موقع الخنادق
لم تفلح كل محاولات “سمير جعجع” في تقديم نفسه للبنانيين، بعكس ما كانت عليه سيرته خلال الحرب الأهلية، وما عرف خلالها بالقتل وتنفيذ أبشع صنوف التعذيب، بحق أقرب المنافسين إليه على القيادة قبل الأعداء. فجعجع لا يستطيع أن ينسلخ عن فطرته المجبولة، بحب الوصول الى الرئاسة والقيادة، ولو على جثث أصدقائه وأخصامه على حد سواء. كما أنه اشتهر في جانب آخر من شخصيته، بعدم انتصاره في معركة واحدة يخوضها، سياسية كانت أم عسكرية، ولو وقف معه من وقف من داعمين، في أمريكا مرورا بإسرائيل ووصولاً إلى السعودية.
وآخر هزائمه ما حصل بالأمس من مجزرة وكمين ميليشيوي، بحق متظاهرين سلميين ومدنيين، أطلق عليهم رصاص القنص، في منطقة ظنوا أنها ستكون بمنأى عن أي غدر إجرامي، يسعى لإشعال حرب أهلية بواسطة دمائهم.
فما هي أبرز المحطات والهزائم والجرائم في مسيرة سمير جعجع؟
_ انضم الى حزب الكتائب (وجناحه العسكري القوات اللبنانية) في السبعينيات خلال الحرب الأهلية، ومنذ ذلك الوقت بدأت مسيرته في تنفيذ عمليات الاغتيال المليشيوية، من خلال المشاركة في جريمة قتل الزعيم الشمالي وقتذاك طوني فرنجية وعائلته عام 1978. يومها أصيب في يده وتم نقله الى مستشفى أوتيل ديو على إثرها.
_ عُيِّن في أوائل الثمانينات قائداً للجبهة الشمالية في الميليشيا، حيث قاد حوالي 1500 جندي، معظمهم من بلدته بشري وبلدات وقرى أخرى في شمال لبنان
_ سعى لقيادة الميليشيا مبكراً من خلال تنفيذ الانقلابات الداخلية الشهيرة:
1)الأول إلى جانب إيلي حبيقة وكريم بقرادوني عام 1985 ضد قيادة فؤاد أبو ناضر.
2) والثاني ضد إيلي حبيقة بدعم من رئيس الجمهورية وقتذاك أمين الجميل، بذريعة رفضه لقرار حبيقة بالتوقيع على الاتفاق الثلاثي مع نبيه بري ووليد جنبلاط قي دمشق (الذي يتطابق مع اتفاق الطائف الذي وافق عليه جعجع لاحقاً).
_ اشتهر خلال مرحلة قيادته، بقتل وتحييد جميع منافسيه ومعارضيه بطرق إجرامية، مثل قتل هؤلاء الأشخاص وصب الباطون عليهم، أو ربطهم بسلاسل معدنية متصلة بكرات حديدية ورميهم بالبحر.
_ من عام 1982 إلى عام 1983، خاض معركة الجبل ضد الحزب التقدمي الاشتراكي وهزم فيها، كما خاض معارك شرق صيدا وانهزم فيها، وفي كلا المنطقتين تسبب بتهجير المسيحيين منهما.
_ كان على تواصل مباشر مع كيان الاحتلال من خلال الموساد وجهاز الارتباط في الجيش الإسرائيلي.
_ أيد في البداية ما يسمى بـ “حرب التحرير” التي أعلنها رئيس الحكومة العسكرية وقتذاك العماد ميشال عون ضد الجيش السوري، لكنه سرعان ما انقلب عليه خلال اشتباك قواته مع الجيش اللبناني في “حرب الإلغاء”، والتي أدت الى رحيل العماد عون الى فرنسا، ومشاركة جعجع في السلطة.
_ في العام 1994، حوكم وأدين بتهمة قيادة أربع اغتيالات سياسية، بما في ذلك اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رشيد كرامي عام 1987، ومحاولة اغتيال وزير الدفاع ميشال المر عام 1991. وحُكم عليه بأربعة أحكام بالإعدام، خفف كل منها إلى السجن المؤبد. ليسُجن بعد ذلك في الحبس الانفرادي تحت مبنى وزارة الدفاع اللبنانية في بيروت لمدة 11 عامًا.
_ على إثر المتغيرات اللبنانية التي حصلت بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005، وخروج الجيش السوري من البلاد، صوّت مجلس النواب اللبناني المنتخب حديثًا على قانون منحه العفو في 18 تموز من العام نفسه، لكنه لم يبرؤه من جرائمه التي حوكم عليها.
_ كان من أول المؤيدين والداعمين لنشاط التنظيمات الإرهابية خلال الحرب على سوريا في العام 2011.
_ خلال كل فترة قيادته للقوات ما بعد 2005 وحتى الآن، بطبق كل المشاريع الخارجية التي تحقق الأهداف الأمريكية والممولة سعودياً والتي تتطابق مع مصالح إسرائيل، ومشروعه الحالي السعي لنشوب حرب أهلية في لبنان، لإغراق المقاومة في حرب داخلية لا تنتهي.