نصر دبلوماسي لإيران في منظمة شنغهاي
هي خطوة استراتيجية وكبيرة جداً، تؤكد أن العصر القادم سيكون لدول الشرق لا الغرب. فانضمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية الى منظمة شنغهاي كعضو دائم، بعدما كانت تمتلك صفة العضو المراقب فيها، يؤكد أن دول المنظمة تسير بخطى ثابتة وجادة، نحو تعزيز مختلف أنواع الشراكات بين أعضائها: السياسية، العسكرية، الاقتصادية، الثقافية..
وقد تصدرت أخبار عضوية إيران الدائمة في منظمة شنغهاي عناوين الصحف العالمية. وكان للرئيس الإيراني السيد ابراهيم رئيسي كلمة هامة في القمة، حيث أكد على أهمية عدة مشاريع سترسم المستقبل في القارة الآسيوية: مبادرة الحزام والطريق، الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، والممر بين الشمال والجنوب، كمشاريع بنية تحتية رئيسية، تعزز المصالح المشتركة للبلدان النامية، وتقوي السلام في المنطقة. مع الإشارة الى أن إيران تلعب دورًا مركزياً في هذه المشاريع الثلاث، حيث تشكل حلقة الوصل ما بين أطرافها، كما أن لديها الكثير مما تستطيع تقديمه لرفد هذه المشاريع بعناصر قوة أكثر. من ناحية أخرى، فإن عضوية إيران الدائمة تعطيها إمكانات كبيرة لتطوير علاقاتها السياسية والاقتصادية مع الدول الأخرى، والاستفادة من فرص الاستثمار والشراكات لتخفيف تأثير العقوبات الغربية المفروضة عليها.
تحقق الانضمام والإمام السيد الخامنئي
بقدر ما تشكل خطوة قبول العضوية هذه نجاحاً كبيراً للجهود الدبلوملسية لوزارة الخارجية، التي بذلت طيلة 13 عاماً منذ تقديم طلب العضوية الدائمة. إلا أن ثمرة هذا النصر الرمزية، هي للإمام القائد السيد علي الخامنئي، الذي لطالما دعا المسؤولين السياسيين دائماً، الى التوجه نحو الشرق، وعدم انتظار المفوضات مع الغرب، واعتبارها الحل الوحيد لتحقيق الإنجازات لا سيما على الصعيد الاقتصادي. فالإمام الخامنئي اعتبر أن أي اتفاق مع الدول الغربية، هو معرض لنقضهم وتراجعهم عنه في أي لحظة، في ظل التهديدات والضغوط الأمريكية. ومن ناحية أخرى، فإن علاقات التنسيق والتعاون مع الدول الأسيوية بنظر الإمام الخامنئي، هي القادرة على تطوير القطاعات الاقتصادية بشكل أفضل، وأكثر أماناً واستقرار. لذلك كان التوجه نحو انجاز اتفاقية شراكة استراتيجية مع الصين، ولاحقاً التوجه لتحويل اتفاق العلاقات المتبادلة ومبادئ التعاون بين إيران وروسيا، إلى اتفاق شامل لكل الجوانب السياسية والأمنية والعسكرية والدفاعية والاقتصادية لمدة 20 عاماً قابلة للتمديد.