ميقاتي لأسبوع عمل يمهّد لإطلاق خطة الكهرباء والمفاوضات مع صندوق النقد / رعد: يشحذون كلّ أسلحتهم للمعركة الانتخابية… لكنهم «زحطوا» بالمازوت / «القومي» يحيي شهادة خالد علوان وعملية الويمبي: لتفعيل معاهدة التعاون مع سورية /
كتب المحرر السياسي-البناء
في مناخ دولي تظلله العودة إلى مفاوضات فيينا الخاصة بالملف النووي الإيراني، بعدما نضج الموقف الأميركي بقبول العودة غير المشروطة إلى الاتفاق النووي من دون أوهام إضافة بنود للتفاوض أو الحفاظ على إبقاء بعض العقوبات، وبيئة إقليمية ترسم إطارها العودة العربية إلى سورية، وقد شهدت نيويورك على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، لقاءات وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد بعدد من وزراء الخارجية العرب كان أبرزها اللقاء المفصلي بوزير الخارجية المصري سامح شكري، يبدأ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أسبوع التمهيد لانطلاق العمل الحكومي على ثنائية أولوية الكهرباء والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي.
إنجاز خطة واضحة تحدد المطلوب في ملف الكهرباء يفتح الباب للتدقيق في طبيعة الغاز المصري الذي سيتمّ ضخه عبر الأردن وما إذا كان مصدره كيان الاحتلال، ومثله التدقيق بالكهرباء الأردنية وما إذا كانت تنتج بالغاز «الإسرائيلي»، قبل المضي قدماً في تنفيذ الخطوات اللازمة إدارياً وتقنياً لإتمام مقدمات عملية الاستجرار، كذلك التفاوض مع صندوق النقد الدولي يفترض حسم الآلية التي ستعتمدها الحكومة لتحديد الخسائر وكيفية توزيع أعباء تحملها، بالمقارنة مع خطة حكومة الرئيس حسان دياب التي وقفت المصارف ووقف مصرف لبنان بوجهها، بالتالي تحديد التوازن الاجتماعي الذي ستعبّر عنه الحكومة مالياً في ظل تحرك مصرفي لرمي أثقال الخسائر على المودعين والدولة طمعاً بما تبقى من الودائع وأملاك الدولة ومؤسساتها.
بالتوازي تستمر التحقيقات الخاصة بانفجار مرفأ بيروت في الواجهة، سواء لجهة مصير مهمة المحقق العدلي القاضي طارق البيطار في دعاوى كف اليد والردّ والارتياب المشروع التي تنتظره، أو لجهة الحقائق المخفية في قضية نيترات البقاع التي تلقي بظلالها على قضية المرفأ من زاوية فتحها ملف سرقة النيترات من المرفأ ونقلها إلى البقاع وصولاً إلى عرسال لحساب الجماعات الإرهابية المسلحة، وتوضيح الجواب عن سؤال حدود تورط القوات اللبنانية في ذلك بعدما بات ثابتاً دور شركة الإخوة صقر المحسوبة على القوات في قضية نيترات البقاع.
الملفات الداخلية التي خلطت أوراقها سفن كسر الحصار، وقدم من خلالها حزب الله صوراً مغايرة لذاكرة اللبنانيين في التعامل مع القضايا الشعبية وأولويات الأحزاب، تبدو متمحورة حول الاستحقاق الانتخابي المقبل، حيث بدأت التحضيرات من قبل كل الأطراف، وأعلن نائب الأمين العام لحزب الله إطلاق ماكينة الحزب الانتخابية، بينما قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد إن خصوم المقاومة يشحذون كل أسلحتهم للنيل منها ومن حلفائها في المعركة الانتخابية، وقد وضعوا في يد سلاح العقوبات والتلويح بها بوجه حلفاء المقاومة ومرشحيهم، وفي اليد الأخرى موازنات مالية هائلة لخوض السباق الانتخابي، لكن رعد أضاف أن هؤلاء جميعاً «زحطوا بالمازوت»، مشيراً إلى حجم التأثير الذي بدت تداعياته تظهر مع توزيع المازوت الإيراني في كل المناطق وبصورة عابرة للطوائف، بما يقلق المراهنين على إضعاف المقاومة وحلفائها في المعركة الانتخابية المقبلة.
وفي قلب خيار المقاومة وثقافتها وتذكيراً بثوابتها أحيا الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى عملية الويمبي والشهيد خالد علوان في احتفال أقيم في شارع الحمراء، حيث نفذ الشهيد خالد علوان عمليته التي سقط فيها ضباط وجنود جيش الاحتلال برصاصات المقاومة الأولى، ودعا الحزب إلى الحفاظ على منجزات المقاومة، وإعطاء الأولوية لقضايا الناس، معتبراً أن من أولى مهمات الحكومة معالجة الهموم المعيشية الضاغطة، وأن الأولوية السياسية الراهنة التي تفتح أبواب الكثير من الحلول الاقتصادية، هي لتفعيل معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق مع سورية.
أحيا الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى عملية «الويمبي» وبطلها الشهيد خالد علوان باحتفال حاشد في مكان تنفيذ العملية ـ شارع الحمرا الرئيس، شارك فيه قوى وحركات وأحزاب المقاومة وفصائل رمزية من النسور والأشبال وجمع كبير من القوميين والمواطنين.
وألقى كلمة الحزب عميد العلاقات العامة الدكتور جورج جريج، الذي أكد أن «رصاصات خالد علوان البطل والشهيد شاهد على صراع بين إرادتين، إرادة احتلال عنصري غاشم، وإرادة قيامة أمة باحتشاد العز في طلقات قلبت المعادلة وحوّلت الغزاة إلى مندحرين، وأعادت لبيروت صفاء سمائها، بنسمات الحرية، وعزفت أهازيج النصر، وثبتت مسار فعل السيادة، وملأت فضاءات بيروت بصراخ جنود العدو «يا أهل بيروت لا تطلقوا النار إننا راحلون».
ودعا جريج الحكومة لأن تبادر إلى اتخاذ الإجراءات العملية، لمنع انهيار ما تبقى وإيجاد العلاجات المطلوبة، لتعزيز قدرة المواطن على الصمود، خصوصاً أننا على أبواب عام دراسي جديد، الأمر الذي يشكل تحدياً جدياً لقدرة الحكومة على التعامل مع مفاعيله الداهمة في وسط الأزمات، ليكون الانكباب على العمل عنواناً نحكم على أساسه وننتصر دوماً وأبداً لوجع الناس وكرامتهم. كما طالب الحكومة أن تبذل الجهود وتكثّف المساعي وتفعّل المشاورات، مع الحكومة السورية، ليس فقط لإمرار الغاز والكهرباء، بل تفعيلاً لمعاهدة الإخوة والتعاون والتنسيق، وتنفيذاً للاتفاقيات المشتركة، وبحثاً عميقاً في الملفات الحيوية، وتأكيداً للحقيقة العلمية المتمثلة بوحدة الدورة الاقتصادية بين كيانات الأمة». وتابع: «نعم، نحن نرى وجود مصلحة للشعب، في هذا التكامل الاقتصادي، ونؤمن بذلك، ونعمل لتحقيقه، وأنطون سعاده مؤسس الحزب، كان واضحاً بالتأكيد أن «الرابطة الاقتصادية هي أساس الرابطة الاجتماعية وفي هذا السياق جاءت مبادرة الحزب، في طرح مشروع قيام مجلس تعاون مشرقي، يشكل إطاراً للتعاون والتساند والتآزر على مستوى الأمة.
وشدد على أن سورية ـ الشام هي رئة لبنان، وإن صمودها شعباً وجيشاً ومقاومة، بقيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد، وتصديها بحزم وبسالة، للحرب الإرهابية الكونية، حمى لبنان من التحول إلى بؤرة فوضى، لا بل أن انتصار سورية على الإرهاب، شكل عنصر قوة لبنان في معركته لدحر الإرهاب، ولتثبيت وحدة مركزية الدولة بمواجهة مشاريع الفدرلة والتقسيم، فكل الشكر لسورية، التي لم تتخل يوماً عن دعم لبنان واحتضان مقاومته، ومساندته في التغلب على المحن والصعاب وفي مواجهة العدوان والاحتلال والشكر للعراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولجميع الدول التي أسهمت في الوقوف إلى جانب لبنان ونجدة أبنائه. ونقدّر عالياً مبادرة حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصرالله لكسر الحصار الأميركي، والتخفيف من أعباء الناس ومعاناتهم.
ورأى جريج أن الحياد الملون والمقنع هو دعوة للانقلاب على ثوابت لبنان وخياراته ودماء شهدائه، وعلى الهوية والدور، وعلى نهج المقاومة، هذه المقاومة التي نستظل اليوم فيء وهج انتصاراتها، نؤكد تمسكنا بها خياراً لا يحتمل المساومة، ونهجاً لا يحتمل أنصاف المواقف، ونؤكد بأننا على هذا النهج ثابتون، ثبات الأرز في لبنان وشامخون كشموخ صنين.
وفي سياق ذلك أدان عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي معن حميّة مؤتمر أربيل الذي دعا إلى التطبيع مع العدو الصهيوني ودعا إلى اعتبار رعاة المؤتمر والمشاركين فيه، مجموعة أشرار تعمل لمصلحة عدو يعيث قتلاً وإجراماً بحق أبناء شعبنا في فلسطين.
وقال في بيان: أن انعقاد ما سُمّي بـ «مؤتمر السلام والاسترداد» في مدينة أربيل العراقية، واتخاذه منصة لإطلاق الدعوة إلى التطبيع مع العدو الصهيوني، يشكل تحدياً صارخاً لموقف العراق واستفزازاً لمشاعر كلّ أبناء شعبنا والشعوب العربية وأحرار العالم، الذين يدعمون المسألة الفلسطينية العادلة وحق الفلسطينيين في المقاومة لتحرير أرضهم من الاحتلال الصهيوني. وأضاف: أن هذا المؤتمر التطبيعي، لا يعبّر عن إرادة أبناء شعبنا في العراق، ولا عن موقف الدولة، بل هو محاولة ميؤوس منها للزجّ بالعراق في أتون الدعوات المشبوهة، خصوصاً أن العراق وقف دائماً ولا يزال إلى جانب فلسطين ومقاومتها.
في غضون ذلك، تترقب الساحة الداخلية نتائج زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى فرنسا، لا سيما لجهة إعادة إطلاق مؤتمر سيدر لدعم لبنان مالياً في إطار إعادة النهوض الاقتصادي، وعلمت «البناء» أن أجواء زيارة ميقاتي كانت إيجابية والمسؤولون الفرنسيون أبدوا كامل استعدادهم لدعم لبنان بمساعدات مالية واستثمارات في قطاعات عدة لكنها مشروطة بحزمة إصلاحات مالية واقتصادية بالتوازي مع استئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي»، لكن مصادر وزارية تشير إلى أن «هذه الإصلاحات التي يطالب بها المجتمع الدولي وفرنسا تحتاج إلى وقت ودراسة معمقة وإلى توافق داخل الحكومة لكي لا تزيد في الدين العام أولاً ولكي لا تأتي على حساب المواطنين».
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظم احتفالاً حاشداً لميقاتي في قصر الإليزيه قبل أن ينتقل ميقاتي إلى بريطانيا على أن يعود إلى بيروت نهاية الأسبوع. ومن المتوقع بحسب مصادر «البناء» أن يعقد مجلس الوزراء جلسة الأربعاء المقبل في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون وعلى جدول أعمالها جملة بنود، لا سيما رفع الدعم والبطاقة التمويلية وملف ترسيم الحدود، على أن يضع ميقاتي عون ومجلس الوزراء في أجواء زيارته إلى فرنسا وبريطانيا وسيبلغ المجلس ضرورة الإسراع بإنجاز الإصلاحات المطلوبة وبدء التفاوض مع صندوق النقد.
وكان ميقاتي استقبل في مقر إقامته في لندن وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جيمس كلفرلي، في حضور سفير لبنان لدى المملكة المتحدة رامي مرتضى. وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وحاجات لبنان في هذه الأوقات الصعبة ودور بريطانيا في دعمه ومساندته، ومواكبتها لخطة النهوض الاقتصادي التي تعمل عليها الحكومة. وعلمت «البناء» أن ميقاتي سيقوم بجولة عربية تشمل قطر والكويت ومصر وربما الإمارات والسعودية.
ولفت مصادر سياسية لـ«البناء» إلى أن «القوى الغربية لا سيما واشنطن وباريس ترى أن المهمة الأساسية للحكومة هي تأمين الاستقرار الداخلي كمرحلة مؤقتة للانتخابات النيابية وإجراء هذه الانتخابات أملاً بتظهير موازين قوى جديدة كتقليص كتلة التيار الوطني الحر وحزب الله وإدخال قوى جديدة إلى البرلمان من ممثلي الحراك المدني لكي تصبح هناك «كوتا» نيابية تدين بالولاء المباشر للأميركيين والفرنسيين إضافة إلى قطع الطريق على تعاظم النفوذ الإيراني في لبنان». وتوقعت المصادر معركة سياسية ساخنة قبل الانتخابات المقبلة كون المجلس النيابي الجديد هو الذي سينتخب رئيس الجمهورية المقبل، مشيرة إلى معركة أخرى تلي معركة الاستحقاق النيابي هو استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية لا سيما أن قوى وشخصيات عدة تعتزم خوض هذا الاستحقاق في ظل رهانات خارجية على نتائجه».
وفي سياق متصل قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد: «عادوا للتمسكن وشكلوا حكومة نواكبها من الداخل والخارج، ويهيئون الآن الفرصة من أجل خوض الانتخابات النيابية». وأضاف يحضرون كل العتاد والعدة وسنشهد ضغوطاً كبيرة على المرشحين من الذين يؤيدون نهج المقاومة، وسيمنعون إذا استطاعوا أن تكون هناك تحالفات وسيضغطون على سحب عدد من المرشحين الذين يمكن أن ينجحوا ويكونوا في صف المقاومة. سيضغطون عليهم إما بالتهديد بمصالحهم خارج البلاد أو بتهديدهم بعقوبات ستفرض عليهم، وبخاصة إذا كانوا يعملون ولهم مصالح خارج البلاد، وسيحاولون شراء الذمم ودفع أموال باهظة من أجل أن يعدلوا موازين القوى ويسيطروا على الأكثرية المقبلة في المجلس النيابي». وأضاف: «كل ذلك توهم منهم بأنهم يستطيعون أن يغيروا المسار السياسي في هذا البلد ويأخذوه إلى حيث أخذوا بعض دول الخليج لمصالحة العدو الإسرائيلي وتطبيع العلاقات معه. سنواجه هذا الاستحقاق بكل ما يتاح لنا قانوناً وسنخوض هذه المعارك الانتخابية وثقتنا كبيرة بشعبنا وبوعي أبناء البيئة المقاومة، وسنشرح كل ما لدينا للناس حتى يكونوا على اطلاع ووضوح كامل بالموضوع».
على صعيد أزمة المحروقات، سجلت حلحلة جزئية في ما خص أزمة البنزين حيث لوحظ تراجع طوابير السيارات أمام المحطات، وذلك بعدما سلمت أغلب الشركات المادة إلى المحطات التي فتحت أبوابها يوم السبت الماضي وعملت على تعبئة البنزين للمواطنين الذين رحبوا بهذا الانفراج، إلا أن مصادر نفطية أشارت لـ«البناء» إلى أن هذا الانفراج مؤقت حتى بداية الشهر المقبل حيث من المتوقع تكرار السيناريو مرة أخرى حيث سيصار إلى تقنين توزيع المحروقات من قبل الشركات خوفاً من الرفع الكامل للدعم ما يعيد أزمة الطوابير إلى حالها قبل أن يرفع مصرف لبنان الدعم كلياً لتعود الأمور إلى طبيعتها. وتوقعت المصادر أن يبلغ سعر صفيحة البنزين بعد تحرير سعرها إلى 250 ألف ليرة.
وكان شركة الأمانة للمحروقات قد واصلت توزيع مادة المازوت الإيراني على المؤسسات في مختلف المناطق اللبنانية، حيث حطت رحالها في محافظة عكار وسلم عدداً من أفران المنطقة في بلدات الحيصا، التليل، شربيلا، وعكار العتيقة وسط ترحيب أصحاب هذه المؤسسات والأهالي على أن تستكمل عمليات شحن المازوت خلال الساعات والأيام المقبلة لتسليم هذه المادة إلى المؤسسات المختلفة، لا سيما المؤسسات الصحية والإنسانية. إضافة إلى آبار المياه التابعة للبلديات وإلى أصحاب مولدات الاشتراكات الكهربائية.
وأعلن نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، أنّه «في حال لم تتحرّك الشركات ومصرف لبنان لتأمين حاجات البلاد من المحروقات سنستمر بإدخال المواد النفطية»، مؤكداً أن «حزب الله على استعداد لإدخال المازوت عبر المعابر الحدودية المعروفة ولكنّ البعض في البلد يخاف من أميركا وعقوباتها». وفي حديث عبر قناة «المنار»، قال قاسم إن «الكميّة التي طلبها التجار اللبنانيون وصلت إلى نحو 25 مليون ليتر». وأشار إلى أن موازين القوى هي التي أتت بالمازوت الإيراني إلى لبنان، وأي اعتداء إسرائيلي على لبنان سيقابله ردّ من حزب الله حتى لو جرّ إلى حرب». ولفت قاسم إلى أن «المشاكل الأساسية في عدم وجود خطط اقتصادية والفساد والعقوبات الأميركية هي التي أوصلت البلاد إلى هذه الحال»، قائلاً: «المازوت الإيراني الذي مرّ عبر سورية بواسطة حزب الله كسر أهم حصار على لبنان منذ تاريخه حتى الآن».
ورأى قاسم أن «الحكومة اللبنانية هي المسؤولة عن متابعة أيّ إشكال في موضوع ترسيم الحدود»، وقال: «نحن ننتظر موقف الحكومة اللبنانية في موضوع الحدود البرية والبحرية وحين يصل دورنا نقوم بواجبنا».
على صعيد ملف شاحنة النيترات المضبوط في بعلبك، فقد تم ترك غ. الصلح، خ. الحجيري، م. السحاب، م. درويش و ا. الشمالي العاملين في مؤسسة الصلح، بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام.
وأشار عضو كتلة «الوفاء للمقاومة»، النائب حسن فضل الله، إلى أن «الاستمرار في إخفاء المعطيات الحقيقية عن مصدر نيترات البقاع، وطريقة دخولها إلى لبنان وتخزينها خلافاً للقانون، يطرح علامات استفهام كبيرة حول الخلفيات والجهات التي تحاول طمس هذه القضية المحورية، لأنه بات من الواضح أن الكشف عن خيوطها سيؤدي إلى معرفة أمور كثيرة، حول كيفية إدخال النيترات إلى لبنان، والجهات التي تقوم بذلك، بما فيها نيترات المرفأ». ولفت، في تصريح، إلى أن «الأجهزة الأمنية والقضائية، مدعوّة لتقديم إجابات شافية للرأي العام، عن الأسئلة الجوهرية المشروعة حول هذه القضية، وتبديد أي شكوك تثير مخاوفه»، وتساءل «من هي الجهات التي أتت بهذه النيترات، ومن أين، وكيف أدخلتها، ومن سهّل لها، ولأي غرض حقيقي، وهل تمّ التحقيق مع جميع المشتبه بهم، وأي علاقة لذلك كله بنيترات المرفأ؟».
وكان جعجع حاول التنصل من المسؤول القواتي مارون الصقر وشقيقه إبراهيم الصقر، مشيراً إلى أنه تم تجميد عضوية الصقر من القوات حتى انتهاء التحقيقات معه.
وفي مؤشر على ارتفاع مستوى الخطاب السياسي قبيل أشهر قليلة من موعد الانتخابات النيابية، انفجر السجال بين القوات والتيار الوطني الحر، فبعد الانتقادات اللاذعة التي وجهها جعجع للرئيس عون والنائب جبران باسيل شن عضو تكتل «لبنان القوي»، النائب زياد أسود هجوماً شرساً على جعجع، بالقول، «الدور المسيحي، يا سمير، يفرض تصحيح الخلل الذي ارتكبته عام 1988، بضرب الجيش والمناطق الحرة وتسليمها للسوري والسعودي، وإنهاء الحالة السياسية للمسيحيين، ويدخُل فيها رهانك، أن تتخلص من الجميع، وشعار اعرف عدوّك والأمر لي وحالات حتماً ما سقطت، في الوقت الذي هربت من عين الرمانة إلى الشياح»، موضحاً أن «وقت «كنت عم تقرق» مع وليد جنبلاط على حرب الجبل وغيرك كان يقاتل ويستشهد، هل كنت تقوّي الدور المسيحي أو كنت تخدعه وتستعمله بمؤامرة كنت شريكاً فيها بتهجير الناس وتعريضهم للقتل بحروبك «البايخة».