علي منتش -لبنان24
يبدو أن التوجه بات محسوماً لاجراء الانتخابات في نهاية شهر آذار المقبل، مع ما يعنيه ذلك من بدء الحملات الانتخابية المباشرة وغير المباشرة وبدء نسج التحالفات بين القوى السياسية في هذه الدائرة وتلك، خصوصاً ان التحالفات ستكون احدى أهم عناصر المعركة المقبلة.
يعلم تيار المستقبل هذه الحقيقة جيداًً ويعلم ان واقعه الشعبي ليس كما يريده هو، لذلك فهو يعمل على عقد تحالفات في مناطق نفوذه لتجنب الخسائر النيابية.
يحقق المستقبل هدفين من عقد تحالفات انتخابية واسعة، الاول تكريس زعامته للشارع السني وتحسين وضعه الشعبي من خلال توحيد اصواته مع اصوات الحلفاء المفترضين، اما الهدف الثاني فهو تضييق الخناق على المجتمع المدني.
لا يرغب التيار الازرق ان يخرج المجتمع المدني بعد الانتخابات، ممثلا في الساحة السنية، لان ذلك قد يحرجه شعبيا الى حد كبير وسيفتح الباب امام توسع القدرة الاستقطابية للمعارضين الجديين للسلطة في لبنان.
يحاول المستقبل نسج تحالفات جدية، ليس مع حلفائه التقليديين فقط، انما مع خصومه ايضا، اي جزء من “سنّة” الثامن من اذار، وهذا ما يسعى اليه في الشمال وبيروت وغيرها من الاقضية الانتخابية.
لكن المساعي المستقبلية فشلت في صيدا اذ لا يبدو ان النائب اسامة سعد يرغب بعقد تحالف مع المستقبل، لكن الامر لا يؤثر على نتائج الانتخابات لان نجاح النائب بهية الحريري مضمون، اما فوز المستقبل بنائبين فدونه عقبات كثيرة.
ازمة المستقبل تتمثل في دائرة الشوف وعاليه، اذ لا مؤشرات جدية على امكانية حصول اي تحالف مع الحزب التقدمي الاشتراكي، كما ان التقارب مع “القوات اللبنانية”مستبعد، وبالتالي فإن امكانية حصول مرشح” المستقبل” على الحاصل الانتخابي سيكون صعباً.
هذا الامر سينطبق على دائرة بعلبك الهرمل، خصوصاً اذا استمرت الخصومة مع “القوات”، وعليه فإن المستقبل سيحسن وضعه في بعض الدوائر من خلال تحالفاته، لكنه في الوقت نفسه ستكون امامه معارك صعبة في دوائر اخرى بسبب انعدام هذه التحالفات.