علي ضاحي -الديار
لا قطيعة كاملة بين المختارة وحارة حريك والتواصل «على القطعة» سياسياً وامنياً!
التغريدات الاخيرة لرئيس حزب التقدمي الاشتراكي والنائب السابق وليد جنبلاط، والتي تتخذ طابعاً يومياً متصاعداً ضد «الممانعة» و»الصهاريج الايرانية» والممارسات السياسية لحزب الله بالغمز واللمز، باتت محرجة ومزعجة لحزب الله وبيئته، وخصوصاً ان هناك شعور من تحالف المقاومة في لبنان وسوريا والمنطقة، ان جنبلاط بات بالكامل في «المحور الآخر» وانه اكثر من «خصم سياسي».
في مقلب حزب الله، يؤكد مطلعون على جوه لـ»الديار»، انه ليس في وارد القطيعة او الخصومة مع اي طرف. وان ربط النزاع مع جنبلاط وحتى الرئيس سعد الحريري مستمر.
ويؤكد حزب الله لسائليه انه ليس مستعداً للخوض في اي سجال داخلي او سياسي، وهو يُغلب الحوار على اي اسلوب آخر، وان اولويته اليوم هي انقاذ البلد اجتماعياً ومالياً واقتصادياً ودعم الحكومة واجراء الانتخابات في وقتها وفي جو هادىء وسليم. ويقول هؤلاء ان التصعيد الاعلامي من بعض وسائل الاعلام المحسوبة على حزب الله وفي جو المقاومة وتحالف 8 آذار، مرتبط بردة الفعل على الحملة العنيفة على حزب الله وايران ومحورالمقاومة، التي يشنها جنبلاط ويرفع «الدوز» يومياً فيها، وباتت «فاقعة» في اليومين الماضيين.
ويشيرون الى ان ليس مصادفة ان يتولى جنبلاط هذه الحملة شخصياً، ويواكبه مسؤلوه ونوابه البارزين وفي تأكيد على ان ما يقوم به جنبلاط مبرمج ومدروس وليس «سحابة خريف» عابرة!
ويذهب البعض من «صقور» 8 آذار وحلفاء سوريا في لبنان الى القول ان جنبلاط يشعر بـ»عزلة سياسية»، فالاميركي يتراجع في المنطقة من افغانستان الى لبنان مروراً بسوريا واليمن والعراق. في حين تسعى السعودية الى تفاهمات مع ايران على ملفات المنطقة، ومنها ملف اليمن. ولبنان سيكون له حصة ما لاحقاً من التقارب الايراني- السعودي.
ويشير هؤلاء بدورهم الى ان نبرة جنبلاط ومواقفه العالية، ارتفعت مع زيارة وفد درزي كبير لسوريا ولقائه الرئيس السوري بشار الاسد، وبالتالي يحاول ان يلفت نظر حزب الله واميركا والسعودية وايران وللقول ان التفاهمات تجري معه وليس مع الآخرين من الدروز وغير الدروز!
في المقابل تؤكد اوساط قيادية في الحزب التقدمي الاشتراكي لـ»الديار»، ان تصريحات جنبلاط هي تعبير عن مواقفه، والتي يعلنها عبر تويتر يومياً ، وهي تعكس في الآونة الاخيرة ردة فعل على حملة مركزة ومنظمة يشنها اعلام حزب الله المكتوب والمرئي، وعبر المواقع الالكترونية. وهناك تساؤل فعلي عن هدف حزب الله من توجيه حملة اعلامية وقاسية ومركزة على جنبلاط ومسؤولين ونواب ووزراء في الحزب، علماً ان كل ما ينشر ويكتب مغلوط ومدسوس!
وتشدد الاوساط على ان لا تبدل في توجهات وليد جنبلاط، وهو لم يطلب من اي طرف اي انفتاح على اي احد والمواقف التي يريد التعبير عنها او ايصالها يقولها مباشرة ولا يحتاج الى وساطات من احد لزيارة اي دولة او اي شخصية.
وتكشف ان العلاقة مع حزب الله فاترة وخجولة وليست منتظمة، ولكن لا قطيعة كاملة، ويجري تنسيق امني وسياسي «على القطعة»، كلما دعت الضرورة بين الوزير وائل او فاعور والحاج وفيق صفا، ولكن لم يحدث اي تواصل بخصوص حملة احدى الصحف علينا .
وتؤكد الاوساط ان مفاعيل لقاء خلدة بين جنبلاط والمير طلال ارسلان والوزير وئام وهاب مستمرة.
وجنبلاط عندما ذهب الى خلدة، ذهب مقتنعاً بالتهدئة وتوحيد الصف. واليوم العمل جار على تحقيق المصالحة في ملف الشويفات وقبرشمون.
اما بخصوص مشيخة العقل فلم ينجح وليد جنبلاط في تحقيق التوافق الكامل في الملف. وتؤكد ان اسم الشيخ سامي ابي المنى طرحه وهاب مع اسم آخر ورسى الامر على ابي المنى اخيراً ولكن لم يحصل الاسم على رضى المير طلال ارسلان.