hackers
إن الاختراق الإلكتروني له العديد من المخاطر الشديدة سواء على الأفراد الذين يواجهون الاختراق لأجهزة الحواسب التي يمتلكونها وبالتالي التجسس على المعلومات والبيانات والصور ومحاولة سرقتها من أجل الابتزاز أو حدوث أي أمر آخر.
أما الشركات والمؤسسات فتواجه خطراً كبيراً بخصوص اختراق حواسيب الشركة والحصول على أسرارها بسهولة او اختراق شبكات الإنترنت الخاصة بها، وبالتالي تدمير الأنظمة الخاصة بها أو أخطار أخرى تخص الشركة وخصوصياتها.
وتكمن الخطورة الشديدة حقاً في الخصوصية المنتهكة، أو سرقة المعلومات والسجلات الخاصة بالأفراد والشركات واستغلالها في أمور منافية للقانون والأخلاق، والوصول إلى المعلومات السرية التي قد تدمر التجارة والصناعة للمؤسسات الضخمة ومجموعات الشركات بل والدول.
ويتم الإختراق عن طريق الهاكرز وأول مرة أطلقت فيها كلمة “هاكرز” في الستينيات لتشير إلى المبرمجين المهرة القادرين على التعامل مع الكمبيوتر ومشاكله بخبرة ودراية حيث أنهم كانوا يقدمون حلولا لمشاكل البرمجة بشكل تطوعي في الغالب.
بالطبع لم يكن الويندوز أو ما يعرف بالـ Graphical User Interface أو GUI قد ظهرت في ذلك الوقت ولكن البرمجة بلغة البيسيك واللوغو والفورتوران في ذلك الزمن كانت جديرة بالاهتمام. ومن هذا المبدأ غدا العارفين بتلك اللغات والمقدمين العون للشركات والمؤسسات والبنوك يعرفون بالهاكرز وتعني الملمين بالبرمجة ومقدمي خدماتهم للآخرين في زمن كان عددهم لا يتجاوز بضع ألوف على مستوى العالم أجمع.
لذلك فإن هذا الوصف له مدلولات إيجابية ولا يجب خلطه خطأ مع الفئة الأخرى الذين يسطون عنوه على البرامج ويكسرون رموزها بسبب امتلاكهم لمهارات فئة الهاكرز الشرفاء. ونظرا لما سببته الفئة الأخيرة من مشاكل وخسائر لا حصر لها فقد أطلق عليهم إسما مرادفا للهاكرز ولكنه يتداول خطأ اليوم وهو (الكراكرز Crackers). كان الهاكرز في تلك الحقبة من الزمن يعتبرون عباقرة في البرمجة فالهاكر هو المبرمج الذي يقوم بتصميم أسرع البرامج والخالي في ذات الوقت من المشاكل والعيوب التي تعيق البرنامج عن القيام بدورة المطلوب منه. ولأنهم كذلك فقد ظهر منهم إسمان نجحا في تصميم وإرساء قواعد أحد البرامج المستخدمة اليوم وهما دينيس ريتشي وكين تومسون اللذان نجحا في اواخر الستينيات في إخراج برنامج اليونيكس الشهير إلى حيز الوجود.
لذلك فمن الأفضل عدم إطلاق لقب الهاكر على الأفراد الذين يدخلون عنوه إلى الأنظمة بقصد التطفل أو التخريب بل علينا إطلاق لقب الكراكرز عليهم وهي كلمة مأخوذة من الفعل Crack بالإنجليزية وتعني الكسر أو التحطيم وهي الصفة التي يتميزون بها .
ينقسم الكراكرز إلى قسمين:
هم إما أن يكونوا محترفون ممن يحملون درجات جامعية عليا تخصص كمبيوتر ومعلوماتية ويعملون محللي نظم ومبرمجين ويكونوا على دراية ببرامج التشغيل ومعرفة عميقة بخباياها والثغرات الموجودة بها.
وإما أن يكونوا هواة احدهم حاملا لدرجة علمية تسانده في الإطلاع على كتب بلغات أخرى غير لغته كالأدب الإنجليزي أو لديه هواية قوية في تعلم البرمجة ونظم التشغيل فيظل مستخدما للبرامج والتطبيقات الجاهزة ولكنه يطورها حسبما تقتضيه حاجته وربما يتمكن من كسر شفرتها البرمجية ليتم نسخها وتوزيعها بالمجان.
ينقسم الهواة كذلك إلى قسمين:
الخبير
وهو شخص يدخل للأجهزة دون إلحاق الضرر بها ولكنه يميل إلى السيطرة على الجهاز فتجده يحرك الماوس عن بعد أو يفتح مشغل الأقراص بقصد السيطرة لا أكثر.
المبتدىء
هذا النوع أخطر الكراكرز جميعهم لأنه يحب أن يجرب برامج الهجوم دون أن يفقه تطبيقها فيستخدمها بعشوائية لذلك فهو يقوم أحيانا بدمار واسع دون أن يدري بما يفعله.
هناك ما يسمى بالاختراق الأخلاقي وهو يهدف إلى الاختراق المضاد للهاكرز أو الأشخاص الذين يعملون بالهكر والاختراق، وفي أغلب الأحيان يقوم بالاختراق الأخلاقي مؤسسات تابعة للدول، أو تابعين للمؤسسات والشركات، حيث يقومون بعدة وظائف منها حماية الأنظمة من الاختراق، وكذلك استخدام الاختراق لصالح المؤسسات في السيطرة على أجهزة المخترقين الذين قاموا بتهديد المؤسسات تلك.
ويحصل هؤلاء العاملين في مجال الاختراق الأخلاقي أو المضاد على رخصة من المجلس العالمي للاستشارات التجارية، وهذه الرخصة تساعدهم على مزاولة هذه المهنة في الاختراق ويكون جاهزاً لأي عمل مضاد ضد المخترقين الذين يقومون بتهديد الدول والشركات والمؤسسات.
وهناك ما يسمى الهندسة الاجتماعية وهي تعني النشاط والطريقة الخبيثة التي تساعد على الاختراق وهو مجال يساعد على تطوير الاختراق الأخلاقي من خلال استخدام وسائل متعددة مثل وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات والوسائل الأخرى، وكذلك هناك ما يعرف بالتصيد وهي وسيلة وفرع من فروع الهندسة الاجتماعية والاختراق الإلكتروني، حيث يمكن انتحال شخصية بواسطة وسائل التواصل أو البريد الإلكتروني والدخول على معلومات حساسة والقيام بالحصول عليها.
يتبع…
ملك الموسوي