علي ضاحي -الديار
الملف اللبناني عاد الى واجهة الاهتمام الدولي، لا سيما الفرنسي والأميركي مع تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الثالثة، والاخيرة في عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون .
ومع الاطلالة الخارجية الأولى من المنبر الديبلوماسي الأوروبي الأول في العالم، والخامس عالميا، على اعتبار ان فرنسا من بين الخمسة الكبار الفاعلين في مجلس الأمن، تتوقع اوساط ديبلوماسية رفيعة في محور المقاومة ان يقود لقاء «الاليزيه» بين ميقاتي و»عراب» الحكومة والتسوية الحالية الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الى فتح الأبواب أمام «حكومة التبريد الداخلي»، وانتظار الاستحقاقات الكبرى في المنطقة. وتشير الى أن «تكملة» المبادرة الفرنسية «الماكرونية»، هي الجانب الاقتصادي والمالي ووضع حد للغرق في مستنقع الانهيار والافلاس اللبناني.
وتلمح الاوساط الى أن جدول ميقاتي سيكون مزدحما باللقاءات الخارجية في مطلع تشرين الأول المقبل، وقد تكون قطر والكويت وتركيا المحطات القادمة على روزنامته، على ان تكون زيارة السعودية ترجمة للتقارب بين طهران والرياض.
وفي السياق تكشف الاوساط، ان اللقاء الاخير بين ممثلي إيران والسعودية كان ايجابيا برعاية العراق، رغم ان الاتفاق على الملف اليمني معقد ويتطلب وقتاً نظراً لتشعب ملفاته الأمنية والعسكرية والسياسية والإنمائية والاغاثية، واعادة الأعمار، بعد وقف الحرب، وصولا الى شكل المصالحة الداخلية اليمنية والنظام السياسي للسلطة. وتضيف الاوساط انه قد يكون لبنان والعراق وسوريا من الملفات الاسهل، والتي قد تستفيد اقتصاديا من تقارب طهران والرياض المتقدم، والذي سيستفيد من مرحلة انتقالية في المنطقة، وتليها مرحلة تبريد قبل «التسوية الكبرى» بين اميركا وايران حول الملف النووي الإيراني.
ومواكبة لهذا المناخ التبريدي والتهدوي، يصل الى بيروت نهاية أيلول الجاري وزير خارجية إيران، الديبلوماسي المخضرم، حسين أمير عبد اللهيان، والعائد من لقاءات ماراتونية التي عقدها خلال الفترة الزمنية القصيرة التي اقامها في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، بما فيها وزير الخارجية السعودي، ناهيك يشخصيات طلبت لقاءه.
ويحمل معه عبد اللهيان خلال جولة تشمل سوريا ولبنان حصيلة هذه اللقاءات، وسيعكس المناخات الايجابية المقبلة على المنطقة والتي ستضمن انجاز استحقاقات لبنان الانتخابية والرئاسية في مناخ تبريدي، كما سيستفيد لبنان من الأجواء الايجابية لترجمتها ماليا واقتصاديا خصوصا في ملف التفاوض مع صندوق النقد الدولي والافراج عن قسم من قروض مؤتمر سيدر والألفة 11 مليار دولار.
وتتوقع الاوساط ان يواكب التقارب الإيراني – السعودي تهدئة اعلامية وسياسية، ولن يكون حزب الله ومحور المقاومة بعيدين عنها مواكبة لهذه الايجابيات، والتي قد تظهر مفاعليها خلال اسابيع.
واشارت الاوساط الى ان الحكومة بدورها ستستفيد من التبريد الحاصل اقليمياً ودولياً، وسيكون طرح الملفات الشائكة عبر لجان وزارية مصغرة او «ميني مجلس وزراء»، وستعقد تفاهمات وتذلل العقبات مع «القيادات السبعة»، وقبل عرضها على مجلس الوزراء لاقرارها سريعاً، ومن دون الغرق في السجالات او العرقلة، ولكون الوقت ضاغطا والاستحقاق الانتخابي النيابي اصبح داهماً، بعد اقل من 7 اشهر مع تردد تقريب الموعد الى 27 آذار 2022 وليس 8 ايار 2022 بسبب حلول شهر رمضان المبارك.