من الظلم تحميل القاضي بيطار مسؤولية تسييس التحقيق وحده ، فهناك جهات خارجية وداخلية تمسك بزمام هذا التحقيق وفق اجندة سياسية تتعلق بالانتخابات النيابية والرئاسية بل و اكثر من ذلك بتحديد وجه النظام السياسي الجديد في لبنان الذي حددت ملامحه بعد ١٧ تشرين وسوق له شينكر وجزء من الادارة الفرنسية..
هذا النظام يتطلب انهاء زعامات وتحجيم ومحاصرة جهات وأحزاب اخرى ، جزء من هذه الجهات سيطال بتحقيق المرفأ وجزء اخر بالعقوبات وجزء بتحميله مسؤولية الانهيار المالي ..
المطلوب احداث كتلة نيابية تفوق ٢٠ نائب للمجتمع المدني الذي تتبناه واشنطن وليس المجتمع ألذي له دور ميداني بالشارع ويحمل مشروع تغييري مطلبي بعيداً عن الأجندات الخارجية ،
فهذا المجتمع بدأت شيطنته بشكل عنيف من قبل جهات محلية ابرزها القوات والكتائب ومؤسسات اعلامية كبيرة وإعلاميين يتلقون منذ عام تقريباً ميزانية مادية من واشنطن وبريطانية والإمارات والسعودية ورياض سلامة وجزء من المصارف بالاضافة الى بهاء الحريري ..
عملياً تم ابعاد جبران باسيل عن اَي منافسة رئاسية بسبب العقوبات وتحميل تياره الجزء الاكبر من الانهيار المالي ؟ ثم اضعاف حظوظ سليمان فرنجية بالرئاسة عبر فرض عقوبات أمريكية على الرجل الثاني بتيار المردة يوسف فنيانوس وتحويله الى متهم رئيسي بانفجار المرفأ ،
كما جرى من خلال اتهام المعاون الاول للرئيس بري علي حسن خليل بقضية المرفأ وسبقها عقوبات امريكية عليه بهدف تحجيم دور الرئيس بري بالانتخابات الرئاسية والنيابية وحتى داخل المعادلة الداخلية ..
بالمقابل تنفيذ رغبة السعودية بانهاء زعامة سعد الحريري اولا عبر استهداف موقع وحصانة رئاسة الحكومة من خلال اتهام الرئيس دياب بالتحقيق العدلي وإصدار مذكرة احضار بحقه ؟ثانية اتهام نائب سني ووزير داخلية سابق يعتبر من ابرز صقور تيار الحريري حتى عام ٢٠١٨ والذي لعب دورا أساسياً بالساحة السنية بالتصدي العلني لاحتجاز السعودية للحريري عام ٢٠١٧ ..
اما حزب الله. المتهم الدائم بكل حدث ، فإن الجهات الممسكة بالتحقيق العدلي لم تجد حتى الان تقنياً اَي امر يبنى عليه لاتهامه بانفجار المرفأ سوى الحملات الاعلامية والسياسية التي لن يعود لها قيمة فور صدور القرار الظني ، وهي تدرك ان حجم شعبية الحزب لا زال بقوته كما كان بانتخابات ٢٠١٨ وان كل اتهام او عقوبات تطال الحزب تزيد بشعبيته وليس العكس،
لذلك تقوم هذه الجهات بتطويقه عبر جعل كل حلفائه الأساسيين بدائرة الاتهام بالانهيار المالي وبانفجار المرفأ وبالتالي عدم تمكنه من الحصول على اكثرية نيابية وانعدام تأثيره بالانتخابات الرئاسية وان حصل منفرداً على ثلث أصوات المقترعين بالانتخابات المقبلة ..
قد يدرك وربما شبه مؤكد ان القاضي بيطار لا يدرك بإن من يحطيه من إعلاميين ومحامين ” وقضاة ” وقادة اجهزة حاليين وسابقين ” وجهات خارجية داعمة له ومشجعة للاستمرار بمسار التحقيق كما هو ؟ هم بحقيقة الامر ليسوا معجبين بشجاعته كما يقولون بل كل فرد وجهة منهم تنفذ اجندة من خلاله ولن يكون له عندهم بعد تحقيق اهدافهم اي شأن او وزن وربما يكونوا. اول من يستخدمونه. كبش محرقة بعد ان يدفعونه بإصدار قرار ظني شعبوي يؤدي الهدف ويسقط بعدها عند اول محاكمة ..
احذر سيدي القاضي المحترم من قاض وعدته فرنسا بالرئاسة وقائد أمني وعدته امريكا بالأمر نفسه ! ومن امني سابق يخوض على ظهرك معركة رئاسة مجلس النواب ومن إعلاميين ومحامين يخضون معركة رئاسة الحكومة لحساب بهاء الحريري على حساب انهاء زعامة أخيه ..
احذر. من حرب الغاء بين القوات والعونيين تخاض بتحقيق المرفأ؟ واحذر ان بحرب هؤلاء لا محرمات او مقامات بل. ضحايا ولا شيء غير ذلك
احذر من وسائل اعلام تحول البطل الى متهم وبالعكس وفق ما تتطلبه مصلحتها المادية ومصالح رؤوساء مجالس إدارتهم ..
احذر من إعلاميين يعملون مخبرين لجهات محلية وخارجية ولبرامج تنمية ومسميات شعبوية عديدة كلها تخدم الجهات المشغلة لهم
احذر من سماسرة يحملون صفة محامين يصفون حسابات من خلالك سياسية وشخصية وقضائية ..
احذر من كل هؤلاء ان كنت لا تعلم والسلام .. وان كنت تعلم فعلى الحقيقة والعدالة والقضاء السلام ..
عباس المعلم /كاتب سياسي