تحت عنوان “الوزيران وجدا نفسيهما على موجة مودة”، كتبت ماريانا بيلينكايا، في “كوميرسانت”، قائلة إن مزاج وزيري خارجية روسيا وإسرائيل لم يعكره الملف الإيراني ولا السوري ولا الفلسطيني.
وجاء في المقال:أظهرت المحادثات الأولى بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الإسرائيلي يائير لابيد أن افتراضات أن تغير موسكو نهجها تجاه إسرائيل بعد وصول الحكومة الجديدة إلى السلطة في هذا البلد مبالغ فيها بوضوح. فلم تصدر كلمة واحدة تدين الضربات الإسرائيلية على سوريا. بل على العكس من ذلك، شدد الوزير الروسي على أن موسكو لا تريد أن تُستخدم الأراضي السورية ضد إسرائيل أو أي أحد آخر، كائنا من يكون. ويمكن اعتبار هذه الكلمات بمثابة تلميح واضح لإيران بعدم عبور الحدود. ولكن هذا لا يعني أن موسكو، إذا لزم الأمر، لن ترسم للإسرائيليين حدودهم في سوريا، إنما حتى الآن يبين الدبلوماسيون الروس عدم وجود تغييرات في العلاقات مع إسرائيل.
مثال آخر على التفاهم المتبادل، كان التصريحات حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فموسكو باقية على استعدادها للمساعدة في إقامة اتصالات بين الطرفين، سوء على المستوى الثنائي أم في إطار “رباعية وسطاء الشرق الأوسط” (روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة). ووصف سيرغي لافروف عقد اجتماع الرباعية على المستوى الوزاري بالمفيد، لكنه اعترف بوجود أسباب وراء توقف “الجوانب السياسية للتسوية في الشرق الأوسط”. من الواضح أن موسكو لن تضغط في هذا الموضوع، مدركة عدم جدوى ذلك في الوقت الحالي.
إسرائيل في الحقيقة لا يشغلها التفاوض مع فلسطين حول المستقبل السياسي، بمقدار الحيلولة دون نشوب حرب جديدة. فعشية زيارة لابيد إلى موسكو، اندلعت الاشتباكات، مجددا، بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية. وما حرّض على هذه الاشتباكات هروب الأسرى الفلسطينيين من سجن في شمال إسرائيل. تم الإعلان عن حملات تضامن مع الأسرى في الأراضي الفلسطينية. ومع ذلك، لم يتم التطرق إلى هذا الموضوع بأي شكل من الأشكال في المؤتمر الصحفي في موسكو. إنما جرى التركيز فقط على العلاقات الثنائية.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب