الوحدة التي اعتقلت الزبيدي
أمير بوخبوط .. موقع والا
مرشدو رحلات ومزارعين من وحدة الاحتياط “مرعول” تجندوا لمهمة البحث عن الأسرى الذين هربوا من سجن جلبوع. خبير تحليل الصور الجوية بالوحدة يتحدث عن المطاردة والتعاون مع وحدات النخبة الأخرى التي أدت الى الإنجاز الكبير بالمهمة. ويقول “لقد شاهدنا تخبطهم بالميدان”.
بعد عدة أيام من هروب الأسرى الامنيين الستة من سجن جلبوع، تم تجنيد ( بمعنى استدعاء ) وحدة الاحتياط مرعول، تحت قيادة المقدم روعي سيمون، للمساعدة في عملية المطاردة. الوحدة اقيمت بالعام 2014، فور اختطاف المستوطنين الثلاثة، وتم تشكيلها من عشرات المتطوعين الذين تجندوا لمهمة البحث، وشاركوا بالبحث عن المستوطنين الثلاثة والمغارات والحقول.
ماذا تعني كلمة مرعول؟ هي المسار الذي تمشي عليه الأغنام والمواشي خلال عملية الرعي، هذا هو مسار ضيق ومزدوج للمشي والرعي معا.
ويقول دنيال، نائب رئيس قسم الوحدة، وهو خبير لتحليل الصور الجوية: “الوحدة مركبة من خبراء يعرفون الميدان من كل زاوية، مرشدو رحلات ومزارعين، رعاة أغنام، وأشخاص مقربين جدا للأرض، الوحدة مكونة من قصاصي أثر، جزء منهم يسكنون بالمنطقة، ولذلك كان من السهل إحضارهم لتقديم التوجيهات، كانوا يقدمون التوجيهات، ربما علينا البحث هنا، هنا يوجد كهف” ويضيف: “في حال جمعنا بين خبير تحليل الصور الجوية، وبين خبير في مجال الجيولوجيا، ومرشد رحلات، سوف نتوصل الى أفكار قد تساعد جدا بالمهمة”.
ويواصل دنيال: “نحن نحصل على فيديو ولا نعلم أين تم تصوريه، لكننا نشاهد نوع الصخور التي تظهر به، ونحن نعلم أين يتواجد هذا النوع من الصخور بالبلاد، ونحاول البحث بالقرب منه، وحسب الحركة الظاهرة بالفيديو، بالتعاون مع الشاباك، أو الوحدات الاستخباراتية”.
ويقول دنيال: “علينا أن نعرف لمن نوجه الأسئلة، فمثلا نسأل راعي أغنام بالميدان، والقصاصون لدينا يعلمون بالضبط متى مر الأشخاص في المسارات المختلفة، حسب شكل الأعشاب والنباتات الصغيرة”.
وعندما سألناه عن الفرق بين قصاصي الأثر البدو، وقصاصي الأثر بالوحدة، رد دنيال أنه يتمنى منهم أن يعملوا بنفس المستوى، وأضاف أن قصاص الأثر البدوي تربى بالميدان، وهذه طبيعته الأساسية لقص الأثر، وأنه يتمنى من قصاصي الأثر بالوحدة العمل مثلهم”. وكشف دنيال أن الشاب الذي أقتفى أثر زكريا الزبيدي يعمل بالأساس راعي أغنام.
هذه القصة تؤكد أن عملية اعتقال زكريا الزبيدي هي أهم انجاز للوحدة في الآونة الأخيرة، العملية بدأت من إشارة مصدرها مزارع شاهده بمنطقة معينة، وقال عثرنا على أنوا مختلفة من السجائر، الوحدة وصلت فورا الى المكان الذي اختبأ فيه زكريا هو وأسير أخر، وبدأت البحث بمساعدة جنود من وحدة اليمام حتى تم العثور عليهم”.
وحدة مرعول هي جزء هام من عملية مطاردة الأسرى الأمنين الذين فروا من سجن جلبوع، وبعد تقريبا أسبوع، تم العثور على أربعة منهم، والبحث لا زال مستمرا للعثور على الأثنين المتبقين، وبحسب دنيال: “في كل منطقة بحث، يوجد قصاص أثر ومعه رجل جوال أخر من الوحدة، يعملون بصحبة فريق من الجيش، للبحث عن الأسرى، ونحن نعمل كذلك مع وحدات الشاباك، وحرس الحدود، واليمام، وشيطت 13البحرية، وسيرت متكال.
ووفقا لدنيال: “لا يوجد للوحدة أفضلية أو تفوق كبير بالمناطق المبنية والمسكونة، ومهماتنا تكون ناجحة في الحقول والمناطق الرملية المفتوحة او الصخرية، ولقد بحثنا في المناطق الحدودية مع الأردن، وأحضرنا منها عدة مؤشرات، وأنا أستطيع أن أرجح من ومتى مر بالمنطقة، والشاباك يستطيع الاستفادة من هذه المؤشرات”.
القصة المفاجئة هي نقص التخيط للأسرى الهاربين، وبالنسبة لدنيال: “خطتهم انتهت في اللحظة التي أخرجوا فيها رؤوسهم من النفق، وبدأت عملية التخبط، وهذا كان واضحا بالميدان”.
الصعوبات الكبرى بالعمل كانت لحظة الضغط، مثل ان يقولون لك: “انت لا تعمل بشكل كاف، وبشكل سريع، نريد مهنية نوعية مع التفاصيل، وبسرعة” ويختم دنيال بالقول: “إن هذه الوحدة هي أداة مساعدة، تعمل على تقديم الإجابات عن الامور الناقصة في عمليات البحث والمطاردة، يجب أن يتم توفير المؤشرات لها، ويجب ان تكون محمية، لقد شعرنا بالخطر عندما عملنا بالضفة الغربية، والتظاهرات العنيفة أثرت على عمل ونجاعة الوحدة، حيث تحول عملها بالميدان الى إيقاف التظاهرات بدلا من البحث”.