الخنادق
يتكشف يومًا بعد يوم الدور المنوط بالسفارة الاميركية في عوكر لا سيما بعد أن اصبحت مقرًا لغرفة العمليات المشتركة الرباعية -الاميركية البريطانية السعودية الاماراتية- وذلك بهدف مواجهة حزب الله وفق خطاب دوروثي شيا بعد تعيينها الذي ألقته أمام الكونجرس، والتحضير للفوز بالانتخابات البرلمانية في ايار القادم، من خلال تقديم دعم مالي بمئات ملايين الدولارات لعشرات المنظمات غير الحكومية حسب تقرير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID، الذي أشار الى ان هذه المنظمات شاركت في حراك 17 تشرين عام 2019 وتلقت دعمًا ماليا من الوكالة زاد من 259.7 مليون دولار في الأشهر الأولى عام 2018 إلى 334.5 مليون دولار في نفس الفترة في 2019، علمًا بان الوكالة تضخ ما مجموعه حوالي المليار دولار سنويًا، وذلك ضمن مشروع “المنظمات غير الحكومية أقوى معاً NST” الذي رعاه القائم بالأعمال الاميركي في السفارة ريتشارد مايكلز.
ما نشير اليه ليس تحليلًا او اجتهادًا شخصيًا انما هي معلومات معلنة وموثقة في تقارير رسمية اميركية نشر بعضها على موقع وزارة الخارجية الاميركية، وقد أشارت وثيقة رسمية الى تحديث في ميزانية عمليات توسيع وتطوير السفارة في عوكر لعام 2021 من مليار دولار الى مليار ومئتي مليون دولار، وان صلاحيات استثنائية منحت لعوكر والسفيرة دوروثي شيا بلعب دور اقليمي، بالاضافة الى الدور المحلي الذي يختصر بتأمين المصالح الاسرائيلية والاميركية، ومواجهة حزب الله.
دوروثي شيا التي تصّنف كضابط برتبة لواء في الجيش الاميركي، تجهد ليل نهار لتكريس وصايتها على لبنان واللبنانيين من خلال فرض الحصار والتدخل في تفاصيل الحياة السياسية اللبنانية وتشكيل الحكومة وعرقلتها، وتستقبل قوى واحزابًا وشخصيات لبنانية لتوجيهها وتأنيبها أحيانا على هفواتها واخفاقاتها، هي اليوم تشتري ذمم بعض الاعلاميين والصحفيين اللبنانيين لا سيما اولئك المعروفين بولائهم لامريكا وسياساتها، وتهيمن على بعض وسائل الاعلام اللبنانية وتملي قراراتها عليها، نشير على سبيل المثال لا الحصر الى قناتي mtv والجديد كما جاء في تقرير الوكالة الاميركية للتنمية الدولية لعام 2020 انه” تم الاتصال بالعديد من وسائل الإعلام لتغطية حية للاحتجاجات والمجتمع المدني، وكل الجهات الفاعلة في جميع أنحاء لبنان، وكان الوصول إليها سهلا، على سبيل المثال، البرنامج الحواري السياسي رؤية 2030 على LBCI، وتلفزيون الجديد”.
وقد لوحظ بعد تولي “شيا” لمهامها تصاعد حجم الضخ الاعلامي والترويجي للسفارة وأدواتها، حيث لا تترك مناسبة او أزمة او حتى نشاط من أجل الترويج لبلادها عبر الوسائل الاعلامية لا سيما على قناة LBCI، وابرز مثال على هذه الحملات الترويجية: ما بعد حادثة انفجار مرفأ بيروت، توزيع الكمامات، التجول في متاجر المواد الغذائية،… وغيرها.
تعتمد السفارة الاميركية لفرض وصايتها على الاعلام اللبناني سياسات الترغيب والترهيب، من خلال ضخ الاموال تحت عناوين مساعدات لوسائل اعلام وصحفيين لبنانيين تارة، وعبر التهديد والوعيد تارة اخرى، وتقوم مديرة مركز مصادر المعلومات في السفارة اليسا اصلانيان بالتحري وتتبع عمل الصحفيين والمؤسسات الاعلامية والمواقع الالكترونية، ورصد مواقفهم وتحركاتهم، وارسال الرسائل اليهم إما لتحفيزهم وتأمين الدعم المالي والسياسي لهم، او لتأنيبهم ولومهم وتحذيرهم، والاهم استخدام سطوة السفارة لتهديد الاعلاميين والمؤسسات المناوئة للسياسات الاميركية بالعقوبات، فمن هي اليسا اصلانيان؟
Elissa Aslanian هي من اصول أرمنية تحمل الجنسية الأميركية، تمارس التدريس في جامعة القديس يوسف USJ، التي تخرجت منها، وحصلت على ماجستير في العلوم السياسية.
نشر معهد العلوم السياسية في الجامعة مجلدًا يجمع اربعة ابحاث، من بينها:
– السياسة الخارجية لأرمينيا: خيار الممكن؟ بقلم اليسا اصلانيان.
– تشغل حاليًا موقع مدير مركز المعلومات في السفارة الاميركية والمسؤولة عن الاعلام الالكتروني.
تعمل أصلانيان في الظل أغلب الاحيان، الا انها ظهرت في غير نشاط تحت عناوين ثقافية واجتماعية لا سيما في بعقلين وبعلبك وغيرهما.