محمد مدني-أحوال
منذ وصوله إلى السراي الحكومي، يتعمد الرئيس نجيب ميقاتي إطلاق مواقف وتصاريح إعلامية لدغدغة مشاعر المملكة العربية السعودية التي ترفض حتى “المباركة” له بولادة حكومته منذ 18 يومًا، وأكثر ما يجيده ميقاتي هو التعبير عن حزنه من مرور صهاريج المازوت عبر سوريا لمساعدة اللّبنانيين الذين يعيشون دون كهرباء وكأننا في العصور القديمة.
تشير أوساط سياسية، إلى أنّ رئيس الحكومة بات يدرك ضرورة أن تحظى حكومته بدعمٍ عربي وخليجي، لذلك نراه مصرًّا على استنكار خطوات حزب الله بشأن النفط الإيراني تارة، وإعلانه عدم سماحه بأن يكون لبنان منصة ضد العالم العربي تارة أخرى، في تصريحات واضحة الهدف والغاية، وهي كسب ودّ المملكة العربية السعودية التي لم تبارك ولادة الحكومة ولم تعلن عن أيّ نيّة لدعمها حتى يومنا هذا.
أمّا فيما يتعلق بعدم زيارة ميقاتي إلى سوريا بحجة عدم تعريض لبنان إلى العقوبات الدولية، تذكّر المصادر أن زيارة سوريا لا ينتج عنها أي عقوبات دولية على الإطلاق، وخير دليل هو الغطاء الأميركي لعملية استجرار الغاز من مصر والأردن عبر سوريا، وقد شهدنا زيارة وفد وزاري من حكومة دياب إلى دمشق للغاية نفسها، فلماذا يتذرّع ميقاتي بالعقوبات الدولية كي يمتنع عن زيارة سوريا في المدى القريب؟
تؤكد المصادر نفسها، أنّ “ميقاتي غير مرحّب به في دمشق، لأنّه لم يكن وفيًّا لها طوال سنوات الحرب الشرسة على النظام السوري الذي انتصر عسكرياً وشعبيًا في نهاية المطاف، بل تصرف ميقاتي معها كما تصرف أعداؤها وقاطعها ولم يحترم علاقته القديمة الممتازة معها وفضلّها عليه”.
من جهة أخرى، ذكرت مصادر دبلوماسية أنّ شخصيات السياسية اللّبنانية تقوم بتقديم تقارير للملكة العربية السعودية ضد الرئيس ميقاتي، تتضمن وقوفه إلى جانب حزب الله ودعم التيار الوطني الحر عبر إعطائه حصّة وازنة في الحكومة، بهدف التحريض على ميقاتي وحكومته.
وتكشف أنّ ميقاتي تلقى وعدًا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن يحاول تأمين زيارة له إلى المملكة، ليعرض وجهة نظره ومشروعه الإصلاحي، والتأكيد أنّ لبنان سيبقى وفيًا لأشقائه العرب وفي مقدمهم السعودية، وقبل أن يتبيّن التجاوب السعودي مع ماكرون، فإنّ ميقاتي لن يتقدّم بطلب موعد رسمي لزيارة السعودية.