يبدوا أن تأثير النزاع الدبلوماسي بين المغرب والجزائر، الدولتان الواقعتان في شمال إفريقيا سيستمر انعكاسه على فاتورة الغاز الإسباني، بعد تصريحات الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، الذي قطع الأمل الإسباني بعودة نشاط أنبوب الغاز المار من المغرب.
وقال الرئيس الجزائري في لقاءه مع الصحافة الجزائرية،“لن نزود إسبانيا بعد اليوم من أي مكان سوى الجزائر”.
وأوضح تبون أنه إذا “تعرضنا لمشكلة ما، في تزويد إسبانيا بالغاز فبواخرنا تحت الطلب لنقل الغاز إلى إسبانيا” مما يعني أنه “انتهى زمن نقل الغاز عبر المغرب”.
وأوضح تبون أن “المغرب تمادى كثيرا في اعتداءاته على الجزائر”، مضيفًا أن المغرب كما قال بالدارجة الجزائرية (اللي شاف لو واللي اسمع نصو لو” (له ملك كل ما رأى ونصف ما سمع).
وشدد تبون “أقسم بالله كرئيس للجمهورية الجزائرية الشعبية الديمقراطية أن من أعتدى علينا سيندم على اليوم الذي ولد فيه فنحن لا نظلم لكن لا نقبل الظلم من أي كان”.
وكان وزير الطاقة الجزائري، في آب/ أغسطس الماضي، أصدر بيانا قال فيه أن أنبوب الغاز الذي يمر عبر المغرب وينقل الغاز إلى إسبانيا لن يجدد امتيازه مما يجعله غير صالح للاستخدام.
وأدت التوترات التي تجر هذين البلدين إلى الانهيار الكامل لعلاقاتهما، مما تسبب في حالة من عدم اليقين على الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط.
ودق هذا الوضع ناقوس الخطر في إسبانيا، مما دفع وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إلى زيارة عاجلة للجزائر، للتأكد من أن هذا الخلاف لن يؤثر على إمدادات الغاز لبلاده.
إضافة إلى ذلك، يأتي هذا الوضع في وقت تنضب فيه جيوب الإسبان بسبب ارتفاع فاتورة الكهرباء التي وصلت هذا الشهر إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
وكذلك سعر الغاز في أوروبا، الذي ارتفع بأكثر من 25 بالمئة، مدفوعاً بالطلب المتزايد من نصف الكرة الشمالي.