– عدنان علامه
طالعتنا “الإمارات ليكس” خبراً مفاده وجود قوات العدو الصهيوني في جزيرة ميون. وكثفت قناة الميادين تقاريرها الإخبارية حول الجزيرة وأهميتها. وقبل عرض أطماع العدو الصهيوني التاريخية في جزيرة ميون والممرات المائية و فقرة من تقرير “الإمارات ليكس” أود ان أشير وبكل تواضع بأني أشرت في تقريرين متتاليين بتاريخ 24 و 25شباط 2019 وسأرفق مع هذا المقال تقرير والتقرير الآخر سأوزعه لاحقاً خلال الإسبوع مع مقال خاص عن إحتلال الإمارات لكافة الموانئ اليمنية وجزيرتي ميون وسقطرى. وفي التحليل الإستراتيجي نصل إلى نتيجة مفادها بأن الإمارات قد إحتلت كافة الموانئ اليمنية وجزيرتي ميون وسقطرى بتكليف من العدو الصهيوني وتنسيق كامل معه.
فالتخطيط الصهيوني الإستراتيجي للسيطرة على الممرات المائية التي تصل إلى شواطئ فلسطين ليست حديثة العهد؛ ويعود التواجد الصهيوني في باب المندب إلى ستينيات القرن الماضي، وتحديداً عندما قررت بريطانيا، وعلى وقع ضربات المقاومة وتوسع حجم العمليات الفدائية، الرحيل من عدن ومن المحافظات الجنوبية. قبل ذلك، كانت إسرائيل قد نسجت خيوط العلاقة مع دولة إثيوبيا، واستفادت منها في إيجاد موطئ قدم لها في منطقة جنوب البحر الأحمر، عبر استئجار جزر إثيوبية (قبل استقلال إرتيريا بعقود)، أعقبته محاولات التمدد والتوسع للسيطرة على – مضيق باب المندب خشية العدو من رحيل المستعمر.
وبينما كانت بريطانيا تستعد لمغادرة جنوب اليمن، بما في ذلك الجزر المحتلة ومنها ميون وسقطرى وكمران، سرعان ما تحركت تل أبيب مطالبةً لندن بالابقاء على احتلالها لجزيرة ميون/ بريم، المشرفة على مضيق باب المندب. وتذكر مصادر تاريخية أن بريطانيا استجابت للطلب الإسرائيلي الذي قدم مطلع العام 1967م، ورأت الإحتفاظ ببعض قواتها في جزيرة بريم، بحجة حماية عدن من أي إحتلال خارجي. وبحسب المصادر، فإن الكيان الصهيوني أبدى خشيته من تعرض الملاحة الصهيونية للخطر في حال خروج القوات البريطانية ورحيلها عن جنوب اليمن.
وجاء على لسان وزير الخارجية الإسرائيلي، في 29 يونيو 1966م، القول: إذا سقطت جزيرة بريم (ميون) في أيد غير صديقة، فقد ينجم موقف خطير كما حدث في خليج العقبة وعلى نطاق أخطر، مطالباً بريطانيا بعدم الإنسحاب من الجزيرة والاحتفاظ بها حتى وضعها تحت الإدارة الدولية.
هذا جانب ومن حانب آخر فقد استطاع العدو الصهيوني التخلص من التفتيش المصري لكافة سفنه في مضيقي تيران وصنافير واستطاع عبر التنسيق مع السعودية وأمريكا نقل ملكية الجزيرتين رسمياً إلى السعودية. فتيران وصنافير، هما جزيرتان تقعان في مدخل مضيق تيران الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، وهما في خضم انتقالهما من التبعية لمصر لتصير للمملكة العربية السعودية بناءً على اتفاقية تعيين الحدود البحرية الموقعة بين البلدين في 8 أبريل 2016 والتي أقرت بتبعية الجزيرتان للمملكة العربية السعودية.
وقد أقر البرلمان المصري في 14 حزيران/ يونيو 2017 اتفاقية تيران وصنافير المثيرة للجدل بعد أكثر من عام من الإعلان عن توقيعها، ولم يبق سوى تصديق الرئيس عبد الفتاح السيسي عليها لتدخل حيز التنفيذ.
وقد وجد العدو الصهيوني في الإمارات ضالته لإحتلال كافة موانئ اليمن وبعض جزره وتحديداً جزيرة ميون وسط باب المندب وأرخبيل سقطرى في خليج عدن. فكان التنسيق السري الكامل بين الإمارات والعدو الصهيوني مع بداية العدوان الكوني على اليمن في 26 آذار 2015.
وكشفت صور الأقمار الصناعية، عن حجم القاعدة العسكرية الإماراتية الإسرائيلية في جزيرة ميون اليمنية، المطلة على مضيق باب المندب.
وأظهرت الأقمار الصناعية أن الإمارات انشأت مدرج للطائرات العسكرية، بالإضافة إلى مبانٍ عسكرية في الجزيرة.
ونقلت الإمارات قاعدتها العسكرية من إرتيريا في النصف الثاني من شهر فبراير الماضي، إلى جزيرة ميون في جنوب البحر الأحمروجزيرة سقطرى في خليج عدن.
وكانت تصريحات خبراء العدو الصهيوني العسكريين قد أكدت الشهر الماضي عن تواجد غواصة بحرية، وبوارج صاروخية إسرائيلية في باب المندب، للتصدي لقوات صنعاء.
وتفاخر الخبراء الصهاينة بتواجد سفنهم الحربية في باب المندب، ووصفوا ذلك التواجد بالنجاحات الاستثنائية خلال المرحلة الراهنة.
فليعرف الجميع إن حقيقة إحتلال تحالف العدوان الكوني لليمن هو خدمة للعدو الصهيوني للتحكم بالممرات المائية التي تتحكم بالتجارة الدولية.
وإن غداً لناظره قريب