قال مدير الحركة العالمية لمقاطعة البضائع الأميركية – لبنان، ”علي باشا”، في مقابلة خاصة لموقع ”سما برس”، إن حركة المقاطعة، هي حركة شعبية مستقلة غير ربحية لا تتبع لدولة أو لحزب، تأسست سنة 2019 بمساهمة من مجموعات شبابية في عدد من دول العالم.
وأوضح باشا في حواره مع فريق ”سما برس”، أن أهداف الحركة هي العمل على تقليص الصادرات والخدمات الأمريكية إلى العالم، والتقليل من استخدام الدولار في العمليات التجارية كافة، وخلق وعي شعبي لدى شعوب العالم بثقافة المقاطعة بصفتها موقفاً إنسانياً أخلاقياً أكثر من كونها موقفاً سياسياً، وتنميتها تدريجياً لتكون أداة ضغط ضد الهيمنة والجرائم الأمريكية.
وأشار إلى أن الاقتصاد شريان حياة للولايات المتحدة، وبالمقاطعة نكون قد أثرنا في هذا الاقتصاد بطريقة أو بأخرى، ما قد يلفت نظر الحكومة الأمريكية لإعادة النظر في ممارساتها ضد الشعوب، وفي المرتبة الثانية نريد الضغط على الشعب الأمريكي الذي لا تعنيه سياسات حكومته الخارجية، بل ما يعنيه السياسات الداخلية خاصة تلك الاقتصادية، معتبراً أنه في حال استطعنا أن نؤثر في اقتصاد أمريكا بالمقاطعة، فذلك يساعد على نشر الوعي عند الشعب الأمريكي كي يعارض ممارسات حكومته الخارجية المجحفة التي تصل حد الإجرام خاصة أنها تجوع الشعوب. قد نستطيع أن نجر الشعب الأمريكي للضغط على حكومته لإحداث تغيير في السياسات الخارجية.
وأكد باشا أن الحركة العالمية لمقاطعة البضائع الأميركية، لا تريد أن تضرّ شعباً على أفعال حكومته لكن يجب على هذا الشعب أن يعي آثار سياسات حكومته في بقية الشعوب. وأكد أن الحركة تنطلق في الأصل من الإيمان بإنسانية الشعوب وأنهم يستطيعون تغيير مسار سياسات حكوماتهم من أجل أخيهم الانسان، خاصة أن الحكومة الأمريكية تضلل شعبها بإعلامها المنحاز وتجعله جاهلاً بكل المعاناة التي تتسبب فيه حول العالم.
وشدّد مدير الحركة العالمية لمقاطعة البضائع الأمريكية – لبنان، في حواره مع ”سما برس”، أن المقاطعة أثبتت عبر التاريخ فعاليتها في كثير من القضايا، فهي آلية للضغط على المؤسسات والشركات وحتى الحكومات.
وبسبب الهيمنة الأمريكية وممارساتها المجحفة منذ عقود ضد كثير من البلدان خاصة الحصار الاقتصادي والعقوبات، وجدنا أنفسنا أمام واجب الدفاع عن أوطاننا، فكانت المقاطعة السبيل الذي اخترناه للتصدي لهذه الممارسات الوحشية الهادفة لإفقار الشعوب وتجويعها بالمرتبة الأولى
وحول سؤال عن سبب التركيز على مقاطعة البضائع الأمريكية بالتحديد، قال باشا إن الإدارات الأمريكية المتعاقبة تسيطر على العالم ولا تكتفي بفرض العقوبات على الدول التي ترفض الخضوع لسيطرتها بل تضغط على كل الدول الخاضعة لإرادتها لتفرض العقوبات نفسها، فهي تضغط على أكبر الدول الأوروبية من بريطانيا إلى فرنسا إلى ألمانيا وغيرهم وتجبرهم على التصديق على معظم قراراتها. بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة تنفق مليارات الدولارات سنوياً في الحروب العسكرية والاقتصادية ودعم الجماعات المسلحة والإرهاب.
وقال إن الحروب التي شنتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة في آسيا وإفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، كانت من أجل الموارد الطبيعية، خاصة النفط والغاز. لافتاً إلى أن لقد الولايات المتحدة دمرت الأسواق المحلية، ودفعت البلدان إلى الإفلاس، ومولت الجماعات الإرهابية المتطرفة، وفرضت عقوبات وضبطت أسعار السلع الأساسية في جميع أنحاء العالم لتضخيم دولارها والسيطرة على المعاملات الدولية.
ورداً على سؤال، رأى باشا أن الماكينة الإعلامية الأمريكية، بالإضافة إلى وسائل الإعلام الخاضعة للهيمنة الأمريكية أو المتماشية معها، كرّست على مر السنين عملها لإقناع الشعوب بخدعة أن أفضل منتج هو المنتج الأمريكي ورأى أنه بسبب الدعاية الإعلامية الزائفة، بات من يقتني المنتج الأمريكي يصل الحد إلى الشعور بأنه أعلى شأناً ممّن لا يشترون البضاعة الأمريكية، مؤكداً على أن إحداث تغيير ضد ثقافة مزيفة عمرها عشرات السنين وفكرتها أن “المنتجات الأمريكية هي الأفضل” يتطلب وقتاً وجهداً كبيرين، لكن مع الإصرار على تحقيق الهدف والإيمان بأحقية القضية التي نعمل من أجل سنصل إلى غايتنا.