ترجمة رنا قرعة -لبنان24
حذت سويسرا حذو أستراليا بعدما ألغت الأخيرة صفقة الغواصات الفرنسية واستبدلتها بأخرى نووية أميركية. فقررت سويسرا شراء طائرة F-35 من الولايات المتحدة الأميركية بدلاً من طائرة مقاتلة من طراز داسو رافال الفرنسية.
وبحسب ما جاء في موقع “ميدل ايست مونيتور” البريطاني، وبعد أقل من 24 ساعة، أعلنت رومانيا أنها لم تعد ترغب في توقيع عقد مع فرنسا، والذي بلغت قيمته 1.4 مليار دولار، لبناء أربع طرادات تابعة لبحرية “غويند”. وتزامن ذلك مع إعلان الاتحاد الأوروبي عن استراتيجية جديدة تتعلق بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، في إطار التعاون مع دوله الأعضاء.
ويقع التحالف العسكري الجديد الذي شكلته الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا – AUKUS لمواجهة الصين في إطار استراتيجية أميركية محددة. ووفقًا لهذا، فإن مركز الثقل العسكري الرئيسي الخارجي لأميركا سيصبح آسيا بدلاً من الشرق الأوسط، الذي بات مليئاً بالمشاكل والفساد والصراعات القبلية، والتي لم يعد أي منها مرتبطا بالولايات المتحدة. وبالتالي، لم تعد الأخيرة مهتمة بحماية عملائها في المنطقة. ولهذا سحبت بطاريات صواريخ باتريوت من السعودية وألغت صفقة أسلحة مع كل من السعودية والإمارات.
الشيء الوحيد الذي يهم الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بحسب الموقع، هو حماية إسرائيل، التي تم إنشاؤها لحماية مصالحها في المنطقة، لكن التحالف الجديد سيخدم هذا الغرض، حيث سيؤدي إلى توسيع دورها الإقليمي الاستراتيجي. علاوة على ذلك، فإن اتفاقيات إبراهيم و”تطبيع” بعض الدول العربية مع إسرائيل لها دور لتلعبه.
من المهم الإشارة إلى أن إعلان تحالف “أوكوس” تزامن مع قمة شنغهاي للتعاون، وقمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي جمعت بين روسيا ودول آسيا الوسطى. وجاء هذا الإعلان ليظهر بوضوح عن وجود حرب باردة بين أميركا والصين والتي بدأت بوادرها بالظهور أثناء رئاسة دونالد ترامب. فقد أعلن ترامب صراحة في خطة استراتيجية الأمن القومي لعام 2017 أن الصين هي العدو الرئيسي للولايات المتحدة.
وأثار تحالف “اوكوس” غضب الإتحاد الأوروبي، وليس فقط فرنسا التي وصفته بطعنة في الظهر، لأنها المرة الأولى التي تنشيء فيها الولايات المتحدة تحالفاً عسكرياً يتجاهل حلف شمال الأطلسي (الناتو). ورأى الأوروبيون أن الولايات المتحدة تخلت عن التزاماتها بالدفاع عن القارة أو “أوروبا القديمة” كما أطلق عليها وزير الدفاع الأميركي الأسبق دونالد رامسفيلد عندما عارضت غزو العراق. الآن، هذه القارة العجوز تبكي وتنوح من طعن أميركا المستمر لها في الظهر، تماماً كما يفعل أيتام أميركا في المنطقة العربية.
تعمل الولايات المتحدة الآن وفقًا لاستراتيجية بريطانية تركز على منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث تكمن بعض مستعمراتها القديمة و”الأيام الخوالي” للإمبراطورية. هذا ما عمل عليه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. من الآن فصاعدًا، ستظل المملكة المتحدة الشريك الأوروبي الاستراتيجي لأميركا خارج الاتحاد الأوروبي وستكون المفضلة على فرنسا وألمانيا في جميع المجالات الحيوية والحساسة للأمن والتكنولوجيا العسكرية.
من جهتها، هددت الصين بضربة نووية في حال نشوب حرب في المنطقة وأعلنت أن الصفقة تهدد الاستقرار الإقليمي وتشجع على سباق تسلح، وهذا هو الهدف. في حربها الباردة مع الصين، تلجأ الولايات المتحدة إلى أساليب الخمسينيات والستينيات حين كان عدوها يتمثل بالاتحاد السوفياتي. فهي تحاول إرهاق الصين من خلال سباق تسلح يلبي مصالح مصنعي الأسلحة الأميركيين ولوبياتهم القوية.
تحاول الولايات المتحدة عزل الصين الموحدة دوليًا من خلال قيامها بمناورات عسكرية استفزازية في بحر الصين الجنوبي. كل هذا يندرج في إطار حرب باردة جديدة. ومع ذلك، هناك خط رفيع بين الحرب الباردة والحرب المفتوحة، ويمكن تجاوزه لأسباب بسيطة نسبيًا، تماماً كما حدث في خلال الحرب العالمية الأولى. وبحسب الموقع، يمكن أن تتحول هذه الحرب الباردة إلى مواجهة نووية لا فائز فيها، مما يؤدي إلى جر بقية العالم معهم. ويمكن حدوث ذلك في وقت أقرب مما نعتقد.