولا ننجرّ لردود الفعل والعصبيات. وتعوّدنا كلما اقترب موعد الانتخابات، أن يبدأ العمل على شد العصب والنعرات، وهذه تجارة مربحة. صحيح أن القوات لم تتبنّ ما حصل، لكنهم مسرورون بالدعاية التي حصلوا عليها كحماة للمنطقة الشرقية».
يدرك فرنجيّة الجو العام الطاغي «بتمجيد ما حصل كما ولو أنه انتصار عسكري». لكن «الحقيقة خلاف ذلك. فسواء كانت التظاهرة سلميّة مئة في المئة أو شابتها بعض أخطاء وممارسات مرفوضة، إلا أن ما حصل كان عنيفاً جداً. لم يكن أحد في وارد اقتحام منطقة مسيحية، وما حصل كان عبارة عن كمين محكم، والقنص أتى غدراً وليس بهدف صد أي هجوم. فكيف يكون هناك هجوم والشهداء سقطوا من طرف واحد فقط؟».«المردة أولاً وآخراً وطنيون»، يقول فرنجيّة، ولكن «لا أحد يخرج من ثيابه ونعرف موقعنا جيداً في ما لو دعت الضرورة. لكننا نرفض جرّ المسيحيين إلى عواقب لا تحمد عقباها سواء كان من يجرهم إليها مدركاً مخاطر رهاناته أم لا. فما هي مصلحتنا كمسيحيين من رفع الشعارات الكبيرة؟ هل نحن قادرون على تحقيق أي مكاسب في حال كان الهدف مما يجري الوصول إلى طاولة حوار والبحث في عناوين عريضة أم أن التفاهمات ستكون على حسابنا؟ قناعتنا أن الخواتيم لن تكون كما يتمنّاها البعض. والواقع أن الجميع يفكر بمصلحته الشخصية وكيفية تعزيز مواقعه وشعبيته ولا أحد همه لا البلد ولا المسيحيين ولا المسلمين».
ونبّه فرنجيّة إلى أن ما حصل «لن يكون النهاية، وإذا لم نشهد أحداثاً مماثلة مستقبلاً فلا شك في أن الخطاب العالي السقف سينمو بهدف شد الجمهور واستقطاب أكبر عدد ممكن من الناخبين. المواقف البطوليّة ستزداد ولكن على حساب الوطن والمواطنين. نحن مع تغليب لغة العقل. والجسور التي قد تهدم سيكون من الصعب ترميمها مستقبلاً».
وعن التحقيق في ملف انفجار المرفأ، أكّد أن «لنا ملاحظات عدة حول مسار التحقيق، لكننا نرفض نسفه وتطييره. نريد تصويب الأمور حرصاً على الشهداء والضحايا والحقيقة ومنعاً للتسييس. صحيح أنه قد يكون هنالك إهمال إداري وهذه حقيقة لا يمكن لأحد الهروب منها، لكن لماذا التركيز فقط على من قصّروا من حيث الإهمال الإداري، وتناسي بقية المعنيين من أمنيين وقضاة ممن يحملون مسؤولية أكبر من المسؤولين الإداريين. نحن مع رفع الحصانات عن الجميع وليتوجهوا جميعاً بمساواة أمام القضاء».
يؤكد النائب طوني فرنجيّة لـ«الأخبار» أن «مواقفنا تنبع من قناعاتنا والمدرسة التي نشأنا على تعاليمها، ولا ننجرّ لردود الفعل والعصبيات. وتعوّدنا كلما اقترب موعد الانتخابات، أن يبدأ العمل على شد العصب والنعرات، وهذه تجارة مربحة. صحيح أن القوات لم تتبنّ ما حصل، لكنهم مسرورون بالدعاية التي حصلوا عليها كحماة للمنطقة الشرقية».
يدرك فرنجيّة الجو العام الطاغي «بتمجيد ما حصل كما ولو أنه انتصار عسكري». لكن «الحقيقة خلاف ذلك. فسواء كانت التظاهرة سلميّة مئة في المئة أو شابتها بعض أخطاء وممارسات مرفوضة، إلا أن ما حصل كان عنيفاً جداً. لم يكن أحد في وارد اقتحام منطقة مسيحية، وما حصل كان عبارة عن كمين محكم، والقنص أتى غدراً وليس بهدف صد أي هجوم. فكيف يكون هناك هجوم والشهداء سقطوا من طرف واحد فقط؟».«المردة أولاً وآخراً وطنيون»، يقول فرنجيّة، ولكن «لا أحد يخرج من ثيابه ونعرف موقعنا جيداً في ما لو دعت الضرورة. لكننا نرفض جرّ المسيحيين إلى عواقب لا تحمد عقباها سواء كان من يجرهم إليها مدركاً مخاطر رهاناته أم لا. فما هي مصلحتنا كمسيحيين من رفع الشعارات الكبيرة؟ هل نحن قادرون على تحقيق أي مكاسب في حال كان الهدف مما يجري الوصول إلى طاولة حوار والبحث في عناوين عريضة أم أن التفاهمات ستكون على حسابنا؟ قناعتنا أن الخواتيم لن تكون كما يتمنّاها البعض. والواقع أن الجميع يفكر بمصلحته الشخصية وكيفية تعزيز مواقعه وشعبيته ولا أحد همه لا البلد ولا المسيحيين ولا المسلمين».
ونبّه فرنجيّة إلى أن ما حصل «لن يكون النهاية، وإذا لم نشهد أحداثاً مماثلة مستقبلاً فلا شك في أن الخطاب العالي السقف سينمو بهدف شد الجمهور واستقطاب أكبر عدد ممكن من الناخبين. المواقف البطوليّة ستزداد ولكن على حساب الوطن والمواطنين. نحن مع تغليب لغة العقل. والجسور التي قد تهدم سيكون من الصعب ترميمها مستقبلاً».
وعن التحقيق في ملف انفجار المرفأ، أكّد أن «لنا ملاحظات عدة حول مسار التحقيق، لكننا نرفض نسفه وتطييره. نريد تصويب الأمور حرصاً على الشهداء والضحايا والحقيقة ومنعاً للتسييس. صحيح أنه قد يكون هنالك إهمال إداري وهذه حقيقة لا يمكن لأحد الهروب منها، لكن لماذا التركيز فقط على من قصّروا من حيث الإهمال الإداري، وتناسي بقية المعنيين من أمنيين وقضاة ممن يحملون مسؤولية أكبر من المسؤولين الإداريين. نحن مع رفع الحصانات عن الجميع وليتوجهوا جميعاً بمساواة أمام القضاء».