في بلد يموت فيه الشعب ليعيش الزعيم..
-سناء فنيش
صدق من قال يوماً بأن لبنان بلد العجائب والاعجوبة بإمتياز، بلد تتمازج فيه كل اشكال التناقضات وتتقاطع فيه ايضاً كل نماذج الإنكار للحقائق والوقائع، حتى بات يشبه قوس قزح، مع فارق ان قوس قزح ألوانه منسجمة فيما النسيج اللبناني متنافر بالتطلع والإستراتيجية وحتى اللغة، ولا يجمعه سوى الأسم الذي، الذي، تحمله هوية كل فرد، وهو انك لبناني منذ اكثر من عشر، سنوات.
نعم، لم يشهد لبنان من قبل حالة كالتي يمر بها الان. من استفحال غير مسبوق بكل قطاعاته من الاقتصاد، الى التردي المعيشي، الى صحة المواطن، وليس اخراً بأزماته السياسية التي جعلت منها منصة تصفية حسابات بين السلطة والشعب، وكأن هذا المواطن لم تكفه أزمات..فهو يحترق كل يوم ويصاب بمقتل ويلتهب حسرة من اقصاه الى ادناه، وما كان ينقصه ما حصل من شرارة فتنة موقوتة لاحت بوادرها فيما حصل بين شوارع الشياح والطيونة وعين الرمانة، امتداداً الى باقي المناطق.وكأنها لغة واحدة تكلمها ممن تفننوا بقتل الناس ورقصوا على موتهم وأقاموا أعراس الزجل السياسي، كلن على منصته الحزبية يصيح، تارة بالتبرير واخرى بالوعيد، والنتيجة شعب ما عاد، يحتضر بقدر ما بات في عداد الراحلين ليصح فينا قول،”انا لله وانا اليه راجعون”.
نعم، كنا ننتظر من جوقة السياسيين ودجلهم بلداً يسبح في سمائه الطير ويشتم في ارجائه اريج الياسمين والجوري من ورده، لا ينتظرنا قناص على سطح وموت فذ، زاروب وشارع جهل يا ساسة الدجل تريدون الاودة بنا
لزمن القناص ورائحة الدم…
ليس من باب تسجيل الموقف. انما من نافذة حرصي كأي مواطنة ومواطن يخشى على وطن فيه الجميع وهو للجميع ويجب، ان يبقى للقاطن والوافد، م، تع امن وسلام، اسأل:”من المسؤول عن قتل الابرياء، ولماذا الدولة عاجزة عن اطفاء حريق قلوب اللبنانيين، وحتى احتراق طبيعته واحراشه الخضراء، وكأنها تعودت على قتامة الالوان؟”..
وإذ عاجزة عن محاكاة شعب كان وما زال ضحية سياسييها، رافضاً لكل فن التهميش واشكاله، واسترخصاها لحقوق المواطنين؟.
كيف لدولة بالأمس كانت عاجزة وقاصرة ومقصرة، ان تحمي المدنيين الذين افترشوا الارض والبحر. وهم يتقدمون بأرواحهم ذوداً عن وطن آمنوا به بعدما كفر به ساسته واردوه جهنم وبئس مصير هم اختاروه.
نعم..والف نعم..نحن فداء الوطن الأكذوبة، حين نتغنى ببلد الحرف حيث ذابت كل النقاط ولم يعد للحرف الا شكل الهيكل. وبلد الارزة التي لم نعد
نراها الا على سارية العلم ترفرف خجولة مما يصيبها. قبل ان تصاب هي، ايضاً بجنون الرحيل.
هل بات القتل عادة سهلة في هذا البلد عند ”متسيديه”ومتزعميه. الذين يجلسون بأريحية في أبراجهم العالية وغرفهم الفارهة المكيفة بهواء الدم، وقتل الاخ أخاه، فيما هواتفهم المحمولة لا تتكلم الا بالتعداد واحصاء الشهداء، غير أبهين لوجع قلوب احبابهم وفجيعتهم.
لماذا في لبنان فقط، تجد الكوارث لها مكاناً رفيع المستوى لها تقتل.
المواطن ومن هم في اعلى هرمها لا يصيبهم مكروه.
لماذا فقط في لبنان نتألق بفن الترحم بعد فوات الاوان. وكأن على زعمائه الطير ليصح فيهم قول الله تعالى:”صم بكم عمي فهم لا يعقلون”، حسبنا الله، بكم، وجنبنا شر مخططاتكم، فأنتم سرطان هذا الوطن بعلم، او حتى لو أنكم لا تعلمون.