يديعوت أحرونوت
أييليت نحمياس فربين – نائبة رئيس اتحاد الصناعيين وعضو كنيست سابقة
قراران اتُّخذا في الأسابيع الأخيرة على الأراضي الأميركية لهما علاقة بإسرائيل: قرار تمويل تجديد مخزون القبة الحديدية، وخطاب رئيس الحكومة نفتالي بينت في الأمم المتحدة. ظاهرياً، لا علاقة بين الاثنين، وليس للأمم المتحدة تأثير في إسرائيل قريب من تأثير الكونغرس، لكن القضية الفلسطينية التي لم يجرِ الكلام عنها في الأمم المتحدة هي التي تحدّت قرار تجديد مخزون المنظومة الاعتراضية.
بتواضُع، ومن دون تأثير كبير، نجح بينت في إلقاء أول خطاب له في الأمم المتحدة أمام زعماء العالم. 370 كيلومتراً هي المسافة بين نيويورك وواشنطن، لكن فجوة حقيقية تفصل بين علاقة الأمم المتحدة بإسرائيل وعلاقة الولايات المتحدة بها بغض النظر عن أي إدارة. مع ذلك، تحدّت الحكومات التي ترأسها بنيامين نتنياهو هذه العلاقات في الأعوام الأخيرة.
صحيح أن كل الأمور جرت بصورة جيدة في النهاية، ووافق الكونغرس على تقديم مساعدة لتجديد مخزون المنظومة الاعتراضية للقبة الحديدية، على خلفية توترات مع جزء صغير من الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي. لكن في الحقيقة الأمر لم يصبح وراءنا. في نظرة سريعة إلى الوراء، ما حدث بدأ بالظهور في العلاقات منذ أيام ولاية باراك أوباما، الذي وقّعت إدارته اتفاقاً لتقديم مساعدة كبيرة جداً لإسرائيل، على الرغم من الأخطاء الهائلة في سياسته الخارجية.
عندما انتُخب دونالد ترامب رئيساً برز نكران الجميل حيال إدارة أوباما أكثر من شبكة العلاقات الوثيقة مع ترامب. صحيح أن نتنياهو التقى كل مسؤول رفيع المستوى في الحزب الديمقراطي زار إسرائيل، لكن إزاء تدنّي العلاقات الداخلية مع الولايات المتحدة فإن التهذيب واللياقات لم يكونا كافيين. لم يكن المطلوب من إسرائيل إرضاء الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي، لكن كان عليها العمل على تقوية المحافظين فيه. والديمقراطيون أصدقاء إسرائيل لم يخفوا إحباطهم المتزايد.
إن مسؤولية المحافظة على شبكة علاقات متوازنة وموضوعية ملقاة على عاتق كل السياسيين في إسرائيل. لقد رفضتُ في وقت سابق توقيع طلب أعضاء الكنيست من نتنياهو عدم الاجتماع بترامب بسبب تصريحاته عندما كان مرشحاً للرئاسة. في المقابل، القرار الذي اتُّخذ قبل عامين لمنع رشيدة طالب وإلهام عمر من الدخول إلى إسرائيل كان خطأ. نحن أقوى بكثير من عضويْ كونغرس معاديتيْن لإسرائيل.
عشية انتخاب الصديق الحقيقي جو بايدن، كان الانطباع بأن تكون إسرائيل لاعباً نشطاً في مجال حيادي هو أمر بالغ الأهمية. من السهل أن ننسى، لكن قبل عامين كان بيرني سندرز مرشحاً مهماً، لكن الحزب الديمقراطي انتخب بايدن المحافظ في مواجهة الجو التقدمي. ومن الواضح آنذاك واليوم أن التقدميين والتقدميات، كما في كل أنحاء العالم، باقون ولن يذهبوا إلى أي مكان.
الاستراتيجيا تتطلب منا أن نفترض أن الاختبار التالي سيبرز في مكان ما في قبة الكابيتول، أو في الخارجية الأميركية، أو في الأمم المتحدة. من الواضح أن إسرائيل لن تلعق العسل حتى تتوسع اتفاقات أبراهام نحو دول أُخرى.
إن تجاهُل بينت الفلسطينيين في خطابه لن يزيل القضية الفلسطينية عن الطاولة، ولن يساعد أبداً في التخفيف من اللهب إزاء إسرائيل في مواجهة الأصوات التقدمية. وحتى لو كانت السياسة الإسرائيلية هي الاستمرار في الالتفاف على المشكلة الفلسطينية، ففي الإمكان استخدام دبلوماسية وسياسة أكثر حكمة ومدروسة أكثر مما كانت عليه الأمور في الأعوام الأخيرة.