صفقة الغواصات وطعنة الظهر.. أميركا وأستراليا تأسفان لاستدعاء فرنسا سفيريها وواشنطن تجري اتصالات لحل الخلاف القائم.. 40 مليار دولار تهدد بنسف العلاقات وتشعل الأزمة وباريس تُصر على موقفها
عواصم- وكالات- قالت الولايات المتحدة وأستراليا إنهما تأسفان لقرار فرنسا استدعاء سفيريها في واشنطن وكانبيرا على خلفية إلغاء أستراليا صفقة للغواصات مع فرنسا، وهو ما وصفته باريس بأنه طعنة في الظهر، وقالت الإدارة الأميركية إنها تجري اتصالات مع المسؤولين الفرنسيين لحل الخلاف القائم.
وذكر البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تأسف لقرار فرنسا استدعاء سفيرها من واشنطن فيليب إيتيان، وأضاف أن واشنطن ستواصل العمل في الأيام المقبلة مع باريس لحل الخلافات بين الدولتين.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إيميلي هورن إن واشنطن على اتصال وثيق مع شركائها الفرنسيين بشأن قرار استدعاء السفير إلى باريس للتشاور، وأضافت هورن -في بيان- أن الولايات المتحدة تتفهم موقف فرنسا وستواصل الانخراط معها خلال الأيام القادمة لحل خلافاتهما، كما فعلا في قضايا أخرى على مدى تحالفهما الطويل، وفق تقرير”الجزيرة نت”.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي، قال إن مسؤولين كبارا في إدارة الرئيس جو بايدن كانوا على تواصل مع نظرائهم الفرنسيين بشأن صفقة الغواصات التي عقدتها واشنطن مع أستراليا، وأشار كيربي في مؤتمر صحفي إلى أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تحدث إلى نظيرته الفرنسية فلورانس بارلي -أمس الجمعة- حول الشراكة بين واشنطن وباريس.
وكانت أستراليا أعلنت الأربعاء الماضي أنها ستلغي صفقة قيمتها 40 مليار دولار مع فرنسا لبناء أسطول من الغواصات التقليدية، وأنها ستبني بدلا من ذلك ما لا يقل عن 8 غواصات تعمل بالطاقة النووية بتكنولوجيا أميركية وبريطانية، بعد إبرام شراكة أمنية ثلاثية بين لندن وواشنطن وكانبيرا.
اتصالات جارية
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن ستواصل النقاش مع فرنسا بشأن الخلاف القائم، بما في ذلك خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل. وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس أن فرنسا “شريك حيوي وأقدم حليف لنا، ونحن نولي أعلى قيمة لعلاقتنا”.
وفي أستراليا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن كانبيرا سجلت بأسف قرار باريس استدعاء سفيرها لدى أستراليا، وأضاف المتحدث أن بلاده “تثمن علاقتها مع فرنسا.. ونتطلع إلى التواصل مع فرنسا مرة أخرى بشأن العديد من القضايا المشتركة، وعلى أساس القيم المشتركة”.
وأعربت وزيرة الخارجية الأسترالية ماريس باين -أمس الجمعة- عن تفهم بلادها خيبة أمل فرنسا بعد قرار التخلي عن شراء غواصات منها، مضيفة أن بلادها ستواصل العمل “بشكل بناء ووثيق مع زملائنا في فرنسا”.
طعنة في الظهر
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قالت في وقت سابق الجمعة إنه تقرر -بناء على طلب رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون- استدعاء سفيري فرنسا في أميركا وأستراليا فورا للتشاور، على خلفية مبادرة “أوكوس” (Aukus) بين أميركا وبريطانيا وأستراليا، والتي عدّتها باريس “طعنة في الظهر”.
وندد البيان بالتخلي عن صفقة الغواصات التي أبرمتها أستراليا وفرنسا منذ عام 2016، وقال إن الإعلان عن شراكة جديدة مع الولايات المتحدة سلوكٌ غير مقبول وستؤثر عواقبه على مفهوم فرنسا لتحالفاتها وشراكاتها، وأهمية منطقة المحيطين الهندي والهادي بالنسبة لأوروبا.
وقبل قرار استدعاء السفيرين، ألغت السلطات الفرنسية حفلا كان مقررا عقده أمس الجمعة في واشنطن لإحياء الذكرى السنوية لمعركة بحرية حاسمة خلال الثورة الأميركيّة، أدت فيها فرنسا دورا رئيسا.
ووصفت الخارجية الفرنسية التخلي عن مشروع الغواصات الذي ربط أستراليا بفرنسا منذ عام 2016 بالسلوك غير مقبول بين الحلفاء، في حين رفضت أستراليا الانتقادات الفرنسية، وقال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون الجمعة إنه أثار احتمال أن تلغي بلاده صفقة غواصات أبرمتها عام 2016 مع شركة فرنسية في محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يونيو/حزيران، رافضا الانتقادات الفرنسية بشأن عدم تلقيها تحذيرات.
ويأتي قرار أستراليا ضمن شراكة أمنية أعلنتها بمعية الولايات المتحدة والمملكة المتحدة الأربعاء الماضي، وتشمل الشراكة منطقة المحيطين الهندي والهادي.
وأعربت باريس أمس عن عدم قدرتها على الوثوق بأستراليا في المحادثات الجارية بشأن إبرام اتفاق تجاري مع الاتّحاد الأوروبي.