منذ القدم العراق ينظر إلى اسرائيل أنها كيان غاصب احتل اراضي الشعب الفلسطيني وكذألك تلابيب تنظر إلى بغداد بعين العداء والحقد وقد اشترك الجيش العراقي بعدد من الحروب ضد الكيان الإسرائيلي الغاصب
وأبرز هذه الحروب عندما أشترك الجيش العراقي بحرب اكتوبر عام ١٩٧٣ إلى جانب الجيش السوري والمصري مجسدا اجمل صور البطولة التي لا تمحى
واستمر العداء الاسرائيلي للعراق إلى يومنا هذا وخاصة بعد تأسيس الحشد الشعبي المقدس
فقد قامت الطائرات الحربية الاسرائيلية بشن عدد من الغارات العدوانية على مواقع عسكرية تابعة للحشد الشعبي العراقي لإن هذه القوة العسكرية العقائدية هي جزءً لا يتجزأ من محور المقاومة وتحظى بدعم شعبي كبير بالإضافة إلى الدعم الرسمي والديني وكذألك تتمتع بقدرات عسكرية تهدد تلابيب وعملائها ونتيجة لتنامي القوى العسكرية لمحور المقاومة وعجز إسرائيل من الدخول بمواجهة عسكرية مباشرة مع الحشد الشعبي لإن الحرب تكلف إسرائيل ثمنًا باهضا انتقلت تلابيب إلى الخيار الثاني وهو محاولة جر العراق إلى قطار التطبيع مع الكيان الاسرائيلي على غرار الإمارات وغيرها من الدول التي طبعت فكانت المحاولة الأولى شبه علنية وتركزت في جنوب العراق وذألك عندما زار بابا الفاتيكان العراق في ٥ آذار ٢٠٢١ ودعا من محافظة بابل إلى الديانة الابراهيمية لاكن هذه المحاولة كان مصيرها الفشل والذي أفشلها هو السيد السيستاني باسم الشعب العراقي عندما قال للبابا (لا للتطبيع)
من هنا كان يجب على تل ابيب أن لا تجرب حظها مره أخرى بعد لا السيد السيستاني ولا تحلم بأن يأتي يوم ينضم العراق إلى معاهدة أبراهام كالإمارات ولا إلى غيرها إذا كانت من نفس المضمون
لاكن تل أبيب عادت الكرة وكانت المحاولة الثانية علنية وشملت المنطقة الغربية والشمالية للعراق
فقامت إسرائيل بدعم المؤتمر الذي عقد في محافظة أربيل في ٢٤ من الشهر الماضي وحظرته شخصيات من المناطق المحررة
وابرز هذه الشخصيات الشيخ وسام الحردان حيث دعا إلى التطبيع والانضمام إلى اتفاقات أبراهام
لاكن هذه المحاولة فشلت فشلًا ذريعًا حيث رفضت مختلف شرائح الشعب العراقي هذا المؤتمر وخرجت بيانات حكومية وحزبية وعشائرية كردية وعربية تندد وترفض مؤتمر اربيل للتطبيع
وعلمت تل ابيب انها مرفوضة من مختلف شرائح الشعب العراقي
بل اكثر من ذألك حيث قام الشيخ سعد نايف الحردان بإلقاء بيان عن عموم قبائل الدليم يتبرأ من وسام الحردان وما دعا إليه
واغلب من شارك بهذا المؤتمر أحيلوا إلى القضاء
واصبح كل شخص لديه علاقة بتلابيب في السر لا يتجرأ ولأ يفكر بإظهارها للعلن بعد هذه الموجة من ردود الأفعال الغاضبة
ولتعلم إسرائيل وعملاءها وحلفائها إن العراق هو مقبرة التطبيع
لاكن من حقنا نسأل ونقول
أين المخابرات العراقية أين مخابرات اقليم كردستان لماذا لم يكتشفوا هذا المؤتمر قبل انعقاده ؟
كيف وصلت الشخصيات اليهودية إلى إقليم كردستان ومن ثم إلى المؤتمر ؟
هل كانت جميع أجهزة المخابرات تتنزه في جبال شمال العراق أم كان رجال الاستخبارات في مياه الشلالات يلعبون ؟؟؟
الكاتب : علي الحسني