قال موقع Middle East Eye البريطاني إن ولي العهد محمد بن سلمان يحكم السعودية بتفرد كامل ويعامل شعبه كما لو أنهم جزء من ممتلكاته الخاصة.
وذكر رئيس تحرير الموقع ديفيد هيرست أنه في وقت يتم إعادة تشكيل الشرق الأوسط فإن بن سلمان يقدم نموذجا غريبا للطابع الشخصي البحث في الحكم.
وأشار هيرست إلى بن سلمان لم يتصالح حتى الآن مع الواقع الجديد القائم على الغياب العسكري الأمريكي سواء عن المملكة أو المنطقة.
وقال “ربما سيفعل بن سلمان ذلك الآن بعد أن سحب الرئيس الأمريكي جو بايدن للتو صواريخ باتريوت الخاصة به من المملكة ورفع الحظر الذي فرضه اثنان من أسلافه على الوثائق السرية بشأن مزاعم عن صلات الحكومة السعودية باثنين من خاطفي الطائرات في 11 سبتمبر”.
وأضاف “على عكس ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، يحمل محمد بن سلمان ضغائن شخصية. لا يستطيع أن يغفر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الدور الذي لعبه في إبقاء مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي على جدول الأعمال في واشنطن”.
وبذلك، أضر أردوغان بشكل دائم بسمعة محمد بن سلمان الدولية ، مما جعل تكرار رحلة إلى لندن والولايات المتحدة أمرًا مستحيلًا على الملك السعودي المستقبلي.
وحسب هيرست “لا تزال نفسية محمد بن سلمان – على الرغم من مظهرها الحداثي في الظهور كمصلح – متجذرة في ماضيه البدوي”.
وتابع قائلا: “كونه ملك المستقبل، فإن بن سلمان يعتبر شعبه ملكه ويعامله على أنه سيدهم، كما يتم التعامل مع الدول الأخرى من قبله وحده. إنه يقرر ما إذا كانت مملكته ستعترف بإسرائيل أم أنه، كما هو الحال الآن، يمكنه اللجوء إلى إسرائيل لتزويده بأنظمة دفاع صاروخي”.
وقبل أيام كشفت مصادر في الديوان الملكي عن عزلة شديدة يعانيها محمد بن سلمان انعكست على حالته النفسية المتدهورة ومزاجه السيء في ظل حالة الضعف الشديد التي يتسم بها واقعه داخليا وخارجيا.
وأبرزت المصادر ل”سعودي ليكس” أن موقف بن سلمان بات ضعيفا عالمياً كما هو ضعيف داخلياً أكثر من أي وقت مضى وهو ما يظهر بوضوح بحالة العزلة التي يعانيها.
وعلى خلاف الزعماء والقادة في دول الإقليم، يظهر محمد بن سلمان حبيس مقره في مدينة نيوم الساحلية لا يجري أي زيارات خارجية ولا توجه له أي دعوات شخصية رسمية.
وأكدت المصادر أن استغلال الأعمال الصبيانية التي يقوم بها محمد بن سلمان وتركيز الضوء عليها ستضربه في مقتل، لذلك لابد من العمل على تسويق أخطائه وإكسابها الديمومةِ اللازمة، فهو لا يقوى ولا يملك الإمكانيات اللازمة لمواجهة مثل هكذا أزمات.
وبحسب المصادر فإن بن سلمان يمر بوضع نفسي خطير، لدرجة أن أحد الوزراء المقربين منه يؤكد أن ولي العهد منهار ومزاجه متقلب فيغير المواعيد ومرتبك أثناء الاجتماعات.
ومنذ مطلع العام الجاري لم يجد بن سلمان أي دولة تستقبله وانقطعت جولاته خارج المملكة منذ نحو عامين بما يظهر العزلة الشديدة التي يعانيها.
وشكل هذا العام والذي سبقه الفترة الأقل نشاطا وزيارات خارجية لمحمد بن سلمان منذ وصوله إلى ولاية العهد منتصف العام 2017.
ويشار إلى أن الدول الأوروبية كانت رفضت بشدة أي مشاركة من محمد بن سلمان في القمة العربية الأوروبية التي انعقدت في مصر بسبب انتهاكاته لحقوق الإنسان.
وتحدثت مصادر موثوقة في الديوان الملكي عن جهود واتصالات أجراها فريق بن سلمان على مدار العام المنقضي من اجل تأمين زيارة أوروبية له تساهم في تحسين صورته لكن طلبه قوبل بالرفض الشديد.
كما لم يجرؤ محمد بن سلمان على المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في نيويورك بعد أيام رغم أهمية المحفل الدولي والمشاركة الواسعة من زعماء العالم فيه.
والسبب الرئيسي لتغيب بن سلمان طبيعية شخصيته المنبوذة دوليا بسبب جرائمه داخليا وخارجيا هو ما أكده مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
وجاء في المقال للكاتبين شين هاريس وجون هدسون، أن جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي “جعلت من بن سلمان شخصاً منبوذاً في المجتمع الدولي، وإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاول جاهدا في إعادة تأهيله وإعادته للساحة الدولية”.
وتتوارد تقارير المنظمات الحقوقية الدولية ووسائل الإعلام الغربية في إبراز انتهاج بن سلمان الحكم بالقمع وسحق أي معارضة.
إذ أنه تورط باعتقال عشرات الدعاة وناشطي حقوق الإنسان والصحفيين ومشايخ القبائل فضلا عن احتجاز أمراء ورجال أعمال ونهب أموالهم.
كما يتم تسليط الضوء على تهاوى خطط بن سلمان في جذب الاستثمارات الخارجية وتنشيط اقتصاد المملكة الذي يعاني من تدهور قياسي بفعل فشل رؤية 2030 الاقتصادية التي أطلقها ولي العهد.
إلى ذلك شوهت الحرب الإجرامية على اليمن وقتل آلاف المدنيين صورة بن سلمان وحولته إلى مجرم حرب يتم المطالبة بمحاكمته دوليا.
فضلا عن ذلك فإن ولي العهد سجل فشلا ذريعا في حماية منشآت المملكة والعجز عن الرد خاصة من جماعة أنصار الله “الحوثيين” المدعومين من إيران.
ويجمع مراقبون على أن المملكة ابتليت بحاكم متهور همه الأول التمسك بكرسيه وعرشه دون أي اعتبار مصالح ومستقبل شعبه.