حرب اكتوبر ربح الاسد وخسر السادات …؟
في ذكرى حرب اكتوبر عام ٧٣ لا بد من التذكير من ان شعار الخداع الاستراتيجي الذي اطلقه انور السادات على هذه الحرب ، لم يكن يعني الخداع العسكري كما اشاع في ذلك الحين..
بل ان هذا الخداع كان عبارة عن اتفاق وتسوية مسبقة عقدها السادات مع امريكا والاتحاد السوفيتي ودول عربية أبرزها السعودية مع اسرائيل؟ تقضي بخوض معركة عسكرية محددة الاهداف والتوقيت والمساحة تكون مقدمة لتبرير إبرام اتفاق سلام شامل بين العرب وإسرائيل ..
هذا الخداع كان ضحيته جيوش عربية شاركت بحرب ٧٣ أبرزها العراق والجزائر وليبيا والمقاومة الفلسطينية ،
والضرر الاكبر لحق بسوريا التي خسرت مساحات كبيرة بعد تحريرها بمنطقة الجولان بفعل عدم تغطية منظومة الدفاع الجوي للمناطق المحررة؟ الامر نفسه انسحب على الجيش المصري الثالث الذي حوصر بسيناء بفعل اتفاق سري ابرمه السادات مع امريكا والسوفيات كي يبرر قبوله بوقف إطلاق شامل على كافة الجبهات بذريعة عدم خسارته للمناطق المحررة…
هذا القرار او الخديعة التي قام بها السادات كادت تؤدي الى وصول الجيش الاسرائيلي لقلب دمشق بعد ان وصلت مدرعاته الى مناطق تبعد ٤٠ كلم عن العاصمة السورية ..
انور السادات لم يخض حرب تحرير كي ينتصر ، بل ابرم تسوية على حساب دماء جيوش عربية بما فيها الجيش المصري ، واذا ما احتسبنا الخسائر العسكرية والبشرية بين الجيوش العربية والعدو سنجد ان اسرائيل خسرت ثلث ما خسره العرب بهذه الحرب..
وهذا يؤكد انها حرب مركبة بين السادات والعدو ربح فيها السادات تحرير أراضي محتلة بالتفاوض والسلام والخضوع! وخسرت مصر دورها بالقيادة العربية حتى هذا اليوم وأصبحت دولة تخضع للسياسة الامريكية بالمنطقة مهما كان شكل وقيادة النظام فيها ..
بالمقابل خسر حافظ الاسد عسكريا بالحسابات الميدانية لكنه ربح ما هو اكبر ،،بأن منع خضوع سوريا والقضية الفلسطينية لامريكا ومن خلالها اسرائيل التي حتى الان فشلت بتصفية القضية الفلسطينية بل أضحت تتحسس خطر وجودي حقيقي على وجودها بفعل مقاومة تفرض عليها طوق ناري من غزة الى سوريا ولبنان وامتداد عسكري ولوجستي ليس له حدود جغرافية او بشرية، وذلك كله بفضل موقف سوريا حافظ الاسد عام ١٩٧٣ الذي نشهد نتائجه اليوم ومعركة سيف القدس شاهد حديث على هذه النتائج والتي لن تكون اخر الشواهد ..
عباس المعلم / كاتب سياسي