إعداد : الدكتور فريد لخنش ـ باحث في شؤون التطرف والإرهاب
طالما لعب الإخوان ورقة الضحية في خطاباته داخل فرنسا وفي أوروبا عموما فيما مضى ونجح فعليا في ذلك، ولم تقدر فرنسا حجم الخطر الذي كان بانتظارها، مثلما ساهمت الكثير من الجمعيات الإسلامية والمنظمات وغيرها التي تبنت أفكار الإخوان وسياساتهم في توسيع نشاطات هؤلاء بالشكل القانوني الذي حتم على السلطات الفرنسية عدم الوقوف في وجه هذا التيار إلا بعد استفحال ظاهرة التمدد الاخواني على أراضيها باسم الإسلام.
أبرز مساجد وجمعيات الإخوان المسلمين في فرنسا
يعد اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا أو ” مسلمو فرنسا” حاليا من ضمن أكثر الاتحادات المؤثرة في فرنسا والذي تأسس في إقليم مورت وموزيل في يونيو 1983، من قبل تجمع أربع جمعيات لشمال وشرق فرنسا، تتكون المنظمة من أكثر من 250 جمعية إسلامية على كامل أراضي فرنسا وتنتمي إليها مباشرة، تشرف كذلك على عدة مساجد في المدن الكبرى في البلاد، الاتحاد يقال عنه عادة أنه قريب من الإخوان المسلمين، بينما لا يتبنى هو ذلك رسميا.
ينشر المعهد بعض المنشورات والكتيبات الإسلامية باللغة الفرنسية تعبر في الغالب عن وجهة نظر الاتحاد حول الإسلام، للإشارة فقد صوت الإتحاد في سنة 2017 على تغيير اسمه من ” اتحاد المنظمات الإسلامية” ليصبح اسمه الجديد : ” مسلمو فرنسا”.
– التجمع لمناهضة الإسلاموفوبيا
– مؤسسة الشيخ ياسين
– حركة الذئاب الرمادية التركية القومية
– حركة ميللي غوروش
– جمعية “الإيمان والممارسة”
– مركز الدراسات والبحوث حول الإسلام
– المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية
– معهد ابن سينا لتخريج الأئمة
– جمعية ” لالاب” النسوية المناهضة للعنصرية
جمعية “بركة”
– جمعية ”أتيك”
– جمعية “كو-إكزيست”
– لجنة التنسيق للمسلمين الأتراك في فرنسا
– شباب فرنسا المسلم
– طلاب مسلمون من فرنسا
– الجمعية الفرنسية للنساء المسلمات
– الجمعية الطبية ابن سينا فرنسا
– خدمات الحلال الأوروبية
– اللجنة الخيرية لمناصرة فلسطين
– مسجد بانتان
– مسجد “الأنوار”
– مسجد سانت شاموند الكبير في إقليم لوار
– مسجد مدينة نانت
– المسجد الكبير في ستراسبورغ
قيادات الإخوان المنتمين لاتحاد المنظمات الإسلامية ” مسلمي فرنسا”
الرؤساء : عمار لصفر، بوبكر الحاج عمر ، مخلوف ماميش، وأوكاشا بن أحمد داهو، وبراهام سيمار
الأعضاء: الحاج ثامى بريز ، عز الدين قاسى، مريم بركان، منصف الزناتى، قطبى عبد الكبير، هالة خمسى
المندوبين الجهويين: محمود عواد ، محمد الطيب الصغرونى، صالح عربال ، بشار الصيادى ، سحنون كراد ، كريم منحوج، حسان الزاوى
قيادات إخوانية بارزة في فرنسا:
– هاني رمضان حفيد حسن البنا مؤسس جماعة «الإخوان المسلمين»
– طارق رمضان
أسماء مدراء جمعيات ومساجد ومراكز موسومة بارتباطها بالإخوان
– “جواد بشارة” رئيس التجمع لمناهضة الإسلاموفوبيا
– “فاطمة بنت” رئيسة جمعية ” لالاب” النسوية المناهضة للعنصرية
– “عبد الحكيم الصفريوي” رئيس مؤسسة الشيخ ياسين
– “فرانسوا بورغا” رئيس مركز الدراسات والبحوث حول الإسلام
– “أحمد جاب الله” رئيس المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية
– “محمد حنيش” مسؤول مسجد بانتان ورئيس اتحاد المسلمين
– محمد مهدي بوزيد إمام مسجد النور في مدينة جانفيلييه
مادي أحمدا، إمام مسجد سانت شاموند الكبير في إقليم لوار
وسائل إعلام الإخوان
– موقع إخوان أون لاين : بدأ البث التجريبي لهذا الموقع في أبريل 2003 ليكون إخوان أون لاين هو الموقع الرسمي الأول للجماعة.
– موقع إخوان ويب: تأسس في 16 أكتوبر 2005 ليكون أول موقع رسمي للجماعة باللغة الإنجليزية وهو موقع موجه للجمهور الغربي وباحثيه ليقدم صورة مباشرة عن الجماعة ورؤيتها ومنهجها.
– إخوان ويكي : وهي موسوعة حرة علي الإنترنت تم إطلاقها في 01 سبتمبر 2008.
– إخوان تيوب : موقع لتقديم المواد الفيلمية المرئية التي تحقق رسالة الموقع في عملية التصفح الآمن .
– مدونة انسي.
– موقع الشاهد 2000.
– مدونة أنا إخوان.
– إخوان بوك: موقع شبيه بالفيسبوك.
اللوبي الاخواني في فرنسا
كشف تحقيق أجرته صحيفة ” لوجورنال دو ديمانش” الفرنسية عن وجود منظمة تركية مشبوهة تنشط في الأراضي الفرنسية وتخضع لـتحقيق مدقق من قبل الأجهزة الأمنية الفرنسية، وأشارت إلى ما يسمى “الاتحاد الدولي للديمقراطيين” (UID)، الذي أنشأ في 2006 ويملك فرعاً له في فرنسا، ويشرف على 7 جمعيات محلية تشكل ” لوبي ضغط لصالح سياسات وأطروحات الرئيس التركي وحزبه الإخواني”، و”يعمل على تبييض صورة تركيا في فرنسا ودعم أردوغان، إذ يقود الفرع “فرانكو تركي” يبلغ من العمر 32 سنة ومعظم أعضائها من الشباب الأتراك، بالإضافة إلى قسم نسوي يقوده دبلوماسي تركي سابق ومهاجر حالياً في فرنسا، علما بأن أسماء هؤلاء لم ترد في الصحيفة، ومن المهام التي وصفت بالخطيرة لدى الاتحاد ذاته “الدعاية الإيديولوجية لنشر الإسلام السياسي” في إشارة واضحة للفكر الإخواني الموسوم بالتطرف، تشرف عليه حركتان تركيتان وهما “”لجنة التنسيق للمسلمين الأتراك في فرنسا”، و”ميلو غوروس”.
أوضحت الصحيفة كذلك أن ضباط المخابرات الفرنسية لاحظوا بأنها تهدف للتأثير على الهيئات الرسمية للإسلام في فرنسا، ويقودها شخصية تركية مشبوهة تدعى “أحمد أوغراس” الذي نفي علاقته بأردوغان لكنه يصفه بالنموذج للديمقراطية، وتحدث عن تمكن أنصار أردوغان من عرقلة صياغة “ميثاق القيم الجمهورية”، وهو ما تبحث السلطات الفرنسية توقيعه مع مجلس الديانة الإسلامية في سياق التوجهات الجديدة نحو صياغة ما تعتبره “إسلاماً فرنسياً”.
قراءة نقدية في خطاب الإخوان الإعلامي والدعائي
كشفت إحدى الدراسات أن خطاب جماعة الإخوان المسلمين الإعلامي يسير وفق رؤية حسن البنا رغم تطوّر تكنولوجيا الاتصال وامتلاك الجماعة لعشرات المدوّنات والصفحات الإخبارية على الإنترنت واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فقد ظل برغم كل ذلك التطور التكنولوجي والمهني، مرتبطا وتابعا لخطاب الجماعة بل ومجسدا لرؤية مؤسس الجماعة حسن البنا، وهو ما وصف بأحد أهم أسباب جمود الخطاب الإعلامي والدعائي وفشله لدى هذه الجماعة.
يعد الخطاب الإعلامي والدعائي للإخوان بمواقفه وتحولاته خطابا جامدا ومنطويا على نفسه، ينطلق من رؤية قديمة وجامدة لحسن البنا عن دور الصحافة والدعاية في عصره، وقد عكست هذه الرؤية أيضاً براغماتية البنا ونزعته العملية التي تشرعن وتبرر الاستخدام المشروع وغير المشروع للصحافة والدعاية في تحقيق أهداف التنظيم. 1
يرى أحد المحللين أن المأزق الحقيقي الذي تعاني منه جماعة الإخوان المسلمين وتيارات الإسلام السياسي عموما، هو مأزق فكري يتعلق بالدرجة الأولى بطبيعة خطابها الذي يُطابق بين دعوتها والمقاصد الإلهية ولا يرى مسافة فاصلة بين الجماعة والإسلام ولا يسمح بأي فهم أو تأويل للنصوص الدينية سوى تأويلها الخاص.
التقييم
يعتقد أن فرنسا ليس لديها مشكلة مع الإسلام والمسلمين المقيمين منذ سنوات طويلة، ولكن لديها مشكلة كبيرة مع الإسلام السياسي والذي تقود دفته الأولى جماعة الإخوان المسلمين نحو وضع قوانينها على حساب قوانين الجمهورية الفرنسية.
يرى مراقبون أن التركيز على الإخوان جاء نتيجة اعتقاد السلطات الفرنسية المبني على الأدلة الملموسة أنهم يحرضون على الكراهية ونشر الفكر المتطرف في أوساط الجاليات المسلمة في فرنسا تحت مظلة الجمعيات والعمل الخيري ومنظمات الإغاثة وما شابه.
تواجه فرنسا معضلة التمدد الاخواني داخلها من جهة والاختراق التركي الذي يقيم علاقاته الوثيقة مع الإخوان من جهة أخرى ويعمل على تدعيم البنية القاعدية الممثلة في الجمعيات المساجد والمراكز وغيرها من أجل تحقيق أهدافه الخاصة، وهكذا وجد الإخوان شريكا استراتيجيا يساهم في تمويله ودفعه هو الآخر لبلوغ غاياته في التمدد ليس في فرنسا فقط بل في أوروبا كلها.