المصدر: الخنادق
تحافظ سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت، على التذكير بقضية دبلوماسييها الأربعة المختطفين في لبنان، خلال العديد من المناسبات التي تعقدها في مبنى السفارة، ومنها المحافظة على وضع صورة لهم خلال المؤتمرات الصحفية واللقاءات السياسية المختلفة. لتؤكد من خلال هذا السلوك المعنوي، بأنها مهما طالت المدة الزمنية على الاختطاف (أكثر من 39 عاماً)، لن تتوانى عن بذل أي جهود للكشف عن مصيرهم. كما أن الإمام القائد السيد علي الخامنئي يصر على اعتبارهم مفقودين وليس شهداء.
فما هي قصة هؤلاء الدبلوماسيين الأربعة؟
_ الدبلوماسيون المفقودون هم: الفريق أحمد متوسلیان الذي شغل منصب السكرتير الأول في السفارة (قدم الى لبنان بعد الإجتياح الإسرائيلي عام 1982)، السيد محسن موسوي القائم بأعمال السفارة في بيروت، وتقي راستيجار مقدم الموظف الفني، بالإضافة إلى الصحفي كاظم اخوان الذي يعمل لصالح وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية “إيرنا”.
_في 5 تموز من العام 82، اعترض سيارتهم في منطقة جسر المدفون، عناصر من ميليشيا القوات اللبنانية المتواجدين عند حاجز البربارة، فتم اختطافهم وارسالهم الة مقرهم الرئيسي في “الكرنتينا” واختفت السيارة، على الرغم من امتلاكهم للحصانة الدبلوماسية ووجود سيارة تابعة للشرطة اللبنانية ترافقهم.
مع الإشارة الى ان الدبلوماسيين كانوا في طريقهم إلى مقر السفارة فى بيروت، قادمين اليها من مدينة طرابلس عبر الخط الساحلي الشمالي (لوجود جيش الاحتلال في منطقة الجبل).
_ تحمل إيران مسؤولية هذه عملية الاختطاف للقوات، التي قامت بتسليمهم لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وتصر على أنهم محتجزين في سجون الكيان الذي يتستر على مصيرهم، ربما لتحقيق تقدم ما في قضية كشف مصير طيارها “رون آراد”. ودعت منظمة الصليب الأحمر الدولي للسعي في كشف ذلك، وتوضيح مكان وجودهم.
_ بعد ثماني سنوات من الاختطاف، ادعى رئيس القوات سمير جعجع بأن الدبلوماسيين قد قتلوا بأمر من رئيس جهاز الامن في القوات إيلي حبيقة. وقام الإسرائيليون أيضاً باعتماد هذه الرواية، لدرء التهمة عنهم باتهام عناصر القوات في ذلك. وزعمت إسرائيل في بيان صادر عنها في العام 2010، بأن الدبلوماسيين لم يسلموا اليها أبدًا.
_ حاول حزب الله خلال العديد من مفاوضات تبادل الأسرى، خصوصاً عملية الرضوان من العام 2008، التوصل الى نتائج تحسم موضوعهم ومصيرهم، لكن جواب الإسرائيليين كان بأنهم قتلوا في لبنان بعد وقت قصير من حصول الإخطاف. وأنه جرى دفنهم بعد ذلك في موقع تم طمسه لاحقًا بواسطة أعمال البناء.
_ كشف وزير الخارجية اللبنانية الأسبق عدنان منصور خلال لقائه بعائلات الدبلوماسيين، بأن الدولة اللبنانية بعثت رسالتين رسميتين للأمم المتحدة، تؤكد فيهما حصول عملية الاختطاف على الأراضي اللبنانية، مؤكداً أن هذه الرسائل مسجلة كوثائق رسمية في الأمانة العامة للأمم المتحدة.
_ أما الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد، فقد كشف خلال لقاءه بالأمين العام للأمم المتحدة لأن كي مون بأن هناك وثائق تظهر أنهم أحياء وبين أيدي كيان الاحتلال.
_ وفي العام 2016، صرح وزير الدفاع الإيراني الأسبق حسين دهقان بأن الفريق أحمد متوسليان ورفاقه على قيد الحياة، وهم أسرى في السجون الإسرائيلية.