الإخوان المسلمون في بريطانيا ـ منصات إعلامية ومراكز لنشر التطرف
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا و هولندا
إعداد وحدة الدراسات والتقارير “2”
مازالت بريطانيا ـ المملكة المتحدة، تعتبر “جنة” الإخوان المسلمين، ورغم ماكشفته أوراق الإستخبارات البريطانية عن علاقة الجماعة بالإستخبارات البريطانية، فهو ربما لايكون سوى رأس جبل جليد، وهذا مايجعل بعض منصات اعلام الإخوان في تركيا ودول أخرى تتجه نحو بريطانيا، تبقى التكهنات حول العلاقة مابين الإخوان والحكومة البريطانية مفتوحة على كل الاحتمالات.
افتتح ” مسجد ” فينسبري بارك” في حفل حضره الأمير تشارلز في عام 1994 ، وهو أحد أكبر مساجد لندن الذي يتسع لـ (1800) مقعد، بالقرب من ” Finsbury Park “. يخدم ” فينسبري بارك” مجتمعًا متنوعًا بما في ذلك الباكستانيين والبنغلاديشيين والجزائريين والمصريين. ينشط عدد من قادة ونشطاء جماعة الإخوان المسلمين في بريطانيا وتغلغل نفوذهم داخل المؤسسات والجمعيات الخيرية والمساجد البريطانية كمسجد ” فينسبري بارك”
دار ضيافة القاعدة في لندن -الإخوان المسلمون
وصف بأنه “دار ضيافة للقاعدة في لندن”، كان مسجد ” فينسبري بارك” معقلا للمتشددين خلال فترة التسعينيات وحتى مطلع الألفية. مثل “زكريا موسوي” العضو في تنظيم القاعدة ، والذي تمت إدانته في أمريكا في هجمات 11 سبتمبر 2001. كذلك ريتشارد ريد، “مفجر الحذاء”، وحاول “ريد” في عام 2001 تفجير طائرة متجهة من فرنسا إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وإيضا “مصطفي كمال” المعروف باسم “أبو حمزة المصري” الذي يعد من أهم أعضاء تنظيم “القاعدة”. وحرض “المصري” من خلال المسجد على العنف والتطرف بين الشباب، استقطبت خطب حمزة حشدًا من المساعدين الشباب والمتطرفين.
داهمت قوة (150) من رجال الشرطة مسجد فينسبري بارك في يناير 2003 ،، أثناء قيامهم بالتحقيق في مؤامرة مزعومة لإنتاج مادة الريسين السامة. ولجأ للتو “المصري” إلى عقد صلاة الجمعة في الشارع بالخارج. أرسل “أبو حمزة المصري” أحد أتباعه من Finsbury Park إلى معسكر تدريب أفغاني ، ولمساعدة المتطرفين الذين خطفواالسياح كرهائن في اليمن عام 1998، الحادث الذي أدى إلى مقتل ثلاثة بريطانيين. تم عزل “ابو حمزة المصري” من منصبه كإمامٍ للمسجد في 4 فبراير عام 2003
تشير التقديرات إلى أن (35) شخصا على الأقل من المحتجزين بمعتقل “غوانتانامو” مروا بالمسجد، وفي أغسطس 2015 ، كانت قاعدة بيانات دولية لا تزال تدرج المسجد على أنه خطر إرهابي محتمل. شغل محمد صوالحة منصب أمين للمؤسسة من عام 2010 في مسجد فينسبري بارك . ثم استقال الصوالحة من هذا المنصب بعد ظهور تقارير تفيد بأنه كان عضوًا في المكتب السياسي لحركة حماس، ويمثلها في الوفود الخارجية. يعتبر”تومي روبنسون”، أن “مسجد Finsbury Park كان مركز تخطيط محمي من قبل حكومة المملكة المتحدة لمئات من الهجمات ـ الجهادية التي قتلت جنودًا وأطفالًا بريطانيين”.
علاقة المسجد بتنظيم الإخوان المسلمين في بريطانيا-الإخوان المسلمون
أصبح مسجد فينسبري جزءا من “المنتدى الإيماني لآيسلينغتون”، وهو عبارة عن شراكة مجتمعية من المنظمات الدينية التي تعمل معا للمساعدة في تنمية المجتمع المحلي، في محاولة لنفض غبار التطرف عن سمعته. أعيد افتتاحه في عام 2005 ،تحت قيادة الرئيس الجديد للأمناء “محمد كوزبار” ، وهو أيضًا شغل منصب نائب رئيس الرابطة الإسلامية في بريطانيا. وتشير التقارير الاستخباراتية أن هناك ارتباط وثيق بين تنظيم الإخوان المسلمين في بريطانيا والرابطة الإسلامية حيث ورد في تقريرحكومي بريطاني ان أكبر مؤسسة إسلامية في بريطانيا وأكبر جماعة للطلبة المسلمين في بريطانيا لهما صلات غير معلنة بجماعة الإخوان المسلمين، التي تصفها الصحيفة بأنها “شبكة أصولية حرضت في بعض الأحيان على العنف والإرهاب”.
يعد المجلس الإسلامي في بريطانيا، وهو مؤسسة يندرج تحت مظلتها أكثر من (500) هيئة إسلامية في بريطانيا، يزعم أنه “مؤسسة غير طائفية”، ولكن يعتقد أن مؤيدي الإخوان المسلمين “لعبوا دورا هاما في إقامته وإدارته”. ويصف التقرير أن جماعة الإخوان المسلمين “تنظيم ينظر إلى المجتمع الغربي على أنه مفسد ومعاد للمصالح الإسلامية”. ويقول التقرير إن جماعة الإخوان المسلمين “لها تأثير كبير” على الرابطة الإسلامية في بريطانيا.
أبرز المنصات الإعلامية للإخوان في بريطانيا
قناة الحوار: من أهم المراكز الإعلامية للتنظيم في بريطانيا. وتعد والوسيط الإعلامي الأهم للجماعة والتنظيم العالمي تم إنشاء القناة في عام 2006، أدارها عضو الرابطة الإسلامية في بريطانيا وعضو التنظيم الدولي عضو التنظيم الدولي لإخوان المسلمين “عزام سلطان التميمي” صاحب الجنسية الفليسطينية.
شبكة المكين الإعلامية: أسسها القيادي داخل التنظيم”أنس مقداد”. تعد ذراع من أذرع الإعلام لتنظيم الإخوان في بريطانيا.حيث تقدم خدمات إخبارية تتبنى ايديولوجية التنظيم عبر منصات التواصل الإجتماعي (Twitter – Facebook)
موقع “ميدل إيست مونيتور”: تاسست في بريطانيا عام 2009، يديرها القيادي “داود عبدالله ” تروج لأيديولوجية ويعد ” إبراهيم هيوبت ” ورئيس مجلس إدارة موقع “ميدل إيست مونيتور. الإخوان المسلمون في ألمانيا ـ التغلغل داخل الأحزاب والمؤسسات
شركة الخدمات الإعلامية العالمية المحدودة: يديرها القيادي البارز داخل التنظيم “إبراهيم منير” تضم المكتب الإعلامي الرئيسى للتنظيم الدولي. تتولي الشبكة عمليات نشر المطبوعات المرتبطة بأخبار التنظيم والنشر على المواقع الإلكترونية الموجهة خصيصا للدول الأوروبية مثل موقع “إخوان أون لاين” باللغة العربية، وموقع “إخوان ويب” باللغة الإنجليزية، ونشرة “رسالة الإخوان” باللغتين العربية والإنجليزية، وغيرها.واقع الإسلام السياسي في أوروبا 2020
حزب العمال البريطاني والإخوان المسلمين
أسس “الرابطة الإسلامية في بريطانيا” كمال الهلباوي عضو جماعة الإخوان المسلمين سابقا. وقام الإخوان المسلمون المنفيون بتشكيل دار الرعاية الإسلامية في “فينسبري بارك” في عام 1970، ومنذ عام 2005، قامت الرابطة الإسلامية بإدارة مسجد فينسبري بارك. وكان النائب البرلماني لتلك الدائرة، جيريمي كوربين، لاعبا أساسيا في كليهما. وكان حزب العمال كان في وقت ما يتمتع بعلاقات وثيقة مع المجلس الإسلامي في بريطانيا.
أثارت علاقة “كوربين” بتنظيم الإخوان جدلا داخل أعضاء الحزب خصوصا بعد أن تلقى”كوربين” المديح من حماس. وغالبًا ما كان “كوربين” داعمًا صريحًا لحركة” حماس” المقربة من تنظيم الإخوان المسلمين في خطاب ألقاه في لندن عام 2009 ، حيث كان يخاطب تحالف أوقفوا الحرب ، وصف كوربين حماس على أنها “صديقة”. كما أن “كوربين” كان قريب من جمعية إنتربال الخيرية البريطانية. وبينما تعمل بشكل قانوني في المملكة المتحدة ، صنفتها الولايات المتحدة على أنها جماعة إرهابية في أغسطس 2003 لأنها عملت على “تقديم الدعم لحماس وتشكيل جزء من شبكة تمويلها في أوروبا”.
تعهدت الحكومة البريطانية بزيادة المراقبة على المتطرفين الذين يستغلون جائحة كورونا. وأكدت الحكومة في مايو 2020 إنها ستراقب الجماعات المتطرفة “عن كثب” مثل الإخوان المسلمين الذين كانوا يحاولون “الاستفادة” من الأزمة. ويقول السيد “جيمس كليفرلي”وزير شؤون الشرق الأوسط “تواصل الحكومة البريطانية التعامل مع المخاوف بشأن جماعة الإخوان المسلمين على محمل الجد وتبقى قيد المراجعة الأنشطة التي يقوم بها شركاء الإخوان المسلمين في الخارج”.”نحن نراقب عن كثب الخطر المتمثل في أن أي حركة قد تسعى إلى الاستفادة من جائحة Covid-19 لنشر نفوذها ، واستغلال هذا التحدي الصحي العالمي غير المسبوق لاستهداف الأشخاص والمجتمعات.”
التقييم
لاتزال تشكل لندن ملاذاً آمناً لقيادات التنظيم الدولي للإخوا نالمسلمين. ويحمل عدداً من قيادات التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين الموجود في بريطانيا، الجنسية البريطانية.تزايد القلق من تنامي نفوذ جماعة الإخوان المسلمين في بريطانيا وعلاقاتها الوثيقة مع الجماعات المتطرفة. أثيرت مخاوف من أن غياب التنسيق داخل الحكومة البريطانية يسمح بتزايد تهديد الإخوان المسلمين.
تعد جماعة الإخوان مصدر الإلهام الرئيسي للأيديولوجيات المتطرفة التي تستخدمها الجماعات الإرهابية في بريطانيا. دعا نواب برلمانين الحكومة إلى حظر المنظمات المتطرفة المرتبطة بتنظيم الإخوان التي تستخدم بريطانيا كقاعدة لجمع الأموال وتطرف الشباب من خلال المنظمات والمؤسسات المجتمعية. من المتوقع أن لن تصنف الحكومة البريطانية جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية على المدى القريب وتأتى حجة الحكومة البريطانية أنالجماعة لا تشارك بشكل مباشر في الإرهاب في المملكة المتحدة.
تفتقر بريطانيا إلى رغبة او سياسة على الاقل، لمواجهة جماعة الإخوان المسلمين، وأنها بحاجة إلى اتخاذ سياسة قوية لتضييق الخناق على نفوذ جماعة الإخوان المسلمين. حيث أن جماعة الإخوان تعتبر الآن لندن من أهم معاقلهم، وربما أكثر من منطقة الشرق الأوسط لأنهم يمولون شبكتهم في جميع أنحاء العالم من بريطانيا.
ماينبغي أن تقوم به الحكومة البريطانية، على الاقل هو إتخاذ إجراءات لوقف انتشار الأيديولوجيات المرتبطة بتنظيم الإخوان المسلمين التي تمجد الإرهاب ، وتروج للكراهية والانقسام داخل المجتمع ، ماتحتاجه بريطانيا ان تحسم موقفها من تنظيم الإخوان والذي لم يعد واضحا لحد الأن.