غير مستعدين لإستقبال ميقاتي’.. بن سلمان يَرفض وساطة ماكرون؟!

نشر موقع “عربي بوست” مقالاً تحت عنوان: “غير مستعدين لاستقبال ميقاتي.. ولي العهد السعودي يرفض وساطة ماكرون ويؤكد رفضه مساعدة لبنان”.

وجاء في المقال:

قالت مصادر دبلوماسية عربية لـ”عربي بوست”، إن “اتصالاً رُتّب يوم الإثنين 27 أيلول 2021، بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لمناقشة الملف اللبناني عقب تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي مطلع الشهر الحالي”.

وبحسب المصدر فإن “الاتصال بين الجانبين ناقش سبل مساعدة لبنان للخروج من أزمته ودعم الحكومة الجديدة، في ظل تعهدها بالقيام بإصلاحات”.

 

إذ شدّد ماكرون لولي العهد السعودي على تطلّع باريس لقيام الرياض بإجراءات تنقذ لبنان، عقب الأزمة الاقتصادية التي يمر بها منذ سنتين، والتي أثرت على جزء كبير من اللبنانيين.

لكن وفق المصدر، الموقف السعودي لم يكن إيجابياً، وأكد بن سلمان لماكرون على “عدم الرضا السعودي عن آلية تشكيل الحكومة، وعن السياسات اللبنانية المستمرة التي بقيت على حالها”.

ووفقاً للمصدر، فإن “بن سلمان أوضح للرئيس الفرنسي خلال اتصالهما أن مشكلة السعودية مع لبنان ليست في الأشخاص ولا في الحكومة، بل في السياسات اللبنانية المتّبعة، ولا سيما السياسة الخارجية والأداء المستمر وتغطية ممارسات حزب الله في المنطقة العربية”

وفي اتصالهما شدّد بن سلمان لماكرون على أن “المشكلة السعودية الأوضح مع لبنان هي حزب الله، وقدرته على فرض سياسته الخارجية على الحكومة الرسمية”.

لذا، لا يمكن لأي مسؤول سعودي أن “يوافق على مسايرة الفرنسيين وتقديم الدعم للبنان، فيما حزب الله يستمر في مواجهة السعودية في اليمن والعراق وسوريا”.

وأوضح بن سلمان للرئيس الفرنسي أن “المملكة غير مستعدة في الوقت الحالي لاستقبال ميقاتي واللقاء معه، وإعطائه شرعية للحكومة، في ظل الأداء المستمر والنهج المتبع، وأن أقصى ما يمكن أن تقدمه هو لقاء مع وزير الخارجية فيصل بن فرحان، وليس مع الملك سلمان أو ولي العهد السعودي”.

وخلال الاتصال بينهما، أوضح المصدر أن “ماكرون أكد لولي العهد السعودي استعداد بلاده تقديم سلة ضمانات متعلقة بأداء الحكومة القادمة، والتي تعتبر مهمتها الحالية وقف التدهور الحاصل في الاقتصاد المحلي، والتفاوض مع صندوق النقد الدولي، وإجراء انتخابات برلمانية بإشراف دولي، تسمح بإجراء تغيير على المجموعة الممسكة بالسلطة منذ عقود”.

 

ووفقاً للمصدر فإن “ماكرون حثّ بن سلمان على ضرورة الاستفادة من المناخات الإيجابية للحوار بين السعودية وإيران، والعمل على نقل هذه المناخات لتنعكس على لبنان، في ظل أنه بحاجة للدول العربية للوقوف إلى جانبه في هذه المرحلة الصعبة”.

بحسب المصدر، فإن “وفداً فرنسياً سيضم وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ورئيس المخابرات الخارجية برنار إيمييه، سيتوجهون لزيارة المملكة العربية السعودية للقاء مسؤولين سعوديين ومناقشة الملف اللبناني بشكل أوسع”.

يأتي هذا قبيل الزيارة المرتقبة لماكرون، التي ينوي إجراءها قبيل نهاية العام لدول الخليج، وعلى رأسها السعودية، لحشد دعم للبنان من دول مجلس التعاون الخليجي.

وفقاً للمحلل السياسي منير الربيع، فإن “تسريب خبر اتصال ماكرون مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يأتي لهدفين أساسيين: الأول، استجابة لمطالبة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ماكرون بالعمل على توفير تواصل مباشر بينه وبين السعودية، لحثها على مساندته”.

والثاني، للقول إن ماكرون ينجح في فتح ثغرة في علاقاته مع الخليج، وتحديداً السعودية. وهذا ينطوي على إشارة إلى دوره في الشرق الأوسط، واستمرار مساعيه لمساعدة لبنان وإنقاذ مبادرته.

ووفقاً للربيع فإن “ماكرون أبلغ ميقاتي خلال لقائهم الأخير عدم التوجه فرنسياً إلى تقديم أي مساعدة، ما لم تُقر الإصلاحات وتدخل حيز التنفيذ. ولا يمكن البدء بالإصلاحات قبل وضع خطة التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وهو يشترط أساساً مسألة ضبط الحدود ومنع التهريب”.

وسياسياً، هناك من يربط هذا الشرط بشرط آخر: إنجاز ترسيم الحدود الجنوبية، فيما يستعجل لبنان، بعد التطورات الإسرائيلية، إحياء المفاوضات لحماية حقوقه البحرية، والإسراع في إلزام شركات بالبدء في عمليات التنقيب بالمنطقة المتنازع عليها.

في السياسة السعودية الجديدة لا حيز للبنان، هكذا يؤكد المحلل السياسي اللبناني جوني منيّر لـ”عربي بوست”.

وفقاً لمنير فإن “الأداء السعودي اختلف في التعاطي مع ملفات المنطقة منذ تولي الأمير محمد بن سلمان للسلطة في المملكة، فالسعوديون يعتبرون أن لبنان استثمار خاسر في السياسة، لأن السعودية قدمت دعماً مالياً كبيراً للبنان منذ عقود ولم تحصد أي نتيجة إيجابية، بل على العكس، فقد تغوّل حزب الله في الإدارة والحكومة، وسيطر على قرار البلاد وأخضع الجميع”.

ويؤكد منيّر أن “السعوديين أبلغوا الجهات المعنية التي راجعتهم منذ فترة اعتذارهم عن تقديم معونات مالية للجيش اللبناني، ما يعني بالمحصلة أن الرياض لن تقدم أي دعم للحكومة الحالية، باعتبارها استمراراً لنفس النهج السياسي”.

ويعتقد منيّر أن “مصر ستغطي المساحة السعودية في لبنان، بالتنافس مع قطر، لأن الجانبين يدركان خطورة ترك لبنان دون غطاء عربي”.

Exit mobile version