محمد شريف نصور/باحث سياسي
لم تعد الجغرافيا التي راهنت على تغييرها التنظيمات الإرهابية التي تتبع أردوغان وتعمل على تنفيذ أطماعه العثمانية الإرهابية الإحتلالية خارج إستهداف صواريخ ومدفعية الجيش العربي السوري الذي يحشد قواته النظامية لتحرير إدلب ثم عفرين ثم كامل الشمال السوري من رجس ودنس التنظيمات الإرهابية التي حولت المدينتين عفرين وإدلب إلى شبه ولايات عثمانية يقطنها مرتزقة الخلافة البائدة مما يطلقون على أنفسهم الحزب التركستاني أو التركمان أو الإيغور في دركوش أو فيالق بأسماء شامية أو إسلامية تعيث في المدينتين فسادا وإرهابا وتمارس تعاليم الزندقة والتكفير والتدمير لإنسانية الإنسان .
كل هذه التنظيمات الإرهابية وغيرها أصبحت الأن في مرمى نيران وأهداف الجيش العربي السوري وحليفه الروسي الذي بدأ طيرانه بإستهداف
تجمعاتهم ومقراتهم الإرهابية في محيط قرية الفوعة شمال إدلب الذي يتواجد فيها الحزب التركستاني الإرهابي إضافة إلى تجمعات فيلق الشام والجبهة الشامية في قرية باصوفان ليمتد الإستهداف بالطيران إلى ريف عفرين وريف حلب ليطال مقرات فرقة الحمزات في بلدة براد .
وقد أدت هذه الضربات لتجمعات ومقرات التنظيمات الإرهابية إلى محاولة إنتشار جديدة لقوات الإحتلال التركية على الطريق الواصل ببن مدينة أريحا وبلدة محمبل في محاولة لرفع معنويات تنظيماتهم الإرهابية التي تعمل تحت أمرتهم وتوجيهاتهم ، لكن قرار تحرير واستعادة الجغرافيا التي إستولت عليها التنظيمات الإرهابية والإحتلال التركي إلى السيادة السورية قرارا لارجعة فيه مهما كلف من ثمن ، وقد جاء وفق معطيات ومستجدات ميدانية وسياسية ، محلية وإقليمية ودولية.
فبعد تحرير وإستعادة ريف درعا وملف الجنوب السوري إلى السيادة السورية أصبح التوجه إلى الشمال السوري والقضاء على التنظيمات الإرهابية وتحريره وإستعادته الى السيادة السورية ضرورة ، وقد وضعت زيارة الرئيس الأسد الأخيرة إلى موسكو ولقائه الرئيس بوتين خارطة تحرير إدلب وريف حلب الشمالي والغربي من التنظيمات الإرهابية موضع التنفيذ ، في وقت عبر عنه بشكل واضح وصريح وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف خلال مؤتمره الصحفي الأخير أنه لايمكن بقاء هذه التنظيمات الإرهابية ولابد من القضاء على الإرهاب .
وتأتي هذه التحركات الميدانية والعسكرية في ريف إدلب وريف عفرين قبل القمة المرتقبة بين الرئيس بوتين وأردوغان لبحث الملف السوري ووجود التنظيمات الارهابية التي تدعمها تركيا أردوغان ، و سيتم الإتفاق على عدة نقاط أهمها اولا . عدم الإقتراب من طريق m4 الدولي .
وثانيا. مصير التنظيمات الإرهابية والمرتزقة من أصول تركمانية أو تركستانية أو أيغورية ومعهم تنظيم الاخوان المسلمين فإما سيتم القضاء عليهم أو يختارون مكانا خارج إدلب . أونقلهم إلى أي مكان تختاره تلك التنظيمات.
واللافت أن تلك التنظيمات قد تختار أفغانستان بعد الترحيب الكبير وإعلان تنظيم الإخوان المسلمين فرحته الكبيرة بسيطرة حركة طالبان على أفغانستان ، كما سيتم التأكيد من الجانب الروسي على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية في الشمال وعدم المساس بالجغرافيا السورية ، لأن روسيا بوتين تدرك الأطماع العثمانية الخطيرة في شبه جزيرة القرم الروسية وإعادة إحياء مطالبتها بها أو بمضائق الدردنيل عام 2023 بعد مضي مائة عام على إتفاقية لوزان عام 1923.
على هذه الاستراتيجيات المستقبلية سيعمل بوتين على الحد من أحلام وأطماع أردوغان العثمانية في إدلب وعفرين كما فعلها يوما كمال أتاتورك عام 1939 في احتلال وإغتصاب لواء اسكندرون المحافظة الخامسة عشر من الجمهورية العربية السورية .
وأطلق عليها إسم هاتاي ، واليوم يعمل أردوغان في سباق مع الزمن لتحقيق حلمه وأطماعه التوسعية العثمانية كما فعلها قبل شهرين في قبرص الشمالية ، لكن الظروف والمعطيات الدولية ليست في صالحة لأن قرار ضرب وبتر أذرعه من التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها في الشمال السوري قد أتخذ والمسألة هي مسألة وقت .
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع