«رمزية القاعدة كانت في الشيخ أسامة بن لادن» (من الويب)
ويشير إلى أن «رمزية القاعدة كانت في الشيخ أسامة بن لادن»، مبيّناً أن «هناك فرقاً كبيراً» بين الأخير وبين الظّواهري، فـ«ابن لادن شخص يجتمع عليه كلّ الفرقاء، ويتميّز بشخصية قيادية، ويحبّ مقاتليه ويهتمّ بهم، وله سابقة في الجهاد. أمّا أيمن الظّواهري فهو وإن كانت له سابقة جهادية، وتعرّض للتعذيب، وقُتل كلّ أفراد أسرته في قصف أميركي، إلّا أنه لا يحمل الكاريزما نفسها»، ولذا «ضعُفت في عهده القاعدة، وحدثت انشقاقات في جماعة الجهاد المصرية التي كان يتزعّمها، فضلاً عن القاعدة. ومن سوء قيادته انحيازه للجولاني في سوريا ضدّ الدولة الإسلامية، مع أن الظّواهري كان يعترف بالبيعة للدولة الإسلامية، ويقول الدّولة أرقى من الجماعة، لكنّه انحاز للجولاني ناكث البيعة. وبعد ذلك فكّ الجولاني ارتباط جبهته بالقاعدة، ووافق الظّواهري، فأيّ حسٍّ قياديِّ يحمل؟». لكن، هل كانت استراتيجية ابن لادن، والقائمة على «جرّ العدو إلى المستنقع»، ناجحة أصلاً؟ «يجب أن تعرف أن هذه خطة الشيخ ابن لادن، وهي ناجحة بشكل جزئي فقط، بمعنى أنها نجحت في أفغانستان، لكن في العراق والشام، من وجهة نظري، لم تنجح. والسبب الخيانة التي تعرّض لها المجاهدون من أنفسهم، والتّكالب العالمي عليهم، لأن مدن السُنّة أُحرقت ودُمّرت، مع أن الخلل ليس عندهم، ولكن الجماهير المسلمة لم تقبل بهم، واستخدمت الدول ضدّهم المؤسّسات الدينية، ومراكز الإفتاء الرسمية، و جماعة الإخوان، بجعلهم شياطين الأرض، وهذا له تأثيرٌ كبيرٌ عند الجمهور»، بحسب تفنيد «الجهادي» السابق.
على رغم كلّ ما تَقدّم، هل يمكن توقُّع انتعاش «القاعدة» من جديد؟ يحتمل «الجهادي» السابق أن يحدث ذلك في اليمن، «بشرط قدرة فرع التنظيم على الخروج من كبوته الأخيرة، إضافةً إلى وجود القيادة الحقيقيّة والسّيولة البشرية، أمّا عالمياً فلا. لقد شبعت موتاً كما قلت لك. أخذ مكانها تنظيم الدولة الإسلامية وهو البديل لها». لكن، ماذا عن أفغانستان، ألا يمكن أن تعود «القاعدة» هناك بعد سيطرة حركة «طالبان» على كلّ أنحاء البلاد؟ «لا أتوقّع ذلك. قد يكون لهم ملجأ آمناً نعم، لكن مقابل عدم العمل الخارجي، ثمّ إن السيولة البشرية انتهت، هناك بضعة أفراد مع الظّواهري لا يتجاوزون عدد أصابع اليد، يريدون الأمان لا أكثر. صراحة، القاعدة انتهت، لكن يوجد فصيل جهادي أكثر صلابة وقوة منه وأوضح رؤية، هو تنظيم الدولة الإسلامية، أغلب الأفراد يتركون القاعدة ويذهبون إليه»، مع التّذكير بأن «طالبان» استقبلت مقاتلي «القاعدة» في السابق، وخاضت من أجلهم حرباً. «نعم، طالبان الملّا عمر أحسنت إلى القاعدة، وضحّى الملّا عمر بالدولة من أجل عدم تسليم القاعدة وزعيمها إلى أميركا. حدث ذلك على رغم معارضة الجانب الشرعي في القاعدة أبو حفص الموريتاني تنفيذ عملية 11 سبتمبر، لأنّ هذا يشكل إخلالاً بشروط البقاء في ضيافة طالبان»، وفق ما يشرح «الجهادي» السابق.
ماذا عن «طالبان» نفسها، هل ثمّة فروقات بينها في الأمس واليوم؟ «طالبان بالأمس أشبه بتنظيم الدولة من حيث العقيدة العسكرية، وليس العقيدة الإسلامية. كانت ترفض الحوار والمساومة في قضايا كثيرة. مثلاً، تعليم المرأة كان للصف السادس فقط، عدم استخدام التلفزيون، عدم الانفتاح على العالم، وإن كان لها سفير في كلّ من باكستان والإمارات لأغراضٍ تجارية، والسعودية للحج والعمرة، وسفير متجوّل كان يدخل بعض الأحيان بعض هيئات الأمم المتحدة، وكانت لا تسمح بطقوس الشيعة. لكن طالبان اليوم، الشيعة الهزارة موجودون في صفوفها، وانفتحت على العالم، وسمحت باستخدام واقتناء التلفزيون، والمتحدّث الرسمي باسمها يظهر كثيراً في الإعلام، كما دعت المعارضة إلى الحوار، ولم تمنع الشيعة من أعيادهم. انفتح طالبان على المعارضين لهم، في السّابق كانوا غالباً يقتلونهم مثلما فعلوا مع نجيب الله، الرئيس الشيوعي. طالبان خلال عشرين عاماً قدّمت شهداء وتضحيات، وأميركا حدث لها استنزاف، فخرجت بماء الوجه. طالبان اليوم من ناحية سياسية تتصرّف بشكل جيّد، وقد تمكّنت من إرضاء جميع الأطراف، وتعهّدت بتحكيم الشريعة، لكن الوقت ما زال مبكراً لإصدار حكم عام عليها، خاصة وأن الحكومة في طور المخاض، وعلينا أن نعرف برامجها أولاً ومدى قبولها محليّاً ودولياً، لكن العقبة أمامها هو تنظيم الدولة، خاصّة وأن المنتمين للتنظيم أفغان»، يختم مُتحدّث «الأخبار».