محمد علوش- الديار
يقرّ مجلس الوزراء اليوم البيان الوزاري للحكومة، ومن المفترض أن تُعقد جلسة الثقة في المجلس النيابي بداية الأسبوع المقبل، لكي تبدأ الحكومة بعملها الذي يجب أن يتركز على الشأن الإقتصادي وهموم المواطنين، ولكن هناك شؤون سياسية اخرى لا تقلّ اهمية يجب أن تتنبّه الحكومة لها بحال أرادت أن تحقق بعض الإنجازات.
بكل تأكيد سيكون للشأن الإقتصادي والمالي الاولوية بالعمل الحكومي، بحيث تؤكد مصادر نيابية مطّلعة على أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بدأ عبر فريق عمله وبالتعاون مع حاكم المصرف المركزي رياض سلامة الذي التقاه فور دخوله السراي، ووزير المال يوسف خليل، بدراسة السبل المتاحة للسيطرة على سعر صرف الدولار، ومحاولة العمل على توحيد الأسعار، او تقليصها الى سعرين على سبيل المثال في مرحلة اولى، وذلك لعلم الجميع في الحكومة أن سعر صرف الدولار هو من النقاط الرئيسية التي يمكن العمل عليها أن ينعكس على كل القطاعات وعلى ارتفاع الأسعار.
ولكن أمام هذه الحكومة أيضاً مهمة خارجية تتعلق بعلاقة لبنان بمحيطه العربي والدول الخليجية تحديداً، وفي هذا الإطار تكشف المصادر أن الزيارات الخارجية التي يفكر رئيس الحكومة القيام بها ستبدأ حتماً من الدول العربية، وربما المملكة العربية السعودية دون أن يُحسم هذا الامر حتى اللحظة، كاشفة أن ميقاتي سيعمل جاهداً على تحسين علاقات لبنان بالعالم العربي، وهو يعول بذلك على مساعدة «نادي رؤساء الحكومات السابقين» ومفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان أيضاً.
وتؤكد المصادر أن أي موقف عربي من الحكومة لم يصدر حتى الآن، نافية بذلك كل ما قيل ونُقل عن مصادر عربية، خليجية بهذا الشأن، ولكن هذا لا يعني أن الأبواب فُتحت أمام الحكومة للحصول على مساعدات عربية، مشيرة إلى أنه ينبغي الفصل الى حدّ ما بين الموقف السعودي والموقف الخليجي ولو أن المملكة تملك تأثيراً على قرار باقي الدول الخليجية.
وترى المصادر أن مساعي ميقاتي في الكويت للحصول على دعم مالي لبناء معامل الكهرباء لن يتأثر بالموقف السعودي من الحكومة، وهذا الأخير يتعلق بكل تأكيد بالوضع السياسي بالمنطقة، ومن غير المتوقع أن يتغير الموقف السعودي قبل تغيير ظروف الملفات التي تهم المملكة وعلى رأسها الملف اليمني.
لا تأبه المملكة العربية السعودية لإسم رئيس الحكومة اللبناني، ولا أسماء الوزراء واختصاصاتهم، فما يعنيها هو لبنان كملف ضمن ملفات المنطقة، وبالتالي يتغير تعاطيها مع لبنان بحسب مصالحها، وترى المصادر أن السعوديين ربطوا بين الموقف من لبنان والوضع في اليمن بعد ما سمعوه من الإيرانيين بأن السيد حسن نصر الله هو أكثر من يؤثر على الحوثيين.
حاول الإيرانيون خلال مباحثاتهم مع السعوديين في العراق أن يوجّهوا رسالة للسعوديين بأن تسريع الحل في الملف اليمني قد يكون ممكناً من خلال طلب وساطة ألامين العام لحزب الله، الأمر الذي لم يقبل به السعوديون بطبيعة الحال، وتكشف المصادر أن الحل اليمني هو المفتاح لتغيير تعاطي المملكة مع لبنان، ومن شأن الوصول الى تسوية في اليمن أن تفتح الباب السعودي أمام الحكومة اللبنانية