أكدت مؤسسة القدس الدولية الثلاثاء، أن الاحتلال الإسرائيلي يعتدي على الدور التاريخي للأردن تجاه المسجد الأقصى، داعية إلى وقف هذا الاعتداء بما يستحق.
وقال رئيس مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية حميد الأحمر، في رسالة إلى العاهل الأردني عبد الله الثاني، اطلعت عليها “عربي21″، إن “اعتداء الاحتلال المتصاعد على الأقصى، شمل الدور الأردني، عبر إعادة تعريف دور الأوقاف الإسلامية من جهة تدير المسجد ذاته، إلى جهة تدير الوجود الإسلامي فيه”.
ولفت الأحمر إلى أن الأقصى يتعرض لاعتداءات غير مسبوقة، خاصة ما يتعلق بفرض الصلوات والطقوس اليهودية فيه، بصورة لم يشهدها منذ احتلاله عام 1967، منوها إلى أن جماعات المعبد المتطرفة، استغلت موسم الأعياد اليهودية الحالي، ووضعت نصب أعينها هدفا يتمثل بإقامة الطقوس اليهودية علنا في الأقصى، ونفخ البوق، وتقديم القرابين النباتية فيه، وصولا إلى السجود الكامل على الأرض.
وتابع: “هذه الجماعات دعت المستوطنين إلى المشاركة الكثيفة في هذه الطقوس، مدعية أنه لا توجد أي معوّقات تمنع مقتحمي الأقصى من أداء الصلوات في الأقصى، سواء من الأوقاف الإسلامية، أو من الشرطة الإسرائيلية”.
وأكد الأحمر أن هذه التطورات الخطيرة تحصل تحت رعاية شرطة الاحتلال، التي حظيت بتكريم “جماعات المعبد”، مضيفا أنه “لا شك في أن سلوك الشرطة الإسرائيلية الذي تطور من منع الطقوس اليهودية في الأقصى إلى السماح بها، وحماية من يقوم بها، ليس بعيدا من تطور المواقف السياسية الإسرائيلية التي تصبُّ في خانةِ تمكين المتطرفين الصهاينة من اقتحام الأقصى، والصلاة فيه في كلّ الأوقات، وبلا قيود”.
وشدد على أن هذا التمادي الإسرائيلي الخطير يحدث في ظلِّ ضعفٍ ملحوظ في أداء الأوقاف الإسلامية في القدس؛ إذ تحوَّل حراس الأقصى التابعون لها إلى متفرجين فقط على استباحة الأقصى، بعدما كانوا خطَّ الدفاع الأول عنه، فيما زاد من تراجع دور الحراس، قرار مدير دائرة الأوقاف بمنع أي حارس أو موظف فيها من تصوير اقتحامات الأقصى، والاعتداءات عليه، ومنعهم من أي تصريح، أو نشر أخبار تتعلق بالمسجد، وهذا شجّع قطعان المستوطنين على إقامة طقوسهم، وتنفيذ اعتداءاتهم على المسجد بلا رقيب ولا حسيب”.
وحذّر الأحمر من أنّ اعتداءات الاحتلال، وشرطته، ومنظّماته، ومستوطنيه بلغت حدًّا يهدد هوية المسجد في صميمها، ويهدد حصرية المسؤولية الإسلامية عنه، ممثلة بدور الأردن الذي حمل أمانة شؤون إدارة شؤون المسجد، ورعايته، والدفاع عنه طوال العقود الماضية.
وأكد الأحمر أنَّ هذا التهديد يجب أن يُقابَل بموقف أردني رسمي وشعبي حازم، متسلّح بأوراق القوّة الموجودة، وفي طليعتها التفاف الأمة حول حقِّها الحصريِّ بالمسجد الأقصى وإدارته، وهذا الموقف يشتد قوةً إذا رافقته قرارات تتعلق بمراجعة حقيقية لجدوى العلاقة مع الاحتلال الغاشم، وإعادة النظر في بنية الأوقاف وهيكليتها، وتمكينها من كل ما يسندها في حماية الهوية الإسلامية للمسجد الأقصى في إطار استراتيجية مواجهة تستجيب لهذا التحدي الوجودي بما يناسبه، بالاستناد إلى نضالِ الشعب الفلسطيني الذي لا يتوقف دفاعًا عن أقصاه، وتفاعل شعوب الأمة المستمر مع قضية الأقصى.
وقال الأحمر: “إنّنا نكتب إلى جلالتكم من موقع التقدير والمسؤولية التي تقتضي التوقّف أمام الأخطار المحدقة بكل وضوح وصراحة، إنّ التراجعات التي فرضها الاحتلال على الأوقاف الإسلامية في القدس قد وصلت إلى إعادة تعريف دورها وعلاقتها بالأقصى باعتبارها تدير “الحضور الإسلامي” في الأقصى ولا تدير المسجد الأقصى بذاته؛ وهي المهمّة التي باتت تتولاها شرطة الاحتلال بشكلٍ لا يخفى، وهو عدوان صهيوني سافر على دور الأردن وأمانته التاريخية تجاه المقدسات، وهو ما يحتم ضرورة التوقف عند هذه التطورات الخطيرة بما تستحقّ”، بحسب ما ورد في الرسالة.