موقع الخنادق
سحب أعضاء تابعين للحزب الديمقراطي في مجلس النواب الأمريكي، مشروع قانون يقضي بتمويل عسكري بقيمة مليار دولار، من اجل تطوير نظام القبة الحديدية التابع لكيان الاحتلال الإسرائيلي. وقد سحب هذا المشروع بعد أن وقع الخلاف بين النواب الديمقراطيين والليبراليين، حول توقيت تقديمه الى المجلس، ما دفع بمسؤولي لجنة المخصصات بالتعهد بإدراج تمويل القبة لاحقاً، خلال عرض مشروع قانون للإنفاق الدفاعي هذا العام. الأمر الذي قد يؤدي أيضاً، الى نشوء خلافات أخرى حول المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل.
مع الإشارة الى أن أمريكا كانت قد قدمت سابقاً في العام 2019، أكثر من 1.6 مليار دولار للكيان، من أجل تطوير وبناء نظام القبة الحديدية، كما ذكر في تقرير هيئة أبحاث الكونغرس الأمريكي العام الماضي. وهذا إن دل على شيء، فعلى مدى التكاليف الباهظة التي يستلزمها تطوير هذه المنظومات، بالرغم من كل تسجيلها الكثير من الإخفاقات في الفترة الماضية: عدم التمكن من اسقاط الصاروخ السوري في ديمونا ومنطقة غوش دان، الفشل الذريع خلال معركة سيف القدس في التصدي لصواريخ المقاومة الفصائل الفلسطينية في غزة.
إضافة إلى أن البنتاغون لم يختارها مؤخراً، كمنظومة للدفاع الجوي عن بعض المنشآت، وذلك بعد أن فشلت في الاختبارات أمام منظومة تنتجها شركة “داينتيكس” المملوكة لشركة “ليدوس” التابعة هي أيضاً لـ”لوكهيد مارتن” الأمريكية. يومها تم إجراء اختبار مقارنة بين النظامين في صحراء نيو مكسيكو.
هل تعوض السعودية التأخير؟
من جهة أخرى، يستطيع المراقب ربط تأجيل إقرار مشروع تمويل القبة في الكونغرس، بحادثة سحب الأمريكيين لأنظمتهم الصاروخية المتعلقة بالدفاع الجوي من السعودية. عندها يصبح من الممكن جدا، أن يسبب ذلك دفعاً للرياض، من أجل عقد صفقة العسكرية مع كيان الاحتلال للحصول على منظوماتها والتعويض عن النقص لديها، وبالتزامن تعوض على الإسرائيليين تأخير إقرار التمويل. خصوصاً وأن الموقع الأمريكي “بريكينغ ديفينس” المتخصص في الشؤون العسكرية، قد كشف سابقاً بأن هناك تواصلا جرى بين الدولتين لشراء منظومة دفاع صاروخية. وأشار الموقع إلى أن هذا التواصل قد جاء بالتزامن مع سحب الأنظمة الصاروخية الأمريكية، التي تعتمد عليها السعودية منذ فترة طويلة وأضاف الموقع أن السعوديين يدرسون استقدام منظومة القبة الحديدية التي تنتجها شركة “رافائيل” ومنظمة الصناعات الفضائية الإسرائيلية، أو منظومة “Barak ER”، التي تنتجها “IAI”، والتي تم تصميمها لاعتراض صواريخ الجوالة (كروز).
وللسعودية تاريخ كبير في التعامل مع كيان الاحتلال، على الصعد الاستخباراتية والعسكرية، والتي انكشف منها الكثير من الحالات سابقاً، وآخرها ما اشتهر باسم فضيحة التجسس “بيغاسوس”.