بعد صمت سياسي وميداني استمر اشهر اطلت ادارة الرئيس بايدن بخطوات ومواقف ما كان لتكون او تحصل خلال ست سنوات او ولايتين رئاسية !
خطوات لا يمكن تجاهلها او التقليل من حجم اتخاذها ومن مدى تداعياتها ، لانها أرست تحولات على مستوى العالم بكل اتجاه سياسي واقتصادي وعسكري ، بل غيرت وجه امريكا بشكل كلي بالسياسة الخارجية لم يشهد على مدى عقود مثيل له ؟
واذا اردنا ان نبرز بشكل مختصر مشهد التحول الكبير يمكن لنا نذكر بعض النقاط التي تبين هذا التغيير الكبير ..
أولاً الانسحاب العسكري الاحادي من أفغانستان دون حتى ترتيب الامر مع الحلفاء الذين يشاركون امريكا هناك بالتواجد العسكري ، ودون خارطة طريق او ضمانات لمستقبل هذا البلد الذي ترك كلياً لحركة طالبان ..
ثانياً بدء الانسحاب الامريكي من العراق بنفس الأسلوب المتبع مع قوات التحالف في أفغانستان ، والإعلان عن نية الادارة الامريكية الانسحاب التدريجي من سوريا دون التحدث او الاتفاق مع تركيا كما كان الحال مع ادارة ترامب ، غض نظر الادارة الامريكية عن دعم روسيا للجيش السوري بالسيطرة الكاملة على الجنوب السوري ، وإعداد موسكو مع طهران ودمشق لإنهاء ملف ادلب ومنطقة شمال شرق الفرات وتثبيت حكم الرئيس الاسد وبدء عودة العلاقات المباشرة معه من الدول العربية وعددا كبيرا من الدول الغربية ..
ثالثا شطب حركة أنصار الله عن لائحة العقوبات والاكتفاء بالعقوبات على أفراد بالحركة وليس الحركة ككل ؟ ومن ثم اعلان ادارة بايدن بوجوب وقف الحرب السعودية على اليمن بشكل فوري وما تبع ذلك من انسحاب إمارتي ملموس من هذه الحرب تنفيذاً لرغبة واشنطن !
رابعاً ولأول مرة منذ انشاء الكيان العبري يتم تعليق بند بمجلس النواب الامريكي يتعلق بتقديم الحكومة الامريكية مليار دولار لتأهيل القبة الحديدية ومطالبة النواب الديمقراطيين بشطب هذا البند من موازنة الحكومة المركزية وهذا ما حصل ..!
خامساً سحب منظومات الدفاع الجوي الامريكي من السعودية دون سابق إنذار بظل تصاعد الهجمات الصاروخية الحوثية على عمق المملكة واستمرار مقاطعة بايدن لاي تواصل او اتصال مع ولي العهد محمد بن سلمان منذ تولي بايدن الرئاسة الامريكية !
سادسا ما يتواتر من معطيات شبه مؤكدة يتحدث عنها الاعلام الامريكي المقرب من بايدن حول اقتراب اتخاذ ادارته قرار بفرض عقوبات قاسية على اردوغان بذريعة صفقة الاس ٤٠٠ مع روسيا ..؟
سابعاً اعداد الجيش الامريكي للخطط العملانية لانتقال القوات والقواعد العسكرية الامريكية المنسحبة من الشرق الأوسط وإضافة قوات اخرى الى الانتشار وتوسيع الانتشار بالمحيط الهندي والهادي والدول المحيطة بالصين ..
ثامناً ضربة العصر التي وجهتها ادارة بايدن لفرنسا عبر إلغاء صفقة الغواصات مع وأستراليا لحساب واشنطن مما ادى الى توتر غير مسبوق بين باريس وواشنطن ادى الى سحب فرنسا سفراءها من امريكا وأستراليا واستنفار دول الاتحاد الأوربي لدعم باريس والتلويح جدياً بإلغاء حلف الناتو مع امريكا والعمل على انشاء قوة أوربية بديلة عن الحلف !!
تاسعاً الخطوة الاولى من نوعها التي تتخذها ادارة أمريكية مع مصر منذ ايّام عبد الناصر عبر خفض واشنطن قيمة المساعدات المالية للقاهرة بذريعة عدم احترام الحكومة المصرية لحقوق الانسان
أمور كثيرة لا يمكن عدها بتسع او عشر والكثير من الأرقام!! تعكس تحولات بايدن على مساحة الخارطة العالمية والسياسة الخارجية لإدارته وكل تحول يحتاج الى بحث معمق ومطول لان تداعياته غير محدودة على الإطلاق ..
عباس المعلم / كاتب سياسي