نشرت صحيفة صانداي تايمز تقريرا لمراسلتها في الشرق الأوسط لويز كالاغان حول الشكوك في قدرة الحكومة اللبنانية الجديدة على “وقف انزلاق البلاد نحو الفقر والجوع”.
قابلت كالاغان مجموعة من الأشخاص لمعرفة كيف تأثر مستوى معيشتهم إثر الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان. وقالت سيفاني جويديليكيان (32 عاما) وهي أم لثلاثة أطفال إنها غالبا ما تعيش مع أطفالها على المعكرونة من دون أي إضافات لها.
وأضافت أنه في بعض الأحيان، يضطرون إلى تناولها على مدار يومين.
وتابعت: “نحن نأكل كل ما هو متاح وحتى لو شعرنا بالجوع بعد ذلك، فهذا كل ما لدينا”.
وتقول غويديليكيان للصحيفة إنه يحدوها أمل ضئيل جدا في أن تشكيل حكومة جديدة، وهي الأولى في لبنان منذ أكثر من عام، سيحدث أي فرق.
وتضيف: “ليس لدي أي أمل في التغيير للأفضل، لأن الأحزاب السياسية نفسها هي التي سلبت البلاد، بوجوه جديدة فقط. آمل فقط ألا تزداد الأمور سوءا”.
وتشير مراسلة التايمز إلى أن عائلة غويديليكيان هي من بين ملايين اللبنانيين الذين “وقعوا في براثن الفقر والجوع من خلال واحدة من أكثر الانهيارات الاقتصادية والاجتماعية صدمة في التاريخ”. وتتابع أن الانهيار الناجم عن أزمة مالية ألقي باللوم فيها على نطاق واسع على “الاقتراض المتهور من قبل الطبقة الحاكمة سيئة السمعة لفسادها وعدم كفاءتها” وفقدت العملة أكثر من 90 في المائة من قيمتها مقابل الدولار.
ونقلت عن منظمة اليونيسف قولها إن 77 في المئة من العائلات اللبنانية ليس لديها طعام كافٍ الآن. كما فقد حوالي 2.5 مليون شخص، أي أكثر من ثلث سكان البلاد، كل سبل الحصول على مياه آمنة ونظيفة. ويذهب واحد من كل ثلاثة أطفال إلى الفراش جائعا، بحسب المنظمة.
وصنف البنك الدولي في مايو/أيار الأزمة الاقتصادية والمالية في لبنان على أنها قد تكون ضمن أسوأ ثلاثة في العالم خلال الـ150 عاما الماضية.
وأشارت المراسلة إلى أن النقص الشديد في الوقود يعني أن معظم اللبنانيين لا يحصلون إلا على الكهرباء والماء لساعات قليلة في اليوم. وتمتد طوابير محطات الوقود لأميال على طول الطرقات، وتحصل كل يوم تقريبا مشاجرات وإطلاق نار أمام محطات الوقود مع تفاقم الإحباط.
كما أن معظم إشارات المرور في العاصمة قد اطفئت، مما يجعل عبور الطريق عملا شاقا للبقاء على قيد الحياة، بحسب مراسلة التايمز.
كما تحدثت عن معاناة المستشفيات لتشغيل الآلات في وحدات العناية المركزة والنقص الحاد في الدواء على مستوى البلاد، وحتى الأدوية الأساسية غير متوفرة.
وأشارت إلى أنه غالبا ما تنفد مسكنات الألم وأدوية ضغط الدم من الصيدليات. وقال يورغي تيروز، وهو صيدلي في بيروت، للتايمز إنه كان من المستحيل العثور على دواء لمرض الفصام أو لمتلازمة ثنائية القطب، حتى حبوب منع الحمل غير متوفرة.
وأشارت المراسلة إلى أن عظام كتف جوديليكيان أصبحت بارزة بشكل حاد وخديها أجوفان. وتضيف أنها جائعة طوال الوقت تقريبا وتقدم كل ما في وسعها لأطفالها.
وقالت يوكي موكو، ممثلة اليونيسف في لبنان، لكالاغان إن المنظمة سجلت للمرة الأولى، حالات سوء تغذية لدى الأطفال بين اللاجئين السوريين والفلسطينيين والعائلات اللبنانية.
ووسط هذه الفوضى، تقول المراسلة إن العديد ممن استطاعوا مغادرة البلاد فعلوا ذلك. أما بالنسبة للعائلات الفقيرة التي ليس لها صلات دولية، فهناك احتمالات قليلة للهجرة.
وقالت ديما علي محمد علي، 33 سنة، للتايمز إن زوجها، وهو صياد، كان يحاول إقناعها بمغادرة لبنان: على الأرجح عن طريق القيام برحلة محفوفة بالمخاطر عبر البحر، وتهريبها إلى قبرص.
وأشارت ديما إلى أنها قاومت الفكرة حتى الآن. لكن إذا ساء الوضع في لبنان، فقد يكون أمامهما خيارات قليلة أخرى.
وقالت: “لا أريد أن أصعد على متن قارب لأنني سمعت عن مخاطر غرقه. لا أريد المخاطرة بحياة الأطفال. لكن الوضع سيء للغاية هنا”. (رويترز)